الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الثاني

انت في الصفحة 37 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

عنقه جلس إسحاق بجواره 
إرجع بيتك ريح شوية مراتك اتصلت بيك بس قفلت في وشها علشان ماتصحاش إنت من امبارح منمتش 
أرجع خصلاته يمسح على وجهه 
اطمن على بابا الأول تساءل عن والدته وأخته 
نايمين جوا متقلقش وكلمت والدتك قالت هتستنى الدكتور تطمن وتروح علشان ملك 
الټفت لهاتفه الذي قام بالرنين مرة أخرى 
دا إلياس السيوفي شكله عرف خبر بابا ربت على كتفه ونهض قائلا 
رد عليه وأنا هشوف الدكتور 
ألف سلامة على والدك لسة شايف الخبر 
متشكر هو عامل إيه دلوقتي تساءل بها إلياس 
في غيبوبة توقف إلياس واتجه إلى النافذة الزجاجية 
أنا برة القاهرة وقت ماأرجع أكيد هزوره 
شكرا إلياس 
لو محتاج أي حاجة كلمني ماتتكسفش إحنا خلاص بقينا أصدقاء ماتنساش وعدك ياحضرة الظابط 
تنهيدة مؤلمة أخرجها من آلام مايشعر به قائلا 
متشكر بجد ياإلياس تليفونك فرق معايا ومنتظر زيارتك أكيد 
إن شاء الله قالها وأغلق الهاتف ينظر للخارج بشرود ليلتفت للخلف بعدما استمع إلى كعبها الذي ينقر بالأرض توقف يطالعها وأقسم بداخله أن نقرات كعبها التي تتدلى بحركاتها يشعر وكأنه ينقر فوق نبض قلبه ليتوقف عن النبض من تلك الجنية التي قضت عليه 
وصلت إليه وتوقفت أمامه تشير على نفسها 
ا رفعت ذقنه تنظر بداخل عيونه بتجبر أنثى عاشقة حد النخاع قائلة بخفوت 
إيه رأيك أنا ولا الموديل اللي شوفته عليها شهقة خفيضة أخرجتها من قوة جذبه تهمس اسمه بخفوت ارتجفت أوصالها بين ذراعيه وهي ترى صمته 
إلياس تحرك ليقوم بتشغيل الموسيقى الهادئة لتصدح بخفوت بالمكان وأغلق الإضاءة ثم اتجه إليها 
يتراقص بجوارها وهتف 
مش كنت عايزة ترقصي دلوقتي أقدر أقولك أرقصي واعملي كل اللي نفسك فيه 
قشعريرة اختلجت كيانها لتتملكها عاطفة قوية وهي ترى تغيره ناهيك عن إحساسه الصادق بكل شيئ يفعله ظل لوقت يتراقص معاها وعينيه لم تنزاح عن جمالها إلى أن فقدت القلوب السيطرة لينعم كلا منهما بالآخر 
بعد يومين 
انتهى من ارتداء ثيابه وجمع أشيائه الخاصة للذهاب لعمله خرجت تجمع خصلاتها على جنب 
إلياس عايزة أروح بعد الشغل أغير العربية هتيجي معايا ولا أروح لوحدي 
استدار إليها قائلا 
هعدي عليكي توقف عن الحديث بعدما ذهب ببصره على ماترتديه 
غيري الفستان دا مش هتنزلي بيه ارتدى نظارته وهم بالمغادرة أوقفته 
إلياس الفستان حلو ليه أغيره الټفت يحدجها بصمت ثم تحرك دون أن يضيف شيئا آخر 
عند يزن 
ترجل أحدهم من سيارته يشير إليه 
العربية بتعمل صوت ممكن تشوفها أشار إليه اسماعيل 
أنا جاي أشوفها الباشمهندس مبقاش شغال هنا يابني 
اقترب منه ياسر 
ليه يايزن استغنيت عن الحاج اللي خيره عليك اتجه إلى السيارة وأوقف صاحب الورشة 
ارتاح ياعمو اسماعيل هشوفها أنا لحد مالعربية توصل 
قلب بالسيارة يشير إليها 
العربية مفيهاش حاجة صوت إيه شغلها كدا شغل المحرك اقترب منه يزن 
عربيتك حلوة مفيهاش حاجة لو مش مصدق ممكن تاخدها لحد يشوفها غيرنا 
استقل الرجل السيارة وابتسم ساخرا ثم قادها وتحرك نظر يزن إلى اسماعيل 
الواد دا ماله عمره ماصلح عندنا حاجة 
العلم علمك يابني والغريبة إنك متخانق معاه إمبارح ويجي عايزك تصلح العربية 
عند آدم بعد يومين قضتهما تغلق على نفسها الباب ولا تريد الحديث مع احدا استيقظ من نومه ثم اتجه إلى الغرفة يطرق عليها 
إيلين افتحي الباب عايز أغير علشان أنزل الشغل فتحت بعدما تجهزت وتحركت متجهة إلى
مكتبها تحمل كتبها وهمت بمغادرة المكان دون أن تهتم بوجوده 
أوقفها بصړاخ 
إنت رايحة فين كدا كانت تواليه ظهرها وهي ترتدي نظارتها السوداء حتى لا يرى انتفاخ عيناها من البكاء 
اللي ليك عندي قدام الناس جوزي إنما هنا زيك زي أي حاجة في الشقة مالهاش لازمة غير ساعة ماأحتاجها 
استدارت ترمقه قائلة 
برة معرفكش ولا تعرفني حتى لو قابلتني صدفة في الكلية كأنك مشفتنيش قالتها وتحركت من أمامه سريعا 
عند أرسلان فتح باب شقته يبحث عنها كانت بالمطبخ تعد الطعام
حرام عليك يارسلان خضتني 
سلامتك استنشق رائحة الطعام 
إيه دا مراتي بتعرف تطبخ ياللهول 
أفلتت ضحكات ناعمة على طريقته مما جعلته يبتسم سحب كفها وخرج إلى الأريكة 
جعان نوم عايز أنام ساعتين علشان أنزل المستشفى وكمان أعدي على الشركة من وقت تعب بابا ومعرفش حاجة عن الشغل 
وضعت الوسادة تشير إليه 
طيب نام هنا وأنا هخلص الأكل وأجيلك هز رأسه بالرفض 
ليتمدد 
لا خليكي معايا قالها وذهب بسبات عميق ظلت بجواره تتطلع إليه بحب تهمس لنفسها 
معقول ربنا بيحبني أوي كدا علشان يرزقني بيك تذكرت حديثها مع زياد أخيها أن يبحث عنه ويعلم كل شيئ يخصه 
رفعت كفها وظلت تمررها مرة على وجهه ومرة على خصلاته دنت من وجهه 
شكلي حبيتك ياحضرة الغامض استمعت إلى رنين جرس الباب تسحبت بهدوء من جواره واتجهت تفتح الباب وجدت فتاة يافعة الطول شقراء ترتدي ثيابا كما تخيلتها غرام خلعت نظارتها ترمق غرام باستهزاء 
فين سيدك يابت 
ضيقت غرام عينيها متسائلة 
إنت مين وعايزة إيه 
تحركت للداخل هاتفة 
أنا مرات البيه اللي جوه وصلت لنومه 
الله الله الباشا نايم ولامعبرني ومخليني ألف عليه الدنيا كلها حضرة المشاغب أنا جيت 
فتح عينيه على صوتها ثم اعتدل يهمس اسمها 
طمطم 
عند راجح 
حاضر ياباشا المرة دي جايب قناص خبير الولد المهندس دا عملت الخطة زي ما اتفقنا 
أيوة ياباشا أشار إليه بالخروج فاتجه إلى مقعده وفتح هاتفه ينظر إلى صورة فريدة 
بالجريدة عند ميرال 
كانت منشغلة على جهازها استمعت إلى دفع الباب وجدته أمامها 
إلياس فيه حاجة انحنى يطبق على كفها يسحبها ويتحرك للخارج دون حديث 
حاولت الحديث ولكنه كان صامتا من يراه يظن أنه سيفتعل چريمة دفعها بالسيارة بقوة أذهلتها وقاد السيارة بسرعة چنونية بحالة من الصمت المقتول الذي جعل قلبها سيتوقف من الخۏف من هيئته وصل إلى المنزل وسحبها للداخل پعنف قابلتهم فريدة 
فيه إيه مالكم! 
إلياس سيب إيدي بتوجعني وصل لجناحه وصفع الباب بقوة حتى كاد أن يسقط متحطما 
أنا مش حذرتك متنزليش بالفستان دا 
تراجعت بجسدها خوفا من هيئته تهز رأسها تهمس بتلعثم 
أنا قولتلك حلو وإنت مردتش 
هوو إنت ليه متعودة أقول الحاجة مليون مرة قولت مرة يبقى تتسمع انسابت عبراتها من قوة آلامها 
إلياس بتوجعني أوقفها پعنف يهزها پجنون 
أوجعك هو إنت لسة شوفتي ۏجع إيه عاجبك جسمك ماشية تعرضيه على الكل 
أخرج من الحمام مالقيش الفوضى دي 
خرج بعد دقائق معدودة واتجه يرتدي ثيابه وتوقف أمام المرآة بكل جبروته ينظر إلى نومها 
مفيش شغل بعد كدا خروج من الفيلا هكسرلك رجلك قالها واتجه يجمع أشيائه ثم اقترب يديرها إليه ينظر اليها 
شكلك كدا أحسن علشان تلمي نفسك وماتنزليش بلبس عريان قدام إسلام مع إني حذرتك قبل كدا 
وأه كل هدومك دي الشغالة هتطلع تنزلهم وأنا هجبلك على ذوقي 
مش أنا ذوقي حلو حبيبي صح قالها وهو يخترق عينيها بنظرات توحي الكثير من عڈاب الحب لدى الاثنين 
عندك كريمات يبقى حطيها شكلك كدا مش حلو قالها واعتدل وتحرك للخارج 
مساء اليوم التالي
عند مصطفى خرج من مكتبه يتحدث بهاتفه 
ايوة هو راجح الشافعي اممم برافوو عليك ظبط الدنيا وبكرة اسمع عنه زي ما سمعت زي زمان توقف بجوار سيارته مردفا
جودت الراجل دا آذاني كتير وبيحفر ورا إلياس وبيخطط له شركته بكرة اسمع أنه خسر كل حاجة وتجبلي طليقته دي اشوف حكايتها ايه وايه اللي سمعناه دا ازاي يعني ياخد ولادها بالټهديد ظل لدقائق يشير إلى السائق الذي قام بفتح باب السيارة ليستقلها ومازال يتحدث بهاتفه
ودي بتراقب ميرال ليه انت لسة جاي تقولي ياجودت الست دي عايزة توصل لايه جودت مش عايز الموضوع يوصل لإلياس عارف لو ابني عرف هيعمل ايه مش هيرحمه خلينا نلمها من غير مايعرف 
توقفت سيارته فجأة وطلقة ڼارية اخترقت رأس السائق لتتحرك السيارة بسرعتها مع الطلاقات الڼارية عليها
عند إلياس قبل قليل عاد إلى المنزل 
تسلل على ضوء الإضاءة الخاڤتة إلى أن وصل لفراشها ثم وضع مابيده واتجه ينظر إليها بنظرات الاشتياق فمنذ أمس لم يعود وهمس لها بعض الكلمات
قولت لك حبك ڼار ياميرال شوفتي خلتيني أذيكي وأذي نفسي ازاي لا قادر ابعد ولا قادر أقرب خلاص مبقاش ينفع نقرب من بعض تاني كدا كفاية أوي على اللي عشانه مكنتش مخطط اعيش دا كله معاكي بس لأول مرة أضعف ولو أنت هتضعفيني كدا يبقى بلاش منك كل واحد يرجع لحياته بس هتفضلي باسمي لحد ما اموت دمغها بقبلة على جبينها استيقظت على إثرها ولكنها مازالت مغلقة الجفنين ظل للحظات يحتضنها بعيونه ثم تحرك للخارج كما دخل فتحت عينيها بعد خروجه وانسابت عبراتها المتحجرة تحت جفنيها تهمس لنفسها 
طلعت قاسې أوي ياحبيب عمري ومن قساوتك قسيت قلبي عليك وكرهتيني فيك استلم بقى ياإلياس انت اللي جبرتني على كدا 
هبط الدرج استمع إلى رنين هاتفه اخرجه ولكن توقف على صوت فريدة
إلياس صاحت بها فريدة استدار إليها دون حديث يغلق الهاتف الذي عاد رنينه اقتربت منه تطالعه باشتياق قائلة 
ليه يابني بتعمل في مراتك كدا 
نعم وحضرتك بصفتك إيه تدخلي في حياتنا دنا خطوة إلى أن وصل إليها 
إنت مرات أبويا وأم مراتي آه لكن حياتي أنا حر فيها ولو زعلانة على بنتك خديها عندك مضربتهاش على إيديها 
يعني إيه يابني لو مش عجبني إنت مش شايف قساوتك مع مراتك 
مدام فريدة لما بنتك تشتكيلك يبقى تعالي حاسبيني هي اشتكتلك 
انعقد لسانها من قساوته لتقترب خطوة قائلة 
والدك هيرجع النهاردة تفتكر هيسكت على معاملتك دي 
توسعت عيناه ينظر إليها بذهول 
نعم والدي ليه هي حياتي ولا حياته بصي يامدام فريدة علشان منتعبش مع بعض أنا قولت مش عايز أتجوز ورغم كدا ماحترمتوش رغبتي الله أعلم قولتي لبابا إيه علشان تدبسوني في الجواز وكمان أنتوا اخترتوا العروسة وماكان عليا
إلا إني أوافق ماهي العروسة مش بعيدة عني اقترب منها
حب دفنته جوايا لعشر سنين بسببك والفرصة جاتلي على طبق من ذهب من جهة أعيش حياتي مع اللي اختارها قلبي ومن جهة
أحسرك عليها إيه رأيكلا وخدي التقيلة بنتك هتفضل معززة مكرمة لحد ماتجيبلي وريث
تعرفي على قد حبي
ليها على قد كرهي لها كل ما افتكر إني اتجوزت بنت اكتر ست كرهتها في حياتي بس مش مهم باخد تعويض برضو 
لطمة قوية فوق وجنتيه تنظر إليه بشراسة مع تجمد جسده من فعلتها دفعته بصدره
قالتها پصرخة اذابت ضلوعها وهو يطالعها بشحوب لا يعلم بماذا تهذي
صړخة خرجت من فم غادة على صوت ارتطام جسد ميرال ليتدحرج من الدرج بعد استماعها لحديثه حتى وصلت لاخر سلمة لتحيطها غمامة سوداء وتشعر بدوران الأرض بها ناهيك عن الآلام التي اخترقت صدرها لتضع كفيها على بطنها تهمس بتقطع 
يارب أموت
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
عند الفراق ...
يرحل أحدهم ممتلئا بالأسئلة .
و يرحل الآخر هاربا بالأجوبة .
الأول لم يطرحهالكنه فهمها بعد الرحيل ...
و الثاني لم يجب..لكنه بعد زمن امتلأ ندما بنفس الأسئلة
الأول فهم فأغلق سطور الحكاية ..
و الثاني سيفتح سطورها في كل مرة يطاله تأنيب الضمير .
هكذا هي الحكايات
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 48 صفحات