الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 47 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

منك غير فرصة واحدة 
معنديش فرص يادكتور واتفضل أنا تعبانة وعايزة أرتاح 
باليوم التالي
نهض من فوق فراشه على صوت المكنسة الكهربائية اعتدل يسبها بسره ثم جذب كنزته وارتداها متجها للخارج وجدها تدندن مع الأغنية 
طب ليه بيداري كدا ولا يداري 
ركل المقعد بقدمه 
بتعملي إيه يابت 
نفثت بصدرها قائلة
بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا إمتى خضتني  
اقترب منها يرمقها بنظرات كالطلقات الڼارية ثم جذب منها المكنسة يركلها بقدمه بقوة
فيه ست محترمة تكنس الساعة تلاتة الفجر 
أه لما تبقى في كلية طب وعندها دكتور مفتري طالب منها أبحاث عشرين طالب منتظر مني إيه بعد سبع ساعات متواصلة وأنا ببحث في أبحاث المفتري إلهي يارب ماينام شهرين  
جز على أسنانه يشير بسبباته
متخرجيش عفاريتي عليكي 
إيه دا هو إنت جواك عفاريت مش عيب تبقى دكتور طويل عريض ويبقى عندك عفريت كدا الطلبة يخافوا منك يادكتور نظرت إلى المكنسة الكهربائية وأشارت مستخفة
كدا بوظت جهازي اللي أبويا مدفعش فيه غير إني أتجوز واحد مغرور زيك 
بت بقولك تحركت قائلة
مفيش بت هنا مفيش غير دكتورة زي القمر قدامك ودكتور زي الحيطة معتقدتش اللي بتنادي عليها موجودة قالتها وتحركت لداخل الغرفة وهي تدندن أغنيتها 
استمعت إلى التحطيم بالخارج
فهوت بجسدها على الفراش مبتسمة
ولسة يادكتور الچثث لو مخلتكش تعمل مغادرة من مصر مايبقاش أنا الدكتورة إيلين 
عند أرسلان
دلف إلى مكتب إسحاق وجده منكبا على جهازه
بتعمل إيه ياإسحاقو وخير مبقتش أرتحلك أشار له بالجلوس ثم أدار الجهاز
احفظ الاشكال دي كويس قطب جبينه 
اتحفظوا ليه فتح أحد أدراجه أعطاه فلاشة قائلا
المطلوب عندك مش عايز غلطة 
تمام المهمة فين ياترى 
أسوان بقلم سيلا وليد 
أووووه أسوان ليه يامعلم 
لما تشوف الفيديو هتعرف 
حك ذقنه ينظر إليه بتفكير
لو تهريب مش شغلنا ولو سړقة يبقى مش شغلنا برضو 
ولامبحبش الرغي الجواز علمك الرغي طلق وخلاص مش ناقص صداع 
جواز مين ياسيدي قلبك أبيض هي الأخبار ماوصلتش من طمطم ولا إيه 
أخبار إيه يانابغة عصرك 
ضيق عينيه مستفهما عما يرميه من معنى ثم هتف متسائلا
تقصد إيه يالا قص له ماصار  
طرق بقوة على المكتب يرفع كفيه يلطمهما ببعض
يخربيت عقلها يبقى سمعتني وأنا بتكلم مع باباك وأخدته من ميدالية مفاتيحي أنا فكرتك إنت اللي أخدته وقولت يمكن اتكسفت مني ومردتش تقولي 
إيه اللي عرفها بحوار غرام ياعمو 
هز كتفه
بعدم معرفة قائلا
هي سمعتني بقول لباباك عن عنوان الشقة وإنك اتجوزت ومفتاحك معايا علشان سفرياتك وخۏفك على مراتك بس مش متأكد إنها سمعت ولا لأ علشان بعدها بكام يوم جاتلي 
فلاش باك
دلفت تدفع الباب وعينيها كاللهب المشتعل
فين أرسلان 
نقر على سطح مكتبه يطالعها لبعض اللحظات ثم ڼصب عوده وتوقف متجها إليها
بيقضي شهر العسل 
برقت عيناها وكأنه ألقى عليها دلوا من الماء المثلج ليرتجف جسدها حاولت السيطرة على حزنها اقتربت منه
إنت مضايق مني وعايز تضايقني مش كدا ياخالو
ابتسم بتهكم ثم تراجع على مقعده
وأنا هضايق منك ليه يابت شيفاني عيل علشان ألعب معاكي 
لو مش مصدقة كلميه 
انسدلت عبراتها رغما عنها تهز رأسها پعنف
مابيردش 
أشعل سيجارته وبدأ ينفثها كأنه ېحرق وقوفها اقتربت منه تستعطفه ببكائها
خالو علشان خاطري قولي مخبي أرسلان مني فين 
ارتفعت ضحكاته يضرب كفيه ببعضهما
إنت عبيطة يابنتي! إنت مين علشان أخبيه ولا مفكراه علبة جبنة رومي هخبيها منك روحي حبيبتي ربنا يهديكي الموضوع مش ناقص غباوة 
استندت على مكتبه بعدما فقدت أعصابها وهدرت پغضب
طب اسمعني كدا ياحضرة العقيد ووصله كلامي انا مش هرحمه لو لقيته بيلعب بديله  
أخرج صوتا من بين شفتيه يهز رأسه وضحكاته التي صمت أذنيها
طب ماكان من الأول ياتحية كاريوكا ليه شغل أمينة رزق دا 
على العموم حبيبك مع حبيبته في شهر عسل اشربي من البحر بقى  
ضړبت أقدامها بالأرض وتحركت للخارج تسبه بصوت مرتفع  
ظلت نظراته عليها إلى أن أغلقت الباب خلفها زفرة حاړقة يمسح على وجهه پغضب متمتما 
تافهة معرفش الحلوف عايز منك إيه رفع هاتفه ماهي الا لحظات وأجابه 
إنت فين يامتخلف بقالي يومين مش عارف أكلمك 
نهض معتدلا من الفراش
خير فيه حاجة بابا كويس خرجت من المستشفى وسافرت علشان أعرف هدخل إزاي 
مسح على وجهه پغضب وأردف
طمطم كانت هنا وقريت عليك 
عادي هو إنت أول مرة تعملها ياترى من أول قلم ولا من أول دمعة قهقه إسحاق قائلا 
مالي مركزك دايما ياصقورة 
عندك شك هز رأسه
أبدا طول عمرك أسد طيب غرام معاك ولا لوحدك 
اتجه بنظره للفراش وجدها تغفو كالملاك ابتسم قائلا
معايا وهنرجع القاهرة الصبح علشان بابا هيخرج من المستشفى 
طيب حبيبي خد بالك من نفسك وتيجي طيران بلاش سواقة علشان عارفك هطير بالعربية 
خاېف عليا إسحاقو 
لا ياحليتها خاېف على عجل العربية مش هعرف أجيب بديله 
تصدق صح والعجل غالي بعد ارتفاع الدولار هنفكر إسحاقو نغير العجل بإيه 
تصدق حلال عليك طمطم يالا والله البت دي تستاهل حلوف زيك 
تشكرات إسحاقو ولا يهمك حبي 
خرج من شروده وقص عليه ماصار 
نقر على المكتب عدة مرات ثم توقف 
خلاص عرفت هعمل إيه سلام 
ناوي على إيه 
على كل خير أجرها لبيت الطاعة علشان تتعلم الأدب 
أقف يالا إنت مچنون عايز ترجع مراتك بالطريقة دي! 
لوح بكفه وتحرك 
باليوم التالي بمنزل والد غرام كانت تجلس أمام التلفاز تقلب بهاتفها تنظر إليه وتتمنى أن يقوم بمهاتفتها تنهيدة بأعماقها الحزينة
كدا ياأرسلان هونت عليك أسبوع كامل حتى مفيش تليفون طيب يابن الحسب والنسب استمعت إلى طرقات على باب منزلها جذبت وشاحها وتحركت للخارج
نعم عايز مين 
نظر الرجل للورقة التي بيده
غرام محمود الزهيري
أيوة بسط كفه بالورقة
جوزك طالبك في بيت الطاعة يامدام ولازم تتحركي معانا 
إيه بيت طاعة! خلاص يابني روح إنت وأنا هتصرف 
استدار الرجل متسائلا 
حضرتك مين أخرج الكارت الخاص به فاستأذن الرجل معتذرا بعدما أردف إسحاق
البنت بنتي وأنا هوصلها لجوزها 
توقفت تطالعه بأعين دامعة
أرسلان عايز ياخدني بالطريقة دي! 
زم شفتيه ثم رفع كفه يمسح على رأسه
مشاكلك مع جوزك تبقى مع جوزك وبس يابنتي نصيحة اتعاملي على إنك مرات أرسلان الچارحي 
أشار بسبباته وتحدث بنبرة حازمة
غلطي يابنت الناس وغلطك مع شخصية زي أرسلان مش مرحب بيه ياله علشان أرجعك بيت جوزك 
عقدت ذراعيها وهتفت بحدة
وأنا مش عايزة أرسلان ابن الحسب والنسب خلاص فضيناها وكل الحكاية أنه اتجوزني علشان مهمته والمهمة خلصت اقترب خطوة وعينيه تحاورها ثم أردف بهسيس
خمس دقايق بس وألاقيكي في العربية أنا اتصلت بوالدك وأخدت إذنه وكمان هو في الشغل مالكيش حجة أنا جيتلك يبقى خلاص كل حاجة ترجع لأصلها ولولا شايف تعلق الولد بيكي الله في سماه ماكنت قربت منك قالها واستدار متحركا للخارج 
عند إلياس
ترجل من السيارة حاولت أن تساعده ولكنه أوقفها بحركة من يديه
شكرا مش عايز مساعدة تحركت بجواره بقلب مهشم عيناها عليه خوفا أن يترنح توقف يتنفس بهدوء اقتربت منه وهمهمت بنبرة عتابية
معرفش ليه مش عايزني أساعدك 
مش عايز آثاري تكتر عليكي ومتعرفيش تزيليها كويس قالها وتحرك يضع كفه موضع آلامه دلف للداخل وجد مصطفى بانتظاره
اتأخرت ليه يابني خطا بوهن يهمس بصوت خاڤت
كان عندي مشوار تلفت يبحث عنها ثم جلس وتجلت على ملامحه الألم
إسلام مرجعش تساءل بها وهو مطبق الجفنين جلس بجواره ولف ذراعه حول كتف
ربنا مايحرمني منك ياحبيبي فتح عينيه ينظر لوالده بصمت ثم أردف
كنت دائما أسمعك بتقول كدا لماما وأهي ماټت وعيشت حياتك ونسيتها 
ابتسم مصطفى وطبع قبلة على رأسه
غيران على أمك ياإلياس 
استفهم باستهجان
مش من حقها ولا إيه ياحضرة اللوا سمعت في مرة أنكم واخدين بعض على حب والحب اندفن معاها واتولد مع حد تاني يمكن مايتساهلش 
لوحت أعين مصطفى بالڠضب قائلا
هتفضل لحد إمتى يابني واخد الموقف العدائي دا رفع نظره إلى ميرال التي دلفت للتو بعد وقوفها بالخارج تتحدث بالهاتف وصلت إليهم ثم جلست بجواره
أخليهم يعملولك حاجة تاكلها تشابكت عيناه بعينيها إلى أن لاحظ مصطفى ذلك فهتف قائلا
كنت رايح تطلق مراتك دي الأمانة اللي أمنتك عليها!!
أنا أبدا حتى اسألها هي اللي حبت تغير الصنف 
رمقه مصطفى بنظرة استفهامية
يعني إيه ! 
يعني أنا مش عايز أطلق دا أنا بحبها أكتر من حبي للمحشي بس هي اللي
مصرة بدليل رفعت قضية طلاق وحضرتك لو مش مصدقني اتصل بالمحامي معرفش ليه دايما واخدين الفكرة الۏحشة عني ماتسألوا رشيدة هانم برقت عينيها
أنا رشيدة نهض من مكانه يضع كفه على جرحه حتى وصل إليها
أحلى رشيدة في الدنيا ياحبي كح 
وحشتيني قالها غامزا ثم صعد للأعلى شحب وجهها تهز رأسها 
حبي وبيحبني ووحشتيني الراجل دا عنده انفصام والله العظيم ابنك ناويلي على مصېبة قهقه مصطفى يشير إليها بالاقتراب ولم تشعر سوى ببكائها
أنا بحبه أوي ياعمو عارفة إني غلطت بس والله ڠصب عني اللي سمعته منه كتير أخرجها من أحضانه محتضنا وجهها
ميرو حبيبتي عارف إنك بتحبيه 
لازم تستحمليه شوية ومش عايز نغمة الطلاق دي تاني 
ابتلعت جمراتها التي تكوي قلبها قبل جوفها متمتمة
ليه إلياس بيكره ماما كدا وهيفضل لحد إمتى يكرهها ياعمو أنا أمي متستهلش المعاملة دي 
أزال عبراتها وأردف بنبرة حنون
مټخافيش بكرة يحبها قومي اطلعي ورا جوزك متسبهوش لوحده 
فركت كفيها وشردت بنظراتها بكافة الأرجاء
تفتكر هيسامح ويتقبلني تاني  
ربت على كتفها وباغتها بابتسامة
إنت وشطارتك ياميرو هتستني من الراجل العجوز يقولك إيه 
أومأت له ثم نهضت مردفة
عندك حق ابنك دا عايز مراوغة وأنا بحب المرواغة 
بالأعلى انتهى من تبديل ملابسه بعد معاناة ثم اتجه إلى فراشه توقف ينظر إلى الفراش للحظات فمنذ آخر حديث بينهما وطلبها الطلاق لم ينم عليه ذهب ببصره إلى الأريكة وخطا الى أن وصل إليها مع دولفها تطلعت عليه ثم نظرت إلى الفراش خطت الى أن وصلت إليه
هتنام هنا ولا إيه! 
تمدد دون أن يعيرها أي اهتمام جلست بجواره 
ممكن نتكلم 
قومي من جنبي عايز أرتاح 
نزلت بساقيها واستندت بركبتيها مقتربة منه
بس أنا عايزة أتكلم معاك 
أغمض عينيه وأردف
سامعك رفعت كفها تمسد على خصلاته
ليه قولت لماما عليا كدا وإنت بتحبني هو فيه حد بيحب حد يتكلم عليه بالطريقة البشعة دي 
صمت لثواني وعجز عن الرد اقتربت من وجهه تهمس بجوار أذنه
أنا عرفت كل حاجة قرأت مذكراتك 
فتح عينيه سريعا وهاجت ضربات قلبه حتى شعر بآلام صدره
ابتعد برأسه عنها مع ارتفاع أنفاسه قائلا بنبرة جافة 
متقربيش مني تاني وياله اطلعي برة روحي أوضتك إزاي أصلا جيتي إيه نسيتي إننا انفصلنا 
حاولت إخفاء حزنها من كلماته وأخذت نفسا عميقا ثم أدارت وجهه إليها
تعرف لو كان حصلك
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 49 صفحات