رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول
مكانها رغم ماحدث لوالدتها اقترب منها أولا يشير إلى الممرضة
إعطيها مهدئ يابنتي أو أي حاجة تفوقها رفع نظره إلى أرسلان المتوقف مع الطبيب فتحرك إليهما
ابني عامل إيه يادكتور
كويس الحمدلله الړصاصة بعيدة عن الأعضاء الحيوية نحمد ربنا وخاصة أنه بكلية واحدة
ردد مصطفى قائلا
الحمدلله الحمدلله أنها بعدت عن القلب المهم حالته كويسة يادكتور
بعد عدة ساعات وصلت غادة وإسلام تزاحم المشفى من الأصدقاء والأقارب بانتظار الإفاقة
بغرفة فريدة توقف بجوار الطبيب
من الأفضل تفضل شوية في العناية الصدمة كبيرة عليها مقدرتش تستوعبها الحمدلله بعدنا عن الذبحة الصدرية بس حالة النبض ضعيفة علشان كدا بقول لحضرتك الأفضل تفضل بالعناية لحد ماالنبض يتظبط وكمان الضغط ضعيف جدا
اللي تشوفه صح يادكتور إعمله المهم تكون كويسة
سلامتها إن شاءالله قالها وتحرك بينما جلس مصطفى بجوارها يحتضن كفها
ألف سلامة عليكي يارفيقة الدرب قلبي مش متحمل خسارتك يافريدة كفاية عليا غادة والمرة دي هتكون أصعب وأصعب أكتر من خمس وعشرين سنة يافريدة لثم باطن كفها
وعد مني أحافظ عليكي وعلى ابنك حتى لو التمن روحي اقترب منها ثم انحنى يلثم جبينها وتحرك للخارج يشير إلى غادة التي تجلس تحتضن ميرال الحاضرة الغائبة
حبيبتي أدخلي لماما مش تسبيها وأنا هشوف أخوكي انسابت عبراتها
بابا إلياس هيكون كويس
ضمھا من أكتافها وتحرك بها لداخل غرفة فريدة
إن شاء الله الدكتور طمني المهم ماما خدي بالك منها
بالخارج عند ميرال انحنى إسلام ورفعها متجها إلى الغرفة ساعدها بالتمدد على الفراش احتضنت نفسها تهمس بخفوت
مسد على شعرها وخفض رأسه يهمس لعقلها الباطن
وهو بيعشقك بس بيكابر خليكي وراه بس يفوق قالها وتحرك للخارج وجد أرسلان يتحدث بالهاتف جلس إلى أن انتهى تحرك إليه متسائلا
إنت إسلام أخو إلياس أومأ له وهو يدقق النظر بملامحه ثم باغته بسؤال
إنت مين!
أرسلان الچارحي صديق إلياس حياه إسلام ومازالت عيناه عليه فتساءل
ابن رجل الأعمال فاروق الچارحي قالها بوصول والده الذي استمع إليه
جلس مصطفى بجواره
احكي لي يابني إيه اللي حصل قص له أرسلان ما رآه ثم تابع مستطردا
كلمت ظابط يتابع العربية وبدل رقمها موجود هنوصلها
قولت عربية رباعية مصفحة وعربية ملاكي صمت مضيقا عينيه وتساءل
هز أكتافه بعدم معرفة ثم استرسل
بص حضرتك عارف إن إلياس وظيفته بتحتم عليه أعداء كتيرة بس الموضوع هنا مش لوظيفة بدليل أنهم مش ساوموه على حاجة لا دول مصرين على قټله ودول ناس خبيرة جدا وعارفة بتعمل إيه
هز رأسه ثم نهض وأمسك هاتفه يهاتف أحد أصدقائه
عايز تجيب العيال اللي ضړبت إلياس من تحت الأرض قالها وأغلق الهاتف
بعد عدة ساعات بغرفة العناية كانت تجلس تخلل أنامله بكف والآخر تضعه تحت وجنتيها تغلق عينيها همس پتألم
ميرال كررها عدة مرات فتحت عينيها وكأنها تحلم ولكنها استمعت إلى صوته مرة أخرى ابتسمت تقبل كفه
حبيب ميرال أنا هنا رفرف بأهدابه للحظات ثم غفا مرة أخرى
إلياس افتح عيونك حبيبي طمن قلبي قلبي محروق عليك إلياس كررتها لعدة مرات ابتسمت تضع رأسها بجوار رأسه متمتمة
هفضل جنبك العمر كله ياحبيب ميرال
مرت عدة دقائق أخرى ليفتح عيناه بتململ بسبب الإضاءة شعر بكفه
المحبوس بين كفها ذهب ببصره إلى نومها بجواره واحتضان كفه
أغمض عينيه متذكرا ما صار دلفت الممرضة وابتسمت
حمدالله على السلامة ياحضرة الظابط أومأ لها يشير إلى ميرال
صحيها أيقظتها الممرضة لتهب فزعا
إلياس ضغط على كفها المتشبثة به
أنا كويس نايمة كدا ليه وفين بابا
انحنت بجسدها تمسد على رأسه وأردفت بنبرة متقطعة وعيون دامعة
حمدالله على سلامتك حاسس بإيه دلف الطبيب بعد إخبار الممرضة
حمدالله على السلامة يابطل
أومأ له دون حديث تم فحصه بالكامل
عال العال ألف سلامة ومعافى إن شاءالله
قالها وخرج بعدما أمر الممرضة بالاهتمام به ونقله إلى غرفة عادية
بعد نقله للغرفته
وصل إسلام
حمدالله على سلامتك ياأبيه قالها بأعين حزينة بسط كفه يشير إليه
خطا إلى أن وصل إليه ضمھ بحنان أخوي يربت على ظهره
مش عيب راجل يعيط كدا إنت لسة صغير لكدا
رفع رأسه من أحضان أخيه
خۏفت عليك أوي ياإلياس إنت مش مجرد أخ إنت أبويا وكل حاجة
ابتسم إلياس يداعب خصلاته
رغم إنك كبرتني بس أحسن ابن في الدنيا كلها كانت تتابعهم بابتسامة دلفت غادة بشقاوتها
إلياسو حبيب أخته فاق قالتها وهي تهرول إليه لتلقي نفسها بأحضانه حتى شعر بآلامه
تراجعت متأسفة
آسفة حبيبي بس أصلك نمت كام ساعة ووحشتني
حمدالله على السلامة وزع نظراته بينهما متسائلا
بابا فين! وضعت غادة رأسها على كتفه
ماما تعبانة واتحجزت بالعناية حبيبتي ماتحملتش خبر إصابتك
في العناية بسببي! تساءل بها بذهول
سحب إسلام كف أخته بعدما وجد وقوف ميرال بركن كالمنبوذة فهتف قائلا
تعالي حبيبتي خلي أخوكي يرتاح طبعت قبلة فوق جبينه وتحركت للخارج
ذهب ببصره للواقفة بصمت وعيناها تبحر فوق ملامحه بطبقة كرستالية ابتعد بنظره يغمض عينيه خطت إلى أن وصلت إليه ثم جذبت مقعدا وجلست بجواره سحبت كفه تملس عليه متسائلة
حاسس بأيه موجوع مازال على حاله بل سحب كفه وتمتم
عايز أرتاح ممكن تخرجي برة مش محتاجك اقتربت بجسدها منه تهمس بخفوت
بس أنا محتاجاك
أنا قولت برة مش عايز أشوفك قدامي
إلياس حدجها پغضب تجلى بعينيه وأشار بكفه للباب متناسيا آلامه
وأنا کرهت اسم إلياس اطلعي برة مش عايز أشوفك قدامي اطلعي
قاطعهم دخول مصطفى اتجه إليه بلهفة أب مكلوم على ولده
حبيبي حمدالله على سلامتك
أطبق على جفنيه من شدة آلامه يهز رأسه بعدما فقد الحديث
مسح على رأسه
حبيبي مالك حاسس بإيه
تنفس بتثاقل وحاول الحديث ولكنه لم يقو من شدة آلامه
انحنت ترفع جسده بعدما شحب وجهه
ارتاح بالنوم كدا علشان تعرف تتنفس كويس قالتها بدلوف الطبيب بعدما استدعاه مصطفى فحصه الطبيب يهز رأسه معترضا
إزاي الچرح فتح إنت اتحركت من مكانك أتم ضمادة جرحه وتحدث محذرا إياه
ممنوع الحركة إنت لسة خارج من عملية من ساعات عارف صعوبة تحكم الظباط في انفعالاتهم لكن لازم تحافظ على صحتك لو سمحت ياحضرة الظابط خاف على نفسك ممكن يكون فيه مضاعفات الړصاصة قريبة من الكلية وطبعا مش هفكرك إنك بكلية واحدة حاول تهدى لحد ماتخف
أومأ له دون حديث جلس مصطفى بجواره
حبيبي إيه اللي قومك من مكانك بس
عايز أنام يابابا روح شوف مدام فريدة وخد بنتها معاك قالها بصوت اقرب للهمس
طالعه پصدمة يهتف بذهول
إيه اللي بتقوله دا ياإلياس!
ابتعد للجهة الأخرى تنهد مصطفى
بحزن ثم نهض من مكانه متجها إلى ميرال
تعالي معايا حبيبتي اتجهت إليه وجلست على المقعد
أنا مش هسيب جوزي ياعمو يقول اللي يقوله مش هخرج
نظر إليه مصطفى وجده مغلق العينين ظل لعدة لحظات مثبتا نظراته عليه
تحرك للخارج متجها إلى فريدة بينما ظلت ميرال بمكانها تطالعه بعينين هالكتين من الحزن والندم ذهب بنومه بسبب الأدوية اقتربت لتذهب بنومها بقربه بعد مرور ساعات عصيبة عاشتها وهي تكاد ټموت ړعبا عليه بعد فترة تململت بسبب نومتها ابتسمت بعدما وجدته استدار بوجهه إليها رفعت كفها تمرر أناملها على وجهه ومازالت ابتسامتها تزين وجهها لتهمس
بتكون زي الأطفال وإنت نايم كان نفسي في طفل يكون شبهك أوي بس محصلش نصيب مازالت تملس على وجهه حتى اقتربت تهمس له
آسفة عارفة إنك مضايق مني بس ڠصب عني إنت چرحتني أوي ياإلياس بس تأكد كله كان من ورا قلبي مفيش حد في الدنيا دي كلها ممكن يملي عيوني غيرك حبيبي
أنا بس كنت محروقة من الكلام اللي سمعته منك أفلتت ضحكة ناعمة قائلة
مش أنا قرأت أمواجك المتلاطمة طلع عندك أسرار ياحضرة الظابط بس فيه حاجات كتيرة مفهمتهاش مفهمتش غير حبك ليا وبس ودا اللي يهمني أنا آسفة على غبائي بتمنى تسامحني استمعت إلى طرقات على باب الغرفة دلف أرسلان
مساء الخير نهضت من مكانها مبتسمة
اتفضل هو فاق الحمدلله اقترب وعينيه على جسده ثم اتجه إليها
الدكتور قالي وكمان سيادة اللوا قولت أشوفه
استدارت بنظرها إليه قائلة
ممكن يصحى بعد شوية اتفضل نظر إلى ملابسها التي مازالت ملطخة بآثار الډماء
ممكن تروحي تغيري وأنا هفضل معاه وكمان أخوه برة
هزت رأسها بالنفي ثم اقتربت
تمسد على رأسه
مش مهم المهم يفوق ويكون كويس رفرف بأهدابه عدة مرات حتى استيقظ متأوها
ياهلا ياهلا قالها أرسلان بابتسامة رفع عينيه ينظر إليه
حمدالله على السلامة ياوحش كدا شوية عيال تلعب معانا وتنضرب حاول الاعتدال ولكنها انحنت سريعا
استنى هرفعلك السرير ماتتحركش
أومأ لها ثم تشبث بذراعها مټألما إلى أن اعتدل بنومه بالكامل نظر إليها ورسم ابتسامة أمام أرسلان
شكرا حبيبتي لمعت عيناها بالسعادة بعدما نطق تلك الحروف البسيطة ورغم بساطتها إلا أنها توحي لديها بالكثير
مين دول ياإلياس وكانوا عايزين ېقتلوك ليه! تساءل بها أرسلان
رفع نظره إلى ميرال
روحي شوفي ماما فريدة وابعتيلي إسلام أومأت له وتحركت دون حديث
شريف هتروحله وتقوله عايز ملف هيثم الشافعي
ماله دا
الواد دا عايزك تجيب عيلته كلها من أول ماأبوه اتولد لحد الوقت دا
يعني بسبب شغلك ابتعد عنه وأردف بشرود
هيبان كله هيبان اتجه إليه مرة أخرى
أنا من فترة بعت حد يجيب أخباره بس فيه حاجات مش راكبة على بعضها فيه حاجة مش مظبوطة ولازم أتأكد منها
نهض أرسلان من مكانه بعد دلوف مصطفى مع أحد أصدقائه وأجابه
تمام أشار إلياس إلى مصطفى
أرسلان الچارحي هو اللي أنقذنا
ابتسم مصطفى وشكره بعرفان
تسلم ياحبيبي ربنا يبارك فيك هو إنت ظابط ولا إيه
قطع إلياس حديث والده
ماما فريدة عاملة إيه قالها وعينيه على أرسلان الذي تحرك بعدما استأذن
عند فريدة فتحت عينيها تهمس اسمه
إلياس هرولت غادة إليها
ماما حمدالله على سلامتك حبيبة قلبي أخذت تنظر حولها وحاولت الاعتدال إلا أن تلك الإبر المغروزة بكفها
أنا فين!
انحنت ميرال تقبل جبينها
حمدالله على سلامتك ياماما كدا تخوفيني عليكي
إلياس إلياس عامل إيه
ابتسمت وجلست بجوارها تحاوط كتفها
كويس وفاق كمان وسأل عليكي
نزلت بساقيها المرتجفة بعدما نزعت الإبر
عايزة أشوفه ودوني لعنده أوقفتها ميرال تنظر إليها پصدمة
حبيبتي مينفعش إنت تعبانة بكت بشهقات كالأطفال
وديني عند جوزك ياميرال عايزة أطمن قلبي يابنتي طمني قلب أمه ياحبيبتي تحركت بتأرجح لخطوة وكادت أن تسقط لولا ذراع ميرال الذي حاوطها ترجع بها إلى الفراش
حبيبتي اهدي هتوقعي بينما هرولت غادة إلى والدها دفعت