الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 34 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

وجهه بأنفها تحتضن عنقه 
قبل قليل 
بأكبر المشافي بالقاهرة كان جميع الأطباء في حالة ترقب من تشخيص حالة المړيض الذي بين أيديهم فاقد الحياة بعدما زأر إسحاق
بهم
جلست ملك بالخارج بأحضان والدتها تبكي 
بابا هيعيش ياماما صح نظرات ضائعة بكل الأنحاء وهي تتذكر دخول والدته عليه تصيح بحدة ارعبتها 
فاروق ملك مبقاش ليها قعاد هنا أنا هسافر انجلترا وهاخدها معايا 
إيه اللي بتقوليه دا ياماما عايزة تاخدي بنتي مني 
دارت الأرض تحت قدميه وشعر پألم يضرب صدره بقوة كأنه ېتمزق من شدة اللطمة القوية رفع كفه محاولا فتح زر قميصه وهو يشعر بالاختناق ولكن صوت والدته 
ولكن لسانه ثقل ولم يشعر بفمه الذي تعوج ليهوى على الأرضية يمسك صدره هرولت صفية إليه ودموعها تحفر وجنتيها 
قالتها بدخول إسحاق يتحدث بهاتفه ويضحك ولكنه توقف على صوت والدته 
هنا شعر وكأن أحدهم سكب عليه دلوا من الماء البارد ليشحب وجهه يهمس باسم أرسلان صړخت صفية باسم زوجها بعدما هوى بكامل جسده وازرقت شفتاه وكأنه فقد الحياة فاق إسحاق من صډمته على ضمة صفية لزوجها وبكائها 
فاروق صړخت بها صړخة تقشعر لها الأبدان وكأنه تركها ورحل لتصبح وحيدة كطفل يتيم فقد والديه 
اقترب إسحاق كالمچنون بعدما استمع ورأى أخيه بتلك الحالة ېصرخ بالأمن الخارجي أشار إليها 
وصلوا ماما للمطار مش عايز أشوف وش حد فيكم لما أعرف إنها وصلت لرحلتها 
إسحاق نظرة لها لأول مرة يحدجها بها 
أمي صابر عليكي علشان إنت أمي قالها واتجه إلى أخيه بعدما اتصل بالاسعاف وحاول بعمل إسعافات أولية لإعادة القلب للنبض مرة أخرى ضغطة خلف ضغطة وهو ېصرخ بصوت أرعب الجميع 
فاروق لازم تعيش سمعتني مش عايز تفرح بابنك ولا تقولي مبروك هتبقى عم فاروق قالها عدة مرات مع ضغطه لعضلة القلب بوصول سيارة الإسعاف فاقت من شرودها على خروج الأطباء 
حالة غيبوبة منعرفش هيفوق إمتى قالها الطبيب وتحرك مهرولا من أمام إسحاق الذي وقف كالأسد الذي يريد الانقضاض على فريسته وصل أرسلان مع حديث الطبيب ينظر بالوجوه كأنه يبحث عن والده ثم اتجه بنظره لعمه 
بابا ماله سمعت صوته ملك لتهب من مكانها تلقي نفسها بأحضانه 
بابي تعبان أوي يارسلان 
إهدي ياملوكة بابا كويس حبيبتي روحي عند ماما دلوقتي 
أرسلان الدكتور قال غيبوبة كانت عيناه على إسحاق الذي استند على الجدار خلفه يطالعه بعيون حزينة دفع الباب إلا أن الممرضة توقفت أمامه 
ممنوع يافندم دفعها بقوة يبعدها عنه ثم دلف للداخل بأقدام متراخية يريد أن يطمئن قلبه أن مايستمع إليه ماهو سوى ترهات فارغة والده بصحة جيدة هو يعلم أن والده لن يتركه هذا ماصور له قلبه الضعيف 
توقف يتطلع إلى جسده المسجى على الفراش يوصل به بعض الأجهزة سقطت مقاومته ونزلت دمعة عبر وجنتيه يشهق بصوت كالأطفال 
بابا قالها متسمرا ولم تقو أقدامه عن الحركة هنا فاق الۏجع قوة الاحتمال وهو يريد أن يطلق العنان لساقيه لتصل إليه كي يلقي نفسه بأحضانه كطفل عاد والده بعد فترة انقطاع طويلة ضاق صدره وانسابت عبراته يخطو بخطوات الطفل الذي يتعلم المشي وصل إلى فراشه وجثى بجواره وشهقة خلف شقهة ليحتضن كفه يقبله 
حبيبي إيه اللي حصل يوصلك لكدا 
تآذر الألم بداخله وهو يرى والده لاحول له ولا قوة دلف إسحاق سكب الألم داخله حتى كاد أن ېمزق أوعيته تدحرجت دمعة غائرة على وجنتيه وهو يرى حالة أرسلان بتلك الطريقة توقف وعينيه على الذي يجثو على ركبتيه بجوار أخيه 
هز رأسه يهمس بفحيح لنفسه 
أرسلان فاروق الچارحي وعد عليا الاسم دا يفضل لحد مايتكتب في شهادة وفاتك 
أخرج تنهيدة على هيئة حمم بركانية كادت أن ټحرق جوفه ورئتيه تحرك إلى جلوسه وضع كفه على كتفه يضغط عليه 
قوم وإسند نفسك إيه الضعف دا أبوك ربى راجل مش بنت علشان تبكي كدا قوم أخرجها من بين شفتيه پقهر الألم الذي يشعر به توقف مهزوزا يشير إلى والده 
إيه اللي حصل يوصل بابا لكدا ياعمو بابا طول عمره صحته كويسة 
حاوط أكتافه وتحرك للخارج 
مفيش شوية تعب في القلب الصبح هيفوق مش واثق من كلام عمك يالا وبعدين من إمتى ضعيف كدا هزه
من أكتافه 
اسمعني يالا أنا مكنتش بربيك وأطلعك راجل علشان في الآخر تطلع زي البنات ټعيط كدا فوق يابن فاروق علشان ماضربكش على وشك 
ألقى نفسه بأحضانه وارتفعت شهقاته كأنه لم يبك طيلة حياته يردف من بين بكائه 
ھموت لو حصله حاجة أنا قصرت مع بابا ياعمو رميت كل حاجة عليه وجريت ورا طموحي مفكرتش في أبويا أنه لما يكبر له حق عليا خليه يفوق ياعمو وأنا أوعدك مش هسيبه تاني أخرجه من أحضانه يضم وجهه بين راحتيه 
اسمعني يارسلان حبيبي كل واحد مننا بيكون عنده نقطة ضعف ونقطة قوة أنا عايز نقطة قوتك تبان قدام الكل وبس ونقطة ضعفك دي ماتظهرهاش غير لنفسك وبس 
إنت راجل ودموع الراجل غالية ماتنزلش قدام حد مهما كانت حالته إرفع راسك وأقف وأصلب نفسك متنساش إنك خليفة الچارحي دلوقتي الخبر هينتشر والكل هتلاقيه جاي لازم تقابل الكل وإنت قوي مش حتة عيل ضعيف بيبكي علشان أبوه تعب شوية إنت أرسلان الچارحي تتعامل على كدا همس بجواره 
دا ظابط مخابرات دا إنت على حالتك دي مش محصل مخبر حتى
عند غرام 
بعد خروجه توضأت وجلست على مصلاها بعد تأديتها ركعتين للواحد القهار تدعو إليه بكل خشوع أن يوفقه الله بدربه وينجي والده قطع خلوتها مع الله رنين هاتفها نهضت تحمله وأجابت 
بابا حبيبي عامل إيه 
عاملة إيه حبيبة بابا جلست بمسبحتها وأجابته مبتسمة 
كويسة حبيبي حضرتك عامل إيه وزياد عامل إيه 
كويس يابنتي بيذاكر جوا تكلميه 
لا خلاص حبيبي حمحم متسائلا 
جوزك عندك حبيبتي ولا في شغله 
لا هو راح المستشفى والده تعبان شوية وعمو إسحاق كلمه ونزل من ساعة تقريبا 
نهض من مكانه مرددا 
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مش المفروض تكوني جنبه يابنتي 
إزاي بس يابابا ومحدش يعرف بجوازنا غير عمه 
ماشي يابنتي قولت أطمن عليكي يبقى طمنيني عليه لو مش خاېف حد ياخد باله كنت رحت زرته 
تفهمت حديثه وأردفت 
أرسلان عارف كويس بيعمل إيه أنهت الحديث مع والدها ثم قامت بمهاتفته 
كان جالسا بجوار والدته يضمها بين ذراعيه استمع لهاتفه تذكر أنه لم يطمئنها نهض قائلا 
هرد على التليفون حبيبتي أومأت له دون حديث تحرك إلى حديقة المشفى وقام بمهاتفتها بعدما انقطع الرنين 
آسف انشغلت ونسيت أطمنك 
همهمت متسائلة 
والدك عامل إيه 
لسة مفيش جديد دخل غيبوبة ومحدش قال حاجة 
ألف سلامة عليه ربنا يقومه بالسلامة إن شاءالله 
صمتت لبعض اللحظات ثم تساءلت 
محتاج حاجة مني أعملها 
أيوة قالها بنبرة مهزوزة لأول مرة أمامها توقفت بعدما شعرت بالحزن الذي يسكن نبرته 
إنت فين ابعتلي عنوان المستشفى 
إنزلي للسواق هيجيبك لعندي قالها وأغلق الهاتف هرولت للداخل بقلب متلهف للوصول إليه دقائق معدودة لم تعلم كيف تجهزت وهبطت إلى السيارة وجدت السائق ينتظرها أمام السيارة استقلت السيارة تشعر بشيئ غريب بداخلها ودت لو أنها تمتلك أجنحة لتصل إليه استندت على نافذة السيارة وذهبت بشرودها لتلك الليلة التي تغيرت حياتها بها 
فلاش باك 
شعرت بارتفاع حرارته فاتجهت تجلب إليه مبرد الحرارة وضعته فوق رأسه واستندت على ذراعيها تطالعه بحنو إلى أن غفا لتضع رأسها بجوار رأسه وتذهب بنومها بعد فترة فتح عينيه متأوها حاول الاعتدال ولكن شعر بثقل فوق ذراعه السليم اتجه برأسه وجد تلك الحورية التي ينفرد شعرها على الوسادة وذراعيه استدار بهدوء يحدجها بنظرات صامتة بسط أنامله يرفع شعرها من فوق وجهها ظل يحركها بهدوء فتحت عينيها بتململ وكأنها تحلم استمعت إلى همسه 
لو حد قالي لما تتصاب هتصحى تلاقي ملاك جنبك كدا كنت دعيت اټصاب من زمان هبت من نومها تعدل ملابسها رفعت كفيها على خصلاتها وجدت حجابها سقط من فوق شعرها 
ابتلعت ريقها بصعوبة ونهضت تبحث عنه 
أقعدي لازم نتكلم جلست تفرك كفيها اعتدل متأوها نهضت مقتربة منه وسندته حتى جلس بطريقة مريحة وهو يتشبث بذراعها 
آاااه أمسكت دوائه وحاوطت كتفه ليستند عليها 
خد الدوا فيه مسكنات قوية رفع عينيه إلى ذراعها الذي يحاوط جلوسه حتى يستند عليه تراجع عليها بجسده وكأنها أتت إليه كنجاة للغريق بعدما فشل في إسناد نفسه 
رفعت الكوب إليه وحاوطته بيدها الأخرى على يديه وهو يرتشف المياه 
بالشفاء إن شاءالله 
بتعملي معايا كدا ليه قالها وهو ينظر أمامه بشرود 
ابتسمت قائلة 
متنساش إنك جوزي واجب عليا مساعدتك 
واجب بس استدارت تطالعه بنظرات مستفهمة 
يعني إيه !
رفع حاجبه وابتسم 
ودي براءة ولا استهبال 
تأففت وأجابته بصوت أجفله 
لا استهبال زم شفتيه على كلماتها يهز رأسه مستهزئا حديثها 
طيب ياست المستهبلة أنا سألت عن جوازنا 
توقفت وقطعت حديثه 
أنهي جواز بالظبط ياحضرة الظابط 
ظابط إيه يختي بعيد الشړ أنا ممكن أكون ظابط الأداء في حاجات تانية 
توسعت عيناها ورمقته تسبه بهمس 
سامعك ياست المستهبلة منعت ابتسامتها تهز رأسها على حركاته ثم اقتربت منه وانحنت تنظر إلى وجهه لأول مرة 
بس يابتاع الحج متولي إنت أنا عملت معاك اللي ربنا أمر الزوجة بيه 
غير كدا متتعشمش 
أتعشم هو إنت هبلة يابت ليه بتحسسيني إنك أختي الكبيرة وعايزة أقسمك تركة أبويا العشم دا ممكن يكون في طبق بسبوسة بالمكسرات أو كوب آيس كريم بالشوكولا 
اڼفجرت بالضحك ټضرب كفيها مبتعدة عنه 
فعلا إنت ظابط في الأداء ظل يطالعها بعيون لامعة لأول مرة يرى ضحكاتها وعفويتها دقيقتان تلهو بحركاتها وضحكاتها وهي تتحدث ومازالت عيناه تخترق أفعالها توقفت عن الحديث بعدما وجدت صمته ونظراته إليها ارتبكت وتراجعت تجلس على المقعد بصمت قطع صمتها 
جوازنا حرام هبت من مكانها 
إنت بتقول إيه الجواز عند مأذون وكمان إشهار حارتي كلها عرفت أه والدك مايعرفش بس دا ميديش أنه حرام 
لحظة هجهزلك حاجة تاكلها قالتها وتحركت
غرام توقفت وانتفض قلبها وهي تستمع إلى اسمها بصوته ظلت كما هي لم تستطع أن تستدير إليه 
أنا مبفطرش ماليش نفس تعالي عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم 
هربت من أمامه حينما فشلت في السيطرة على رعشة قلبها لا تعلم مالذي يحدث إليها منذ فترة 
عادت تحمل بعض الطعام الذي أحضره إليها قبل خروجه بالأمس حتى لا تفتح الباب لأحد بغيابه 
وضعت الطعام على الطاولة المتحركة 
لازم تاكل أي حاجة علشان معدتك متتعبش من المسكنات 
أومأ لها حاول أن يحرك ذراعيه
ولكنه تألم قامت بتقطيع الطعام بأناملها تهرب من نظراته مرددة 
مبعرفش أقطع الطعام بالشوكة والسکينة هينفع تاكل بطريقتي 
رفع كفها بيديه السليمة على فمه 
أممم حلو مش بطال هبت من مكانها وابتلعت ريقها بصعوبة هجبلك عصير 
استني عندك استدارت تطالعه 
توقف وهو يضم ذراعيه واقترب منها يجذب كفها 
تعالي لازم نتكلم سحبت كفها وجلست مبتعدة عنه 
التفتت إليه منتظرة تكملة حديثه 
بصي يا غرام أنا مابحبش اللف والدوران راجل دغري منكرش إنك جذبتيني توردت وجنتيها ابتسم على براءتها وتابع حديثه 
قبل ماتقولي حاجة نجرب جوازنا ونشوف هينجح
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 49 صفحات