رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول
حتى شردت بحياتها دون أن تشعر بدلوفه توقف يطالعها بنظرات هائمة
طيب الأول لما كنت بتغيب عن البيت بقول علشان عايز تبعد عني ومش طايقني دلوقتي ليه بتبعد
لنفس السبب قالها ينظر إليها
هتفضلي واقفة كدا عايز أغير هدومي
لحظات وهي تطالعه بنظرات خلت من الحياة استدارت للخارج دون حديث وما إن اختفت عنه حتى اكتساه الحزن وسقطت ملامح بروده لتتحرك بخطوات متعثرة ودموعها تفترش خطواتها اتجهت إلى مكتبها ودلفت للداخل تغلق الباب خلفها ثم خرجت إلى الشرفة فتحتها بدموع عينيها تنظر للخارج پضياع ماذا فعلت لكي تجني ذاك العشق المټألم جذبت المقعد وجلست تضع ذقنها على ركبتيها التي رفعتها تستند عليها
خصلاته للخلف پعنف حتى كاد يقتلعها تنهيدات متحسرة حتى شعر بتوقف دقاته ورغم حربه مع نفسه ومايشعر من فوضى بداخله لم يقو على التحكم باشتياقه ودقات قلبه العڼيفة نهض واتجه إليها يبحث عنها ذهب لغرفة مكتبها ولكنه وجدها مغلقة دب الذعر بأوصاله طرق عليها الباب عدة مرات ولكن لا يوجد رد اڼهارت حصونه بالكامل وعقله يصور له أشياء مفزعة لا يستطيع القلب تقبلها دفع الباب بقدمه بقوة عدة مرات إلى أن انفتح دلف يبحث عنها بلهفة ودقات قلبه كجرس معبد للتعبد ذهب ببصره إلى جلوسها بتلك الطريقة أغمضت عينيها تمنع دموعها التي تكوي جفنيها
وهنا اڼفجرت بالبكاء بعدما فقدت سيطرتها لم يجد مايعبر به عما ينتابه فلقد تسربت واستوطنت ثنايا الروح والقلب
إلياس أنا تعبانة تعبانة منك ومن حياتي اللي ماعرفش إنت واخدنا على فين
شهقة خرجت من ثنايا روحها قبل قلبها ترفع أكتافها تنظر حولها پضياع
عجبك كدا قولي إيه أهمية جوازنا وإنت عايش بعيد عني ونبذني من حياتك قولي إيه فايدة جوازنا وأنا لوحدي وكأن مفيش حاجة اتغيرت بالعكس الأول كان أفضل
ليه بتعاملني كدا علشان غلطت ماكلنا بنغلط إنت مبتغلطش ليه منتظر مني غلطة واحدة علشان تمسحني من حياتك ليه الضغط والصراع دا مش متحمل وجودي عرفني ووعد هبعد عنك بس أكون عارفة حدودي رفعت كفيها وأدارت وجهه إليها تنظر بعمق عينيه
لو شايف قربي منك بيخنقك ومش قادر تتحمل هبعد بهدوء ووعد محدش هيعرف بس أكون عارفة أنا عايشة إزاي ولو خاېف أعمل مشاكل وعد مني هانسحب ولا كأنك قربت حتى
قدرك قدري إنسي إني أتنازل عن اللي قهرتني بلاش أسلوب الدموع دا علشان مفيش حاجة تشفعلك عندي غير قلبك اللي بيدق باسمي وبس ووقت ما يوقف النبض باسمي هقسمهولك نصين بلاش تشغلي نفسك بالتفكير علشان هتتعبي أنا سألتك قبل ماأقرب منك موافقة نكمل حياتنا وإنت وافقتي خلاص مبقاش فيه رجوع إلا إذا حد مننا ېموت
افتكري قولتلك حبك ڼار ياميرال بټحرق اللي يقرب مني وإنت لعبتي على الوتر دا متستخفيش بقلبي دا لو عايزة تفضلي بقلبي
نظرات جانبا منها سعيد وجانبا منها حزين لتهمس
طيب لما زعلان من البعد ليه بتبعد قلبك مش قالك كفاية عليها عڈاب مصعبتش عليك
وحشتني أوي
وبعدين معاكي عايزة مني إيه أقرب تقوليلي إبعد أبعد تقوليلي قرب ماهو لو ناوية تجننيني فإنتي فعلا جننتيني
سيبك من جنانك دا وإعقلي بقى
تؤ قالتها بهمس خاڤت لتقضي على تمسكه تهمس له
مچنونة بحبك مش محتاجة تجنني
تعلقت الأعين وارتفعت النبضات بالعزف وهي ترى مدى تأثيرها عليه
بعد فترة ليست بالقليلة كانت تتوسد ساقيه وهو يعمل على جهازه وجد إشعار برسالة لأحدهما على جهازه مع صور أمامه تفحص الصور أمامه ليرسل إلى الآخر
تراقبه كويس دونها وقام بإرسالها ذهب ببصره للتي تهمس
هدي المكيف بردت جذب من جواره غطاء خفيف ووضعه فوقها ثم ملس على خصلاتها
لو لسة بردانة أجبلك حاجة تلبسيها هزت راسها بالنفي تحتضن ساقيه قائلة
وجودك مدفيني
إلياس واخدني فين دون قبل أن تعترض
دا أول واجباتي ياروحي كنت مقصر فيها صړخت تحت المياه الباردة ولم تشعر بإغلاق الزجاج عليهما برقت
عيناها تطالعه بذهول
إنت هتعمل إيه
هعمل الواجب
بعد فترة كانت تغط بنوم عميق بعدما مرت بأيام ثقال أنهى بعض أعماله نهض يضع أشيائه بمكانها المخصص ذهب ببصره لذاك الصندوق الذهبي اتجه إليه وقام بفتحه وجد به ذكريات طفولتها مع عائلتها لمس صورة وهي بالصف الثالث الثانوي تقبل مصطفى أثناء تكريمها لتفوقها ملس على ملامحها الطفولية مبتسما على ذاك اليوم
عادت بعد تكريمها كان يسبح بالمسبح وصلت إليه وعقدت ذراعيها أمام صدرها
ممكن أعرف مجتش حفلة التكريم ليه
خرج من المسبح يجذب منشفته وتحدث بنبرة باردة
مبروك كنت هباركلك هنا وبعدين كلهم معاكي مجتش عليا اقتربت منه تطالعه بحزن
وجودك كان مهم ياإلياس تحرك أمامها وكأنها لم تحادثه لبعض الخطوات ثم توقف بعدما وجد وقوفها
شايفك اتكرمتي وجيتي من غيري فين الأهمية في وجودي
تعلقت بنظراته لبعض اللحظات ثم تحركت للداخل
آسفة إن كنت ضيقت حضرة الظابط قالتها وتحركت دون حديث آخر
استني عندك نظرت أمامها تضغط على شفتيها بقوة حتى لا تنساب دموعها
أنا قدمتلك إعلام زي ماإنت عايزة مع إني مش مقتنع بالمجال دا وطبعا هتختاري صحافة دنا ينظر بمقلتيها
لو ناوية على الإذاعة هحولك أي كلية تانية علشان منتعبش بعض في كتر الكلام هتدخلي صحافة قالها وتحرك من أمامها دون إضافة شيئ آخر
بعد أسبوعين استمعت إلى طرقات على باب غرفتها ثم دلف بعد السماح
دلف للداخل وجدها تشاهد بعض البرامج السياسية اقترب وجلس بجوارها بعدما تابعت التلفاز دون أن تعيره اهتمام
كلمت بابا يعينلك سواق ياخدك بكرة علشان تخلصي الحاجات المرتبطة بالكلية من اختبارات معرفش محتاجينك ليه
ظلت تتابع التلفاز بصمت تنهد يسحب نفسا طويلا ثم أخبرها
مش عايز صداقة مع حد مهما يكون السواق هياخدك ويجيبك مفيش عربيات دلوقتي والعربية اللي بابا جابها مش هتركبيها قبل سنتين
هبت من مكانها وتعمقت بالنظر إليه
خلصت أوامرك ياحضرة الظابط
دي مش أوامر دا اللي المفروض تعمليه
دنت تجذبه من كنزته التي يرتديها بعدما أضرم النيران بداخلها
ملكش دعوة بيا أركب عربية مركبش أدخل صحافة أدخل إعلام شيء ميخصكش أنا ماقولتش للباشا يدخل إيه يبقى هو مالوش يدخل في حياتي
دنا منها فتقهقهرت للخلف
نفسك دا مينفعش تاخديه من غير إذني عايزة تكملي تعليمك تعملي اللي قولته مش عايزة يبقى إتنيلي في البيت أهو تتعلمي حاجة في البيت
اعتدلت تنظر بعمق عينيه وهدرت به
اسمعني ياإلياس أنا مش هدخل صحافة حتى لو ھټموټني
طيب لو جدعة عارضي أوامري
مش لسة هعارض ياإلياس أنا معترضة أصلا حتى اهتز ولم يشعر سوى لحظات كانت من ڼار جهنم لكليهما اعتدل سريعا وهرول للخارج ېصفع قلبه بصڤعات ڼارية على ضعفه فتح باب غرفته پعنف وقام بتحطيم كل ما تحتويه يزأر على ضعفه الذي أهلكه بتلك الطريقة استمع والده للتحطيم فدلف للداخل
إلياس فيه إيه ياحبيبي جذب هاتفه وتحرك للخارج دون رد
أما هي فمازالت بمكانها كما تركها تنظر لسراب خروجه بضعف وجسدها مازال يرتجف من آثار قبلته كيف فعل بها ولماذا اقترب منها بتلك الطريقة مرت ساعات وهي لم تقو على الحركة أو الوقوف من مكانها بعد يومين دلفت والدتها بطعامها بعدما رفضت النزول فتساءلت عنه
إلياس مارجعش كنت سامعة عمو بيزعق ربتت على ظهرها
رجع من عشر دقايق بس قفل على نفسه ماتحاوليش تقربي منه لحد ماعمو مصطفى يعرف ماله قالتها فريدة وغادرت الغرفة نظرت للطعام الذي وضعته والدتها ثم توقفت بهدوء تحمل الطعام واتجهت إلى غرفته دلفت تبحث عنه وجدته يخرج من غرفة الرياضة وضعت الطعام على الطاولة
إلياس استدار إليها كالملسوع ثم اقترب يهدر پجنون
إزاي تدخلي هنا وليه تدخلي أصلا أوعي عقلك يوزك علشان اللي حصل يبقى خلاص إنك حاجة في حياتي إمشي اطلعي برة وإنسي أي حاجة
استدارت وتحركت بعدما ذهلت من حديثه الذي شق قلبها لنصفين شهرا كاملا ولم يتقابلا بها
مرت الأيام إلى أن جاء أول أيام جامعتها هبطت بجوار فريدة سعيدة تتحدث مع فريدة بما ستفعله اليوم دلف من الباب بعد غيابه أسبوعا بعمله الأول بعد تخرجه توقف على بعد بعض الخطوات ينظر إلى تلك الطفلة التي نضجت وأصبحت أنوثة متفجرة لقلبه الطاغي قبلت والدتها وتحركت تجمع أشياءها ثم اتجهت إلى مصطفى تحتضنه كانت تتنقل بينهم مثل الفراشة على الزرع لم تشعر بوجوده سوى من حديث إسلام
أبيه إلياس جه قالها إسلام الذي وصل إليه يحتضنه ضم الأخوان بعضهما البعض ثم تحرك إلى الجميع ملقيا السلام
تحركت بجواره دون أن تعيره اهتماما تشير إلى والدتها أوقفتها فريدة
حبيبتي لما توصلي طمنيني وبين المحاضرات ياميرو قبلت والدتها في الهواء وتحركت إلا أنها توقفت متسمرة على صوته
استني توقفت تواليه ظهرها فاقترب منها
السواق بعته مشوار مهم أنا هوصلك تحركت دون حديث مع نظرات فريدة عليهما جلست بجواره بالسيارة تنظر للخارج بصمت حمحم قائلا
مبروك الكلية لو حد ضايقك عرفيني بس وشوفي هعملك فيه إيه
استدارت برأسها تطالعه بسخرية
ماحدش يقدر يكسرني ويضايقني غيرك توقف بالسيارة على جنب ثم استدار إليها بجسده
اسمعيني قولتلك اللي حصل إنسيه وعلشان ترتاحي شبهتك بحد عزيز ماحستش بنفسي وخاصة لما شفتكو شبه بعض
الټفت برأسها تنظر للخارج بصمت
أسبوع اخر لم يلتقيا عاد ذات مساء بيوم ميلاد غادة واسلام بحث عنها بعينيه لم يجدها اتجه لأخته
كل سنة وانت طيبة يادودي
حبيبي ياابيه ميرسي فتحت هديته
احلى أخ في الدنيا دا ولا ايه
خرج من ذكرياته على صوتها بعدما وجدها تجلس فوق الفراش
الساعة كام وضع الصندوق بمكانه
الساعة أربعة العصر قومي صلي العصر وضعت رأسها على كتفه تهمس بإرهاق تجلى بنبرة صوتها
مش قادرة تعبانة ومرهقة هنام ولما أقوم انحنى ليحملها ثم اتجه للداخل يساعدها في الوضوء قائلا
مينفعش تأجلي صلاة أحب الأعمال إلى الله الصلاة بأوقاتها أغلق المياه
صلي ونامي براحتك بعد دقائق ألقت نفسها على الفراش بإسدال صلاتها ونزع ذلك الروب وساعدها بارتدائه
ألقت نفسها على الوسادة تهمس بحبه
بحبك أوي استند بذراعه على الوسادة يخلل أنامله بخصلاتها يبحر بعينيه فوق ملامحها مع دقات قلبه التي تثبت له أنها شريان نبضه في الحياة لا يعلم كيف وصلت لمرحلة أنها أغلى من الروح تمدد بجوارها واحتضن كفها يضعه تحت رأسه يهمس بنبرة خاڤتة بصوته الأجش
بحبك قالها ليسبح بنوم عميق لا يشعر به سوى بأحضانها
نفسي تبقى معايا على طول زي دلوقتي رفعت رأسها إلى وجهه تتجول بعينيها عليه باشتياق وأناملها تتحرك بهدوء على ملامحه
ليه يوم عن يوم حبي ليك بيزيد أوي كدا داعبت