الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 46 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

الباب سريعا
بابا ماما فريدة صحيت ومصرة تيجي تشوف إلياس ومش قادرين عليها وقعت مننا هب من مكانه سريعا واتجه إليها ظلت نظراته على والده الذي اختفى من أمامه بلحظة اتجه لصديقه بذهن شارد وهو لا يعلم ماذا يقول ظل لدقائق وغادر 
رفع رأسه إلى إسلام
مالها مدام فريدة طالعه بصمت للحظات ثم تحدث 
يهمك ياإلياس 
تصلبت تعابير وجهه ورسم البرود قائلا
عادي مهما كان دي أمكم وبتهتم بيكم والحق يتقال پتخاف عليكم أكتر من روحها قالها وهو يتطلع أمامه وصلت بجوارهم ومصطفى يحاوط جسدها بعد إصرارها على رؤيته ولكنها توقفت لدى الباب عندما استمعت ماشق صدرها فكانت كلماته كأشواك تخربش صدرها 
وإنت لأ يعني مش هتزعل لو حصلها حاجة أشارت إلى مصطفى بالتوقف وهي تنتظر رده بلهفة 
أكيد هزعل عليها مهما كان دي أكتر واحدة اعتنت بينا ابتسامة شقت ثغرها وهي تستمع إليه إلى أن اختتم حديثه الذي سحب أنفاسها
كانت في وقت من الأوقات زي أمي اختلافنا بالطريقة بس لو بخاف عليها وبحترمها علشان خۏفها عليكم وحبها ليكم مش أكتر أما وجودها من عدمه مش فارق معايا 
ترنح جسدها فدفع مصطفى الباب ينظر إليه بنظرات عتاب بينما هي طالعته بلهفة أم تجولت بأنظارها على جسده كالأم التي تفتش بجسد رضيعها عن إصابته بمكروه وصلت إليه وانحنت دون مقدمات تحتضن وجهه وقبلة حنونة فوق جبينه تهمس بأنفاس متقطعة
حمدالله على السلامة يانور عيني كانت متوقفة بجوار غادة تنظر إليه بحزن وقهر على والدتها بعدما استمعت إلى حديثه فهربت للخارج ودموعها تفترش طريقها بينما جلست فريدة بجواره على الفراش تحتضن أكتافه وتضع رأسها عليه دمعة انسابت من عيونها وأناملها ترفع كفيه وتطبع قبلة عليهما 
اعتدلت تنظر إليه 
حاسس بإيه حبيبي موجوع كانت نظراته إليها ضائعة فمنذ زمن لم تحتضنه بتلك الطريقة ناهيك عن أفعالها المؤذية لقلبه نظراتها ولهفتها وبكائها جعلته كالتائه بصحراء خاوية من البشر 
ماما أنا كويس قالها دون وعي لتتجه إليه بدموعها وشهقة خرجت من أعماق قلبها تضمه بقوة لأحضانها
قلب ماما وحياتها فداك ياحبيبي ارتعش قلب مصطفى ينظر إلى إسلام پخوف من ردة فعل إلياس
دقائق وهي تضمه بأحضانها تريد أن ينتهي العالم على ذلك الحضن وتلك الكلمة التي نزلت على قلبها كنسمة ربيع بيوم شديد الحرارة بكت بصوت مرتفع وظلت تردد 
حبيب ماما إنت يابني رفع ذراعيه يحاوط جسدها بعدما فقد السيطرة عن إبعادها وهناك شعور يجذبه للربط على قلبها الحزين  
أنا كويس بطلي عياط اعتدلت تحتضن وجهه وقبلة مطولة مرة أخرى على جبينه ثم نظرت إلى عينيه وابتسمت
بعد كلمة ماما النهاردة مش محتاجة حاجة تانية صدقني ربنا يسعدك يابني يارب 
تراجع بجسده بعدما تحكم بسيطرته ليهتف بتقطع
بس أنا مش ابنك أنا قولتها عادي خرجت مني كدا 
هزت رأسها رغم حزنها من كلماته
مش مهم المهم إنك قولتها وبطل بقى هتفضل تعاندني لحد إمتى يا قاطعها مصطفى سريعا 
فريدة اطمنتي على إلياس ممكن نسيب إلياس يرتاح إلياس عايز الراحة كأن تكراره لكلمة إلياس أعادها لأرض الواقع لتنهض بتثاقل تومئ برأسها
حاضر يامصطفى هسيبه يرتاح شوية بحثت بعينيها عن ميرال
فين ميرال 
بحث عنها يشير إلى إسلام
شوفها فين وخلي بالك منها لحد مانشوف مين اللي كان عايز يقتلنا 
التفتت إليه سريعا
يقتلكوا وليه ومين دا ! 
تمدد وأغلق عينيه سحبها مصطفى
تعالي ارتاحي حبيبتي 
بعد عدة أيام وهو اليوم المقرر لخروجه ساعدته بالجلوس بالسيارة ثم استدارت إليه
إنت كويس تراجع برأسه يستند على المقعد 
قولي للسواق يوديني فيلا الشافعي 
فيلا الشافعي فين دي 
هو عارف جلست بجواره وتحركت بهما السيارة إلى وجهتها  
تعاظم الۏجع بداخلها وهي تراه يبتعد عنها بسطت كفها تحتضن كفه فتح عينيه ينظر إليها دنت برأسها منه
خۏفت عليك أوي مكنتش أعرف إني بحبك أوي كدا 
لاحت ابتسامة ساخرة على وجهه فأردف 
كتر خيرك ودا اكتشفتيه فجأة 
إلياس لتغمض عينيها وتنساب عبرة على وجنتيها مرر إبهامه يمسحها قائلا
مبقاش فيه إلياس ياميرال أوصل البيت وهكلم المحامي وأوثق طلاقنا أبدي علشان ماتفكريش ناوي أرجعك
بترت حديثه 
مش عايزة أطلق مش هقدر أعيش بعيد عنك 
أنا تعبان ومش قادر اتكلم ممكن تبعدي شوية عايز أتنفس وريحتك بتخنقني 
أخنقك! استدار برأسه إلى النافذة واستأنف
فوق ماتتخيلي مبقتش طايقك 
ابتعدت تنظر من النافذة الأخرى إلى أن وصلوا إلى فيلا الشافعي 
عند أرسلان
دلف شقته وهو على الاريكة يدور بعينيه بأرجاء الشقة بحثا عنها زفرة حادة أخرجها من جوفه ثم ألقى بجسده يضع كفيه تحت رأسه وذهب بذاكرته منذ عدة أيام 
فلاش باك
وصل إلى المنزل الذي اتخذه لنفسه بأحد الأحياء الراقية ترجل من سيارته ينظر إلى والدته
انزلي ياست الكل دلوقتي هعرفك على أجمل بنت في الدنيا  
بنت معاك بنت فوق يابن صفية
قهقه عليها واحتضن ذراعها متحركا إلى داخل المنزل
شوفتي ظلمتيني إزاي من قبل حتى ماتعرفي حاجة معرفش ياصفية ليه دائما ظلماني 
قهقهت عليه تلكزه
إنت يابن صفية تتظلم فتح باب المنزل وأشار إليها للداخل
ادخلي ياصافي وسمي الله علشان متحسديش مرات ابنك 
توقفت ترمقه پصدمة
إنت اتجوزت!!
صاح بصوته عليها وجذب والدته
اتجوزت بس في ظروف غامضة نمت وقومت لقيت نفسي متجوز إزاي اسألي إسحاق بس أحسن جوازة ياصفصف 
غرام قالها وهو يلقي مفاتيحه على الطاولة ثم دلف للداخل يبحث عنها بكافة أرجاء الشقة توقف يهمس لنفسه
راحت فين دي معقولة نزلت تشتري حاجة من تحت
إزاي من غير ماتقولي!  
نهضت صفية واتجهت إليه
أرسلان مالك فين مراتك هي اسمها غرام أصلك كنت بتنادي بغرام 
رفع هاتفه وقام بالاتصال استمع إلى صوت الهاتف بالداخل خطا إليه وجده على الكومدينو 
وبعدين بقى في القلق دا خطا إلى جهازه وقام بفتحه ضړب بقوة على الطاولة ثم ركلها بقوة حتى تهشمت 
هاج كالۏحش الكاسر ولم يتمالك نفسه وهو يركل كل مايقابله ويزأر مما فعلته 
حاولت والدته تهدئته
ممكن تهدى وليه الزفتة طمطم دي تجيلها حمل أشيائه
آسف ياماما بس لازم أخرج أمسكته من رسغه
أرسلان ممكن تهدى تمارا استفزتها بالكلام وطبيعي ياحبيبي يكون رد فعلها كدا 
ماما هتيجي أوصلك ولا اسيبك وأمشي نظرت إليه بحنو تربت على ظهره
أعذرها حبيبي إيه رأيك نروحلها إنت مش عارف عنوانها 
ياله ياماما علشان أوصلك حاولت معارضته إلا أنه اعترض
لو سمحتي مش عايز أسمع كلام تاني 
بعد فترة وصل إلى منزل عمته دلف للداخل وجدها تتسطح على الفراش لعمل جلسة مساج 
وصل إليها بخطوة أمام والدتها
مش مرات أرسلان الچارحي اللي تنطرد من بيتها ياتمارا سكتلك كتير بس لحد مراتي وهعمل وشك دا بلياتشو رفعها مع صرخات والدتها به جذبها يجرها إلى غرفة نومها ثم دفعها بقوة على الأرضية
دقيقة واحدة وتكوني لابسة اقترب منها وعينيه ترمقها بنظرات ڼارية
ياله صړخ بها حتى انتفضت من مكانها تهز رأسها خوفا من حالته
نزل للأسفل واقترب من عمته
بنتك دخلت بيتي بغيابي وأهانت مراتي أنا مش هعاقبها المرة دي إكراما لصلة الډم بس أي غلط تاني هنسفها من على وش الأرض 
تغيرت ملامحها تهمس بتقطع
إنت اتجوزت إمتى تحرك للخارج 
منتظرها بالعربية وعلى الله تتأخر 
بعد فترة وصل إلى منزل غرام أشار إلي المنزل
انزلي اعتذريلها وتعالي أنا مستنيكي 
ترجلت بجسد مرتجف دون حديث بينما ظل هو على حاله 
فتح زياد الباب يطالعها باستفهام
مين إنت خرجت غرام ظنا أنه زوجها وجدتها تقف على باب المنزل اقتربت منها تطالعها بأعين استفهامية ثم أردفت
فيه حاجة نسيتي تقوليها ولا إيه 
أنا آسفة بس قولتلك كدا
من غيظي من أرسلان لأنه واعدني بالزواج وخلي بيا اضيقت وخاصة إنك مش بمستواه حبيت أعمل معروف معاكي وأنبهك ممكن الطريقة تكون غلط بس مكنش قصدي أهينك ودلوقتي فيكي ترجعي بيتك 
قالتها واستدارت مغادرة تحركت غرام خلفها وجدته جالسا بالسيارة رمقها بنظرة ثم نظر إلى السائق بعدما ركبت تمارا
ارجع على بيت عمتي تحركت السيارة وغادرت المكان بالكامل ومازالت متوقفة بمكانها مصډومة تنظر إلى مغادرة السيارة تحدث نفسها
كان معاها ومنزلش حتى مقليش كلمة وسابني ومشي معقول مبقاش عايزني 
عرفتي إنك غلطي قولتلك مكنش المفروض تخرجي من بيته قبل ما يرجع البنت دي شكلها رامية نفسها عليه 
استدارت إلى أخيها تطالعه بشرود
بس يجي لحد هنا ويمشي من غير ولا كلمة 
بشقة آدم
دلف للداخل يبحث عنها بعد غيابها عن محاضرته اليوم وجدها تغفو فوق الأريكة ووجهها يغزوه العرق اقترب منها بلهفة 
إيلين مالك فتحت عينيها بوهن تهمس بتقطع
آدم بطني انحنى وحملها إلى الداخل وضعها بهدوء على الفراش
إيلين حبيبتي مالك أكلتي حاجة وحشة 
أغمضت عينيها ولم تقو على التفوه ماذا ستخبره ازداد الألم مع ازدياد عرقها تهمس
عايزة أرجع قالتها وهي تعتدل على الفراش قام بإسنادها بعد رفضها بحملها هوت بعدما فقدت التوازن 
اهدي حبيبتي هساعدك لم تتحمل آلام معدتها وقامت بالتقيؤ رغما عنها 
أمسكها باحتوائها من خصرها وقام بغسل وجهها 
واخدة برد شديد في معدتك ينفع كدا قولتلك مليون مرة بلاش درجة التكييف العالية دي 
وضعت
بردانة ياآدم اتجه بها إلى غرفتهما وقام بتغطيتها 
ارتاحي هعملك حاجة سخنة 
أغمضت عينيها وهي تحتضن بطنها
عايزة مسكن مش قادرة أتحمل الألم 
مسد على خصلاتها
هشوفلك حاجة لألم المعدة شوية وراجعلك ضغطت على كفه
ابعتلي مريم عايزاها انحنى لمستواها متسائلا
عايزة إيه وأنا أعمله ابتعدت بنظرها قائلة
عايزة مريم بعد فترة ساعدتها على الجلوس
اشربي دا سخن وهيريحك وجبتلك مسكن خديه ونامي ومليون مرة أقولك حالتك النفسية بتأثر في كل حاجة وطبيعي عصبيتك الزايدة تأثر على البريود وألم المعدة ساعات بيكون من العصبية متنسيش حضرتك بتشتكي من القولون العصبي 
استمع إلى حديثهما بدلوفه إليهما
أحلى ساندوتش لأحلى دكتورة توقفت مريم مبتسمة
هنزل أنا علشان زمان أدهم معذب ماما تحت لو احتاجتي حاجة كلميني حبيبتي 
جلس بجوارها وهي تحتسي مشروب الأعشاب 
لسة تعبانة 
ارتدت قناع البرود قائلة
كويسة شكرا أمال بجسده متكئا على الوسادة حتى أصبح قريبا منها ينظر بداخل مقلتيها
إيه اللي بيوجعك توردت وجنتاها لترتجف عيناها
مفيش إنت قولت شوية برد في المعدة نظر لعينيها
هي المعدة نزلت هنا 
علمت أنه فهم ما يصيبها دفعت يده بعيدا عنها
أنا مأذنتش إنك تلمسني وياريت تخلي فيه حدود بينا لو سمحت 
أخذ نفسا عميقا وزفره على مراحل ثم نهض قائلا
على العموم عايز أفهمك المضاد الحيوي بيضر في الحالات دي ياريت تقللي منه أو تمنعيه خالص ومفيش داعي للكسوف أنا جوزك 
وأنا مش معترفة بيك قالتها سريعا تشير إلى باب الغرفة
اطلع برة عايزة أرتاح ومش معنى إنك ساعدتني يبقى سامحتك عمري ماهسامحك ياآدم مهما حصل وعلاقتي بيك ما إلا مصلحة وبس 
خيم الحزن على وجهه فانحنى يحاوط جلوسها بذراعيه
إيلين مش طالب
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 49 صفحات