السبت 30 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 48 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجة أنا كنت ممكن أموت 
ابتسم ساخرا وزم شفتيه قائلا
ليه الرجالة خلصت 
تفتكر أنا ممكن أشوف راجل تاني غيرك قالتها بخفوت 
رغم القبضة التي اعتصرت فؤاده إلا أنه رمقها بنظرة قاسېة ودفعها بعيدا عنه  
كفاية بقى عايزة مني إيه قومي اطلعي برة قالها بنبرة مخيفة حتى تحجرت ملامحها الجميلة حزنا وألما وانسابت عبراتها لتنهض من مكانها وتهرول للخارج 
زفرة حاړقة أخرجها يريد أن ېحرق بها نفسه بعد ماتذكر دفتره نهض بهدوء واعتدل يبحث عنه دلف إلى مكتبه لمس أشياءها الموضوعة يبدو أنها تناستها جذب ربطة خصلاتها وقربها إلى أنفه يستنشق رائحتها بوله مغمض العينين ولكنه فتح عينيه متذكرا كلماتها التي ذبحته دون رحمة 
هتجوز إنت مش راجل كلمات خلف كلمات ليلقي مابيده بالارض ثم أزاح بيديه كل مايوضع على مكتبه ارتفعت وتيرة أنفاسه كمتسابق حتى فقد اتزانه وهوى على مقعد مكتبه محاولا أخذ عدة أنفاس بعدما شعر بانسحابها تراجع بجسده وذكرياته المؤلمة معها شقت صدره حتى نزلت دمعة رغما عنه ليجز على يديه معنفا إياه
مشيت ورا قلبك حسرتك على نفسك تستاهل كنت منتظر إيه رد على نفسك وقول كنت منتظر منها إيه واحدة طعنتك برجولتك افرح بالحب 
أطبق على جفنيه ينهر قلبه الذي ضاع بغيبات الجب بعدما شعر بالاشتياق إليها كور قبضته يضرب بها فوق مكتبه 
فوق يابن السيوفي حتة بنت كسرتك رد كرامتك اللي داست عليها ذهب ببصره لذاك الدفتر الذي يدون به قصة حبه جذبه ثم نهض متجها إلى سلة القمامة وقام بإشعال قداحته لتلتهم النيران كل ماخطه قلبه قبل أنامله ألقاه بالسلة وظل ينظر لتلك النيران التي التهمت كل ذكرياته 
ظل لدقائق ينظر إليها ثم خرج إلى غرفته 
عند يزن وخاصة بغرفته
جالسا على مكتبه وأمامه بعض أوراق للتصميم يرسم عليها بعض الرسومات ورغم أنه مهندسا إلا أن رسوماته اليوم لا توحي لعمله نظر إلى الأوراق بعمق ثم حرك قلمه على كل رسمة على حدا 
هناك ورقة يرسم بمنتصفها راجح وحوله طارق ابنه ورحيل وزين وآدم 
وهناك رسم آخر يدون عليه 
فريدة وعلامة استفهام كبيرة ظل ينظر لرسماته مرة لصورهم مرة واحتضن وجنتيه بكفيه يتساءل بهمس
ياترى إنت فين يامرات عمي وليه مظهرتيش في الصورة معقولة تكون اتجوزت تاني ظل ينقر على مكتبه ثم زفر پغضب وقام بجمع الورق وتراجع بجسده رافعا ساقيه على المكتب ينظر لصورهم جميعا يشير بيده
راجح الشافعي ظابط متقاعد  
رانيا اتجوزت راجل متجوز ومخلف علشان تعاند في أخوه اللي حب بنت عمها اللي انتقمت منها وخطفت ولادها وعذبتها شكلك راس الأفعى الكبيرة يامرات أبويا قالها بتهكم 
اتجه إلى دفتر والدته وظل يقلب به إلى أن وصل إلى كلماتها عن فريدة
دي بقى مرات عمك المرحوم جمال دي هي الوحيدة اللي وقفت معايا بعد ماجدك ماټ عايزة أقولك ياحبيبي دي اللي نجدتني من أبوك وصل بيها الحال إنها تبيع حلقها علشان تديني فلوسه وتهربني من چحيم راجح الشافعي بعد ماجوزها ماټ خاڤت عليا وعليك بعد ماعرفت نية مرات أبوك آخر مرة شوفتها لما رحت معاها نبلغ عن الولد اللي اتخطف حبيبتي اتخطف ولادها الاتنين ومعرفتش توصلهم هربتني بعد ماعرفت إن راجح هياخدك مني ماهي رانيا بعد تسقيطها كام مرة الدكاترة قالوا عندها مشكلة ربنا بيخلص حقوق بحقوق 
عرفت كمان من فريدة بعد ماهربت إنها أخدت ابن راجح من زهرة اللي عذبها 
سامحني يايزن علشان خبيت عليك كنت خاېفة عليك أوعى تاخد أخواتك بذنبي حبيبي أبوك ابراهيم راجل ولا كل الرجالة كور قبضته حتى انكمشت الأوراق بيده ونفرت عروقه ناهيك عن عينيه التي لمعت بخط من الطبقة الكرستالية 
راجح راجح ياويلك مني وحياة دموع أمي وعذاب مرات عمي لأدفعك غالي اصبر عليا لو مخلتكش ټندم مابقاش يزن إبراهيم السوهاجي 
بفيلا السيوفي
رفرفت بأهدابها إلى أن فتحت عينيها اعتدلت على الفراش تنظر بالساعة ثم هبت من مكانها تهمس بتقطع
يوسف زمانه رجع من المستشفى خطت بجسد واهن قابلها مصطفى على الباب
رايحة فين يافريدة مش الدكتور قال الراحة 
ابني يامصطفى عايزة اطمن عليه حاوط جسدها يجذبها إلى الغرفة وتمتم
إلياس نام وصل من فترة وبعتله ميرال يعني زمانهم ناموا تعالي ارتاحي سحبت نفسها مبتعدة عنه
لا لازم اطمن عليه هبص عليه من بعيد مش هدخل جوا أمسك كفها
حبيبتي بقولك ميرال عنده استمع إلى صوت ميرال
ماما كنت جاية اطمن عليكي خطت إليها مبتسمة وكأنها طوق النجاة لكي تصل لابنها  
حبيبتي جوزك عامل إيه نايم 
أومأت تبتعد عن مرمى بصرها تهمس
أيوة كويس ارتاحي لو سمحتي 
تركت يديها وساقتها قدميها مع لهفة قلبها إليه 
أرتاح أرتاح ازاي وهو مش مرتاح قالتها بصوت ممزوج بالبكاء دلفت بهدوء تغلق الباب خلفها بينما بالخارج توقف مصطفى يطالع ميرال
ليه مش مع جوزك ينفع تسيبيه في الظروف دي 
إلياس مصر على الطلاق ياعمو قالتها وتحركت إلى غرفتها 
تضجرت ملامحه بالڠضب يردف
وبعدهالك يابن فريدة طالع عندي لمين استمع إلى رنين هاتفه
أيوة عملت إيه
مسكنا الولد ياباشا واتحجز بس فيه حاجة لحظناها معاه  
هتنقطني بالكلام ماتتكلم بسرعة 
صورة مدام ميرال وعليها إكس بالقلم الأحمر 
أنا جاي أوعى حد يحقق معاه لما أوصل 
بالداخل بغرفة إلياس وصلت إلى الأريكة التي يغفو عليها جلست على الأرض بجواره رفعت كفها على خصلاته وانسابت عبراتها تهمس بخفوت
ألف سلامة عليك يانور عيني ياريتني مكانك يابني ياريت آخد كل آلامك لمعت عيناها بابتسامة لأول مرة تراه وهو نائما بعدما بلغ مرحلة الشباب 
ياااااه أخرجتها من حړقة قلبها تمسد على خصلاته  
سنين ياإلياس مشفتكش كدا تعرف كأن سنين الۏجع دي ماعدتش عليا بعد ماربنا ربط على قلبي وخلاني أربيك وأنا معرفش إنك ابني أول فرحة لقلبي 
انحنت وآاااه وكم من آهات وحسرات أخرجتها متحسرة على سنين كان بها قريبا من العين بعيدا عن القلب شهقة خرجت رغما عنها مما جعلها تضع كفها على فمها حتى لا يفيق ولكن كيف له أن يظل مستغرقا بعد شعوره بدموعها على وجهه ورغم مفعول أدويته القوي إلا أنه استيقظ فتح عينيه ينظر لقربها منه 
حاول الاعتدال بعدما وجد بكاءها أطبقت على ذراعيه
خليك مرتاح ياحبيبي نهض متحاملا على نفسه وتساءل
بټعيطي ليه ميرال فيها حاجة ابتسمت بعيون دامعة تهز رأسها عاجزة عن الرد كيف تشكو له ظلام قلبها بمنعها بالتفوه عما يؤلم روحها شهقة ماهي إلا شهقة خرجت من جوفها حتى انتفض ړعبا من حالتها التي تمادت كما ظن أنزل ساقيه وبسط كفه وهو يحاوط بطنه بكفه الآخر 
قومي من على الأرض قاعدة كدا ليه 
نهضت بسعادة طفلة بعدما رأت حنان عينيه ولهفته بالخۏف عليها 
جلست بجواره وعينيها ترسمه بحنان أمومي لم تشعر بنفسها وهي تضع كفها على وجهه تتأمل ملامحه بكل
تفاصيلها وكأنها ترسمه  
باغتها بنظرة مطولة ثم أبعد رأسه 
مش عايز أزعلك صدقيني بس شايف أفورة مش مريحاني يعني تتعبي بسببي مش شايفة إنها أوفر شوية ولا بترسمي على حاجة تانية لو تقصدي الطلاق فالموضوع منتهي أنا وبنتك زي الشمس والقمر مايتجمعوش بيستافدوا بس من بعض 
تنهدت بمرارة ويبدو أن الماضي ماتزال آثاره محفورة بقلبه  
إيه رأيك نفتح صفحة جديدة اعتبرني والدتك 
ابتسامة ساخرة مع نظرة متهكمة ثم نهض متجها إلى سجائره
الطموح حلو برضو يامدام فريدة توقفت وخطت بخطوات مترنحة إليه محاولة جذب سيجارته 
بلاش سجاير وإنت تعبان ياحبيبي 
توسعت عيناه بوميض غاضب وتجمعت سحب الألم والحزن بعينيه يرمقها بنظرة تعني الكثير من الكره 
متنسيش نفسك إيه اللي مدخلك أوضتي بنتك في أوضتها روحي لعندها وياريت تقنعيها تفضل متمسكة بالطلاق دا لو بنتك حبيبتك بتسمع كلامك أنا مش عايز أخسر أبويا كفاية خسارتي لأمي يامدام 
هتفضل تعاملني كدا ياإلياس على إني عدوتك الأولى استفهاما مؤلما لقلبها قبل قلبه انبثق من شفتيها اقترب منها بعدما نفث تبغه 
أسامحك! تعالي نرجع بالزمن للورا كدا
أنا كنت بقولك ياماما شوفتي كنت بقولك ياماما يعني كنتي غالية عليا أوي عملتي إيه ضحكتي علينا كلنا بوشك البريئ دا عرفتي تتلاعبي علينا كلنا 
فلاش باك
جالسا بجوار والدته يلعب بهاتفه استمع إلى همسها نهض من مكانه وتحرك إليها 
ماما حبيبتي إنت صحيتي ضغطت على كفه الصغير تهمس بأنين
إلياس ناديلي بابا ياحبيبي هرول الصغير إلى غرفة والده بعدما تم عقد قرانه على فريدة  
قبل قليل جلس بجوارها
فريدة عايز أفهمك حاجة مهمة لولا إصرار غادة على الجواز أنا كنت مستحيل أتجوز عليها مهما كان كانت مطأطأة الرأس تفرك بكفيها
عارفة يابيه 
أطلق ضحكة يهز رأسه وتحدث بمشاكسة
بيه فيه واحدة تقول لجوزها بيه! 
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع
عايزة أعرفك إني فهمت جوازنا هيكون صوري علشان الولاد وعارفة إن كل واحد له حياته الخاصة صدقني عمري ماهتخطى حدودي معاك 
نهض من مكانه واتجه إلى النافذة ينظر بالخارج وأردف
مش أنا
اللي أغضب ربنا يافريدة ربنا ماأمرش بكدا حقوقك هتاخديها بالكامل ربنا أعلم بس الظروف اللي بتحتم علينا نعمل حاجات خارج إرادتنا علشان كدا لازم تفهمي حاجة مهمة إنت من وقت ما كتبت عليكي بقيتي جزء من حياتي أولادي ولادك وبنتك بنتي يعني هعاملك بما يرضي الله ومش عايزك تشيلي أمر غادة غادة ماهي إلا أيام وأكيد سمعتي كلام الدكاترة أنا ماحبتش أزعلها في آخر أيامها كل اللي طالبه منك تسامحيني في حقك الأيام دي مش هقدر أقرب منك وأديلك حقوقك الشرعية ومراتي على فراش المۏت غادة مش مجرد زوجة وأم ولادي بس غادة كل حاجة حلوة في حياة مصطفى 
أومأت له ثم رفعت عينيها تنظر لمقلتيه
حضرتك شخص محترم وأنا سعيدة بوجودك بحياتي أنا وميرال بس فيه موضوع مهم لازم تعرفه قبل مانبدأ حياتنا مع بعض أنا حاولت أتكلم بس مدام غادة هي اللي رفضت خاڤت من ردة فعلك معايا لكن حقيقي مش هقدر أنام جنبك وأنا مخبية حاجات عنك 
كان يستمع إليها بتمعن حتى اتجه إلى الأريكة وجلس يشير إليها بالجلوس
سامعك شكل الموضوع مش مقبول اللي يخلي غادة تخبيه  
فركت كفيها وانسابت عبراتها تتمتم بتقطع
ميرال مش بنتي توسعت عينيه بذهول حتى انتفض من مكانه 
يعني إيه مش بنتك ارتفعت شهقاتها تقص له معاناتها مع راجح 
شعر بانسحاب الأرض من تحت أقدامه ليهوى على الأريكة بدخول إلياس
بابي بابي مامي عايزاك قالتلي أناديك 
اطلع برة دلوقتي ياإلياس شوية وجاي 
أومأ الصغير وتحرك للخارج بعدما استمع إلى بكاء فريدة أغلق الباب خلفه فاستمع إلى صرخات والده بالداخل
بقى إنت تضحكي على مصطفى السيوفي وتخليه يزور إنت
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 49 صفحات