رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول
وجهه بأنفها تحتضن عنقه
قبل قليل
بأكبر المشافي بالقاهرة كان جميع الأطباء في حالة ترقب من تشخيص حالة المړيض الذي بين أيديهم فاقد الحياة بعدما زأر إسحاق
بهم
جلست ملك بالخارج بأحضان والدتها تبكي
بابا هيعيش ياماما صح نظرات ضائعة بكل الأنحاء وهي تتذكر دخول والدته عليه تصيح بحدة ارعبتها
فاروق ملك مبقاش ليها قعاد هنا أنا هسافر انجلترا وهاخدها معايا
دارت الأرض تحت قدميه وشعر پألم يضرب صدره بقوة كأنه ېتمزق من شدة اللطمة القوية رفع كفه محاولا فتح زر قميصه وهو يشعر بالاختناق ولكن صوت والدته
ولكن لسانه ثقل ولم يشعر بفمه الذي تعوج ليهوى على الأرضية يمسك صدره هرولت صفية إليه ودموعها تحفر وجنتيها
هنا شعر وكأن أحدهم سكب عليه دلوا من الماء البارد ليشحب وجهه يهمس باسم أرسلان صړخت صفية باسم زوجها بعدما هوى بكامل جسده وازرقت شفتاه وكأنه فقد الحياة فاق إسحاق من صډمته على ضمة صفية لزوجها وبكائها
فاروق صړخت بها صړخة تقشعر لها الأبدان وكأنه تركها ورحل لتصبح وحيدة كطفل يتيم فقد والديه
وصلوا ماما للمطار مش عايز أشوف وش حد فيكم لما أعرف إنها وصلت لرحلتها
إسحاق نظرة لها لأول مرة يحدجها بها
أمي صابر عليكي علشان إنت أمي قالها واتجه إلى أخيه بعدما اتصل بالاسعاف وحاول بعمل إسعافات أولية لإعادة القلب للنبض مرة أخرى ضغطة خلف ضغطة وهو ېصرخ بصوت أرعب الجميع
حالة غيبوبة منعرفش هيفوق إمتى قالها الطبيب وتحرك مهرولا من أمام إسحاق الذي وقف كالأسد الذي يريد الانقضاض على فريسته وصل أرسلان مع حديث الطبيب ينظر بالوجوه كأنه يبحث عن والده ثم اتجه بنظره لعمه
بابي تعبان أوي يارسلان
إهدي ياملوكة بابا كويس حبيبتي روحي عند ماما دلوقتي
أرسلان الدكتور قال غيبوبة كانت عيناه على إسحاق الذي استند على الجدار خلفه يطالعه بعيون حزينة دفع الباب إلا أن الممرضة توقفت أمامه
ممنوع يافندم دفعها بقوة يبعدها عنه ثم دلف للداخل بأقدام متراخية يريد أن يطمئن قلبه أن مايستمع إليه ماهو سوى ترهات فارغة والده بصحة جيدة هو يعلم أن والده لن يتركه هذا ماصور له قلبه الضعيف
بابا قالها متسمرا ولم تقو أقدامه عن الحركة هنا فاق الۏجع قوة الاحتمال وهو يريد أن يطلق العنان لساقيه لتصل إليه كي يلقي نفسه بأحضانه كطفل عاد والده بعد فترة انقطاع طويلة ضاق صدره وانسابت عبراته يخطو بخطوات الطفل الذي يتعلم المشي وصل إلى فراشه وجثى بجواره وشهقة خلف شقهة ليحتضن كفه يقبله
حبيبي إيه اللي حصل يوصلك لكدا
تآذر الألم بداخله وهو يرى والده لاحول له ولا قوة دلف إسحاق سكب الألم داخله حتى كاد أن ېمزق أوعيته تدحرجت دمعة غائرة على وجنتيه وهو يرى حالة أرسلان بتلك الطريقة توقف وعينيه على الذي يجثو على ركبتيه بجوار أخيه
هز رأسه يهمس بفحيح لنفسه
أرسلان فاروق الچارحي وعد عليا الاسم دا يفضل لحد مايتكتب في شهادة وفاتك
أخرج تنهيدة على هيئة حمم بركانية كادت أن ټحرق جوفه ورئتيه تحرك إلى جلوسه وضع كفه على كتفه يضغط عليه
قوم وإسند نفسك إيه الضعف دا أبوك ربى راجل مش بنت علشان تبكي كدا قوم أخرجها من بين شفتيه پقهر الألم الذي يشعر به توقف مهزوزا يشير إلى والده
إيه اللي حصل يوصل بابا لكدا ياعمو بابا طول عمره صحته كويسة
حاوط أكتافه وتحرك للخارج
مفيش شوية تعب في القلب الصبح هيفوق مش واثق من كلام عمك يالا وبعدين من إمتى ضعيف كدا هزه
من أكتافه
اسمعني يالا أنا مكنتش بربيك وأطلعك راجل علشان في الآخر تطلع زي البنات ټعيط كدا فوق يابن فاروق علشان ماضربكش على وشك
ألقى نفسه بأحضانه وارتفعت شهقاته كأنه لم يبك طيلة حياته يردف من بين بكائه
ھموت لو حصله حاجة أنا قصرت مع بابا ياعمو رميت كل حاجة عليه وجريت ورا طموحي مفكرتش في أبويا أنه لما يكبر له حق عليا خليه يفوق ياعمو وأنا أوعدك مش هسيبه تاني أخرجه من أحضانه يضم وجهه بين راحتيه
اسمعني يارسلان حبيبي كل واحد مننا بيكون عنده نقطة ضعف ونقطة قوة أنا عايز نقطة قوتك تبان قدام الكل وبس ونقطة ضعفك دي ماتظهرهاش غير لنفسك وبس
إنت راجل ودموع الراجل غالية ماتنزلش قدام حد مهما كانت حالته إرفع راسك وأقف وأصلب نفسك متنساش إنك خليفة الچارحي دلوقتي الخبر هينتشر والكل هتلاقيه جاي لازم تقابل الكل وإنت قوي مش حتة عيل ضعيف بيبكي علشان أبوه تعب شوية إنت أرسلان الچارحي تتعامل على كدا همس بجواره
دا ظابط مخابرات دا إنت على حالتك دي مش محصل مخبر حتى
عند غرام
بعد خروجه توضأت وجلست على مصلاها بعد تأديتها ركعتين للواحد القهار تدعو إليه بكل خشوع أن يوفقه الله بدربه وينجي والده قطع خلوتها مع الله رنين هاتفها نهضت تحمله وأجابت
بابا حبيبي عامل إيه
عاملة إيه حبيبة بابا جلست بمسبحتها وأجابته مبتسمة
كويسة حبيبي حضرتك عامل إيه وزياد عامل إيه
كويس يابنتي بيذاكر جوا تكلميه
لا خلاص حبيبي حمحم متسائلا
جوزك عندك حبيبتي ولا في شغله
لا هو راح المستشفى والده تعبان شوية وعمو إسحاق كلمه ونزل من ساعة تقريبا
نهض من مكانه مرددا
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مش المفروض تكوني جنبه يابنتي
إزاي بس يابابا ومحدش يعرف بجوازنا غير عمه
ماشي يابنتي قولت أطمن عليكي يبقى طمنيني عليه لو مش خاېف حد ياخد باله كنت رحت زرته
تفهمت حديثه وأردفت
أرسلان عارف كويس بيعمل إيه أنهت الحديث مع والدها ثم قامت بمهاتفته
كان جالسا بجوار والدته يضمها بين ذراعيه استمع لهاتفه تذكر أنه لم يطمئنها نهض قائلا
هرد على التليفون حبيبتي أومأت له دون حديث تحرك إلى حديقة المشفى وقام بمهاتفتها بعدما انقطع الرنين
آسف انشغلت ونسيت أطمنك
همهمت متسائلة
والدك عامل إيه
لسة مفيش جديد دخل غيبوبة ومحدش قال حاجة
ألف سلامة عليه ربنا يقومه بالسلامة إن شاءالله
صمتت لبعض اللحظات ثم تساءلت
محتاج حاجة مني أعملها
أيوة قالها بنبرة مهزوزة لأول مرة أمامها توقفت بعدما شعرت بالحزن الذي يسكن نبرته
إنت فين ابعتلي عنوان المستشفى
إنزلي للسواق هيجيبك لعندي قالها وأغلق الهاتف هرولت للداخل بقلب متلهف للوصول إليه دقائق معدودة لم تعلم كيف تجهزت وهبطت إلى السيارة وجدت السائق ينتظرها أمام السيارة استقلت السيارة تشعر بشيئ غريب بداخلها ودت لو أنها تمتلك أجنحة لتصل إليه استندت على نافذة السيارة وذهبت بشرودها لتلك الليلة التي تغيرت حياتها بها
فلاش باك
شعرت بارتفاع حرارته فاتجهت تجلب إليه مبرد الحرارة وضعته فوق رأسه واستندت على ذراعيها تطالعه بحنو إلى أن غفا لتضع رأسها بجوار رأسه وتذهب بنومها بعد فترة فتح عينيه متأوها حاول الاعتدال ولكن شعر بثقل فوق ذراعه السليم اتجه برأسه وجد تلك الحورية التي ينفرد شعرها على الوسادة وذراعيه استدار بهدوء يحدجها بنظرات صامتة بسط أنامله يرفع شعرها من فوق وجهها ظل يحركها بهدوء فتحت عينيها بتململ وكأنها تحلم استمعت إلى همسه
لو حد قالي لما تتصاب هتصحى تلاقي ملاك جنبك كدا كنت دعيت اټصاب من زمان هبت من نومها تعدل ملابسها رفعت كفيها على خصلاتها وجدت حجابها سقط من فوق شعرها
ابتلعت ريقها بصعوبة ونهضت تبحث عنه
أقعدي لازم نتكلم جلست تفرك كفيها اعتدل متأوها نهضت مقتربة منه وسندته حتى جلس بطريقة مريحة وهو يتشبث بذراعها
آاااه أمسكت دوائه وحاوطت كتفه ليستند عليها
خد الدوا فيه مسكنات قوية رفع عينيه إلى ذراعها الذي يحاوط جلوسه حتى يستند عليه تراجع عليها بجسده وكأنها أتت إليه كنجاة للغريق بعدما فشل في إسناد نفسه
رفعت الكوب إليه وحاوطته بيدها الأخرى على يديه وهو يرتشف المياه
بالشفاء إن شاءالله
بتعملي معايا كدا ليه قالها وهو ينظر أمامه بشرود
ابتسمت قائلة
متنساش إنك جوزي واجب عليا مساعدتك
واجب بس استدارت تطالعه بنظرات مستفهمة
يعني إيه !
رفع حاجبه وابتسم
ودي براءة ولا استهبال
تأففت وأجابته بصوت أجفله
لا استهبال زم شفتيه على كلماتها يهز رأسه مستهزئا حديثها
طيب ياست المستهبلة أنا سألت عن جوازنا
توقفت وقطعت حديثه
أنهي جواز بالظبط ياحضرة الظابط
ظابط إيه يختي بعيد الشړ أنا ممكن أكون ظابط الأداء في حاجات تانية
توسعت عيناها ورمقته تسبه بهمس
سامعك ياست المستهبلة منعت ابتسامتها تهز رأسها على حركاته ثم اقتربت منه وانحنت تنظر إلى وجهه لأول مرة
بس يابتاع الحج متولي إنت أنا عملت معاك اللي ربنا أمر الزوجة بيه
غير كدا متتعشمش
أتعشم هو إنت هبلة يابت ليه بتحسسيني إنك أختي الكبيرة وعايزة أقسمك تركة أبويا العشم دا ممكن يكون في طبق بسبوسة بالمكسرات أو كوب آيس كريم بالشوكولا
اڼفجرت بالضحك ټضرب كفيها مبتعدة عنه
فعلا إنت ظابط في الأداء ظل يطالعها بعيون لامعة لأول مرة يرى ضحكاتها وعفويتها دقيقتان تلهو بحركاتها وضحكاتها وهي تتحدث ومازالت عيناه تخترق أفعالها توقفت عن الحديث بعدما وجدت صمته ونظراته إليها ارتبكت وتراجعت تجلس على المقعد بصمت قطع صمتها
جوازنا حرام هبت من مكانها
إنت بتقول إيه الجواز عند مأذون وكمان إشهار حارتي كلها عرفت أه والدك مايعرفش بس دا ميديش أنه حرام
لحظة هجهزلك حاجة تاكلها قالتها وتحركت
غرام توقفت وانتفض قلبها وهي تستمع إلى اسمها بصوته ظلت كما هي لم تستطع أن تستدير إليه
أنا مبفطرش ماليش نفس تعالي عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم
هربت من أمامه حينما فشلت في السيطرة على رعشة قلبها لا تعلم مالذي يحدث إليها منذ فترة
عادت تحمل بعض الطعام الذي أحضره إليها قبل خروجه بالأمس حتى لا تفتح الباب لأحد بغيابه
وضعت الطعام على الطاولة المتحركة
لازم تاكل أي حاجة علشان معدتك متتعبش من المسكنات
أومأ لها حاول أن يحرك ذراعيه
ولكنه تألم قامت بتقطيع الطعام بأناملها تهرب من نظراته مرددة
مبعرفش أقطع الطعام بالشوكة والسکينة هينفع تاكل بطريقتي
رفع كفها بيديه السليمة على فمه
أممم حلو مش بطال هبت من مكانها وابتلعت ريقها بصعوبة هجبلك عصير
استني عندك استدارت تطالعه
توقف وهو يضم ذراعيه واقترب منها يجذب كفها
تعالي لازم نتكلم سحبت كفها وجلست مبتعدة عنه
التفتت إليه منتظرة تكملة حديثه
بصي يا غرام أنا مابحبش اللف والدوران راجل دغري منكرش إنك جذبتيني توردت وجنتيها ابتسم على براءتها وتابع حديثه
قبل ماتقولي حاجة نجرب جوازنا ونشوف هينجح