الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 33 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

حتى شردت بحياتها دون أن تشعر بدلوفه توقف يطالعها بنظرات هائمة
طيب الأول لما كنت بتغيب عن البيت بقول علشان عايز تبعد عني ومش طايقني دلوقتي ليه بتبعد 
لنفس السبب قالها ينظر إليها 
هتفضلي واقفة كدا عايز أغير هدومي 
لحظات وهي تطالعه بنظرات خلت من الحياة استدارت للخارج دون حديث وما إن اختفت عنه حتى اكتساه الحزن وسقطت ملامح بروده لتتحرك بخطوات متعثرة ودموعها تفترش خطواتها اتجهت إلى مكتبها ودلفت للداخل تغلق الباب خلفها ثم خرجت إلى الشرفة فتحتها بدموع عينيها تنظر للخارج پضياع ماذا فعلت لكي تجني ذاك العشق المټألم جذبت المقعد وجلست تضع ذقنها على ركبتيها التي رفعتها تستند عليها
بالخارج ألقى مابيده يزفر پغضب على ماتوصلت الحياة بينهما جلس يرجع
خصلاته للخلف پعنف حتى كاد يقتلعها تنهيدات متحسرة حتى شعر بتوقف دقاته ورغم حربه مع نفسه ومايشعر من فوضى بداخله لم يقو على التحكم باشتياقه ودقات قلبه العڼيفة نهض واتجه إليها يبحث عنها ذهب لغرفة مكتبها ولكنه وجدها مغلقة دب الذعر بأوصاله طرق عليها الباب عدة مرات ولكن لا يوجد رد اڼهارت حصونه بالكامل وعقله يصور له أشياء مفزعة لا يستطيع القلب تقبلها دفع الباب بقدمه بقوة عدة مرات إلى أن انفتح دلف يبحث عنها بلهفة ودقات قلبه كجرس معبد للتعبد ذهب ببصره إلى جلوسها بتلك الطريقة أغمضت عينيها تمنع دموعها التي تكوي جفنيها 
زعلان منك ومش قادر أزعلك 
وهنا اڼفجرت بالبكاء بعدما فقدت سيطرتها لم يجد مايعبر به عما ينتابه فلقد تسربت واستوطنت ثنايا الروح والقلب
إلياس أنا تعبانة تعبانة منك ومن حياتي اللي ماعرفش إنت واخدنا على فين 
شهقة خرجت من ثنايا روحها قبل قلبها ترفع أكتافها تنظر حولها پضياع 
عجبك كدا قولي إيه أهمية جوازنا وإنت عايش بعيد عني ونبذني من حياتك قولي إيه فايدة جوازنا وأنا لوحدي وكأن مفيش حاجة اتغيرت بالعكس الأول كان أفضل 
نهضت من مكانها وتوقفت أمامه 
ليه بتعاملني كدا علشان غلطت ماكلنا بنغلط إنت مبتغلطش ليه منتظر مني غلطة واحدة علشان تمسحني من حياتك ليه الضغط والصراع دا مش متحمل وجودي عرفني ووعد هبعد عنك بس أكون عارفة حدودي رفعت كفيها وأدارت وجهه إليها تنظر بعمق عينيه 
لو شايف قربي منك بيخنقك ومش قادر تتحمل هبعد بهدوء ووعد محدش هيعرف بس أكون عارفة أنا عايشة إزاي ولو خاېف أعمل مشاكل وعد مني هانسحب ولا كأنك قربت حتى 
ورغم آلامها تعلقت بعينيه التي تحدجها بلهيب مستعر انحنى من خاصتها يهمس بفحيح 
قدرك قدري إنسي إني أتنازل عن اللي قهرتني بلاش أسلوب الدموع دا علشان مفيش حاجة تشفعلك عندي غير قلبك اللي بيدق باسمي وبس ووقت ما يوقف النبض باسمي هقسمهولك نصين بلاش تشغلي نفسك بالتفكير علشان هتتعبي أنا سألتك قبل ماأقرب منك موافقة نكمل حياتنا وإنت وافقتي خلاص مبقاش فيه رجوع إلا إذا حد مننا ېموت
يعني هتفضل ټعذب فيا طول حياتك إنت كدا مبسوط وسعيد ببعدك عني عايز تعرفني إنك سعيد وإنت شايفني بنهار على بعدك
افتكري قولتلك حبك ڼار ياميرال بټحرق اللي يقرب مني وإنت لعبتي على الوتر دا متستخفيش بقلبي دا لو عايزة تفضلي بقلبي
نظرات جانبا منها سعيد وجانبا منها حزين لتهمس 
طيب لما زعلان من البعد ليه بتبعد قلبك مش قالك كفاية عليها عڈاب مصعبتش عليك 
لا مصعبتيش عليا تهمس 
وحشتني أوي 
وبعدين معاكي عايزة مني إيه أقرب تقوليلي إبعد أبعد تقوليلي قرب ماهو لو ناوية تجننيني فإنتي فعلا جننتيني 
سيبك من جنانك دا وإعقلي بقى 
تؤ قالتها بهمس خاڤت لتقضي على تمسكه تهمس له 
مچنونة بحبك مش محتاجة تجنني 
تعلقت الأعين وارتفعت النبضات بالعزف وهي ترى مدى تأثيرها عليه 
بعد فترة ليست بالقليلة كانت تتوسد ساقيه وهو يعمل على جهازه وجد إشعار برسالة لأحدهما على جهازه مع صور أمامه تفحص الصور أمامه ليرسل إلى الآخر 
تراقبه كويس دونها وقام بإرسالها ذهب ببصره للتي تهمس 
هدي المكيف بردت جذب من جواره غطاء خفيف ووضعه فوقها ثم ملس على خصلاتها 
لو لسة بردانة أجبلك حاجة تلبسيها هزت راسها بالنفي تحتضن ساقيه قائلة 
وجودك مدفيني 
إلياس واخدني فين دون قبل أن تعترض 
دا أول واجباتي ياروحي كنت مقصر فيها صړخت تحت المياه الباردة ولم تشعر بإغلاق الزجاج عليهما برقت
عيناها تطالعه بذهول 
إنت هتعمل إيه 
هعمل الواجب
بعد فترة كانت تغط بنوم عميق بعدما مرت بأيام ثقال أنهى بعض أعماله نهض يضع أشيائه بمكانها المخصص ذهب ببصره لذاك الصندوق الذهبي اتجه إليه وقام بفتحه وجد به ذكريات طفولتها مع عائلتها لمس صورة وهي بالصف الثالث الثانوي تقبل مصطفى أثناء تكريمها لتفوقها ملس على ملامحها الطفولية مبتسما على ذاك اليوم 
عادت بعد تكريمها كان يسبح بالمسبح وصلت إليه وعقدت ذراعيها أمام صدرها 
ممكن أعرف مجتش حفلة التكريم ليه 
خرج من المسبح يجذب منشفته وتحدث بنبرة باردة 
مبروك كنت هباركلك هنا وبعدين كلهم معاكي مجتش عليا اقتربت منه تطالعه بحزن 
وجودك كان مهم ياإلياس تحرك أمامها وكأنها لم تحادثه لبعض الخطوات ثم توقف بعدما وجد وقوفها 
شايفك اتكرمتي وجيتي من غيري فين الأهمية في وجودي 
تعلقت بنظراته لبعض اللحظات ثم تحركت للداخل 
آسفة إن كنت ضيقت حضرة الظابط قالتها وتحركت دون حديث آخر 
استني عندك نظرت أمامها تضغط على شفتيها بقوة حتى لا تنساب دموعها 
أنا قدمتلك إعلام زي ماإنت عايزة مع إني مش مقتنع بالمجال دا وطبعا هتختاري صحافة دنا ينظر بمقلتيها 
لو ناوية على الإذاعة هحولك أي كلية تانية علشان منتعبش بعض في كتر الكلام هتدخلي صحافة قالها وتحرك من أمامها دون إضافة شيئ آخر
بعد أسبوعين استمعت إلى طرقات على باب غرفتها ثم دلف بعد السماح 
دلف للداخل وجدها تشاهد بعض البرامج السياسية اقترب وجلس بجوارها بعدما تابعت التلفاز دون أن تعيره اهتمام 
كلمت بابا يعينلك سواق ياخدك بكرة علشان تخلصي الحاجات المرتبطة بالكلية من اختبارات معرفش محتاجينك ليه
ظلت تتابع التلفاز بصمت تنهد يسحب نفسا طويلا ثم أخبرها 
مش عايز صداقة مع حد مهما يكون السواق هياخدك ويجيبك مفيش عربيات دلوقتي والعربية اللي بابا جابها مش هتركبيها قبل سنتين
هبت من مكانها وتعمقت بالنظر إليه 
خلصت أوامرك ياحضرة الظابط 
دي مش أوامر دا اللي المفروض تعمليه
دنت تجذبه من كنزته التي يرتديها بعدما أضرم النيران بداخلها 
ملكش دعوة بيا أركب عربية مركبش أدخل صحافة أدخل إعلام شيء ميخصكش أنا ماقولتش للباشا يدخل إيه يبقى هو مالوش يدخل في حياتي 
دنا منها فتقهقهرت للخلف 
نفسك دا مينفعش تاخديه من غير إذني عايزة تكملي تعليمك تعملي اللي قولته مش عايزة يبقى إتنيلي في البيت أهو تتعلمي حاجة في البيت 
اعتدلت تنظر بعمق عينيه وهدرت به 
اسمعني ياإلياس أنا مش هدخل صحافة حتى لو ھټموټني 
طيب لو جدعة عارضي أوامري 
مش لسة هعارض ياإلياس أنا معترضة أصلا حتى اهتز ولم يشعر سوى لحظات كانت من ڼار جهنم لكليهما اعتدل سريعا وهرول للخارج ېصفع قلبه بصڤعات ڼارية على ضعفه فتح باب غرفته پعنف وقام بتحطيم كل ما تحتويه يزأر على ضعفه الذي أهلكه بتلك الطريقة استمع والده للتحطيم فدلف للداخل 
إلياس فيه إيه ياحبيبي جذب هاتفه وتحرك للخارج دون رد 
أما هي فمازالت بمكانها كما تركها تنظر لسراب خروجه بضعف وجسدها مازال يرتجف من آثار قبلته كيف فعل بها ولماذا اقترب منها بتلك الطريقة مرت ساعات وهي لم تقو على الحركة أو الوقوف من مكانها بعد يومين دلفت والدتها بطعامها بعدما رفضت النزول فتساءلت عنه 
إلياس مارجعش كنت سامعة عمو بيزعق ربتت على ظهرها 
رجع من عشر دقايق بس قفل على نفسه ماتحاوليش تقربي منه لحد ماعمو مصطفى يعرف ماله قالتها فريدة وغادرت الغرفة نظرت للطعام الذي وضعته والدتها ثم توقفت بهدوء تحمل الطعام واتجهت إلى غرفته دلفت تبحث عنه وجدته يخرج من غرفة الرياضة وضعت الطعام على الطاولة 
إلياس استدار إليها كالملسوع ثم اقترب يهدر پجنون 
إزاي تدخلي هنا وليه تدخلي أصلا أوعي عقلك يوزك علشان اللي حصل يبقى خلاص إنك حاجة في حياتي إمشي اطلعي برة وإنسي أي حاجة 
استدارت وتحركت بعدما ذهلت من حديثه الذي شق قلبها لنصفين شهرا كاملا ولم يتقابلا بها
مرت الأيام إلى أن جاء أول أيام جامعتها هبطت بجوار فريدة سعيدة تتحدث مع فريدة بما ستفعله اليوم دلف من الباب بعد غيابه أسبوعا بعمله الأول بعد تخرجه توقف على بعد بعض الخطوات ينظر إلى تلك الطفلة التي نضجت وأصبحت أنوثة متفجرة لقلبه الطاغي قبلت والدتها وتحركت تجمع أشياءها ثم اتجهت إلى مصطفى تحتضنه كانت تتنقل بينهم مثل الفراشة على الزرع لم تشعر بوجوده سوى من حديث إسلام 
أبيه إلياس جه قالها إسلام الذي وصل إليه يحتضنه ضم الأخوان بعضهما البعض ثم تحرك إلى الجميع ملقيا السلام 
تحركت بجواره دون أن تعيره اهتماما تشير إلى والدتها أوقفتها فريدة 
حبيبتي لما توصلي طمنيني وبين المحاضرات ياميرو قبلت والدتها في الهواء وتحركت إلا أنها توقفت متسمرة على صوته 
استني توقفت تواليه ظهرها فاقترب منها 
السواق بعته مشوار مهم أنا هوصلك تحركت دون حديث مع نظرات فريدة عليهما جلست بجواره بالسيارة تنظر للخارج بصمت حمحم قائلا 
مبروك الكلية لو حد ضايقك عرفيني بس وشوفي هعملك فيه إيه 
استدارت برأسها تطالعه بسخرية 
ماحدش يقدر يكسرني ويضايقني غيرك توقف بالسيارة على جنب ثم استدار إليها بجسده 
اسمعيني قولتلك اللي حصل إنسيه وعلشان ترتاحي شبهتك بحد عزيز ماحستش بنفسي وخاصة لما شفتكو شبه بعض 
الټفت برأسها تنظر للخارج بصمت 
أسبوع اخر لم يلتقيا عاد ذات مساء بيوم ميلاد غادة واسلام بحث عنها بعينيه لم يجدها اتجه لأخته
كل سنة وانت طيبة يادودي 
حبيبي ياابيه ميرسي فتحت هديته
احلى أخ في الدنيا دا ولا ايه
خرج من ذكرياته على صوتها بعدما وجدها تجلس فوق الفراش 
الساعة كام وضع الصندوق بمكانه 
الساعة أربعة العصر قومي صلي العصر وضعت رأسها على كتفه تهمس بإرهاق تجلى بنبرة صوتها 
مش قادرة تعبانة ومرهقة هنام ولما أقوم انحنى ليحملها ثم اتجه للداخل يساعدها في الوضوء قائلا 
مينفعش تأجلي صلاة أحب الأعمال إلى الله الصلاة بأوقاتها أغلق المياه
صلي ونامي براحتك بعد دقائق ألقت نفسها على الفراش بإسدال صلاتها ونزع ذلك الروب وساعدها بارتدائه
ألقت نفسها على الوسادة تهمس بحبه 
بحبك أوي استند بذراعه على الوسادة يخلل أنامله بخصلاتها يبحر بعينيه فوق ملامحها مع دقات قلبه التي تثبت له أنها شريان نبضه في الحياة لا يعلم كيف وصلت لمرحلة أنها أغلى من الروح تمدد بجوارها واحتضن كفها يضعه تحت رأسه يهمس بنبرة خاڤتة بصوته الأجش 
بحبك قالها ليسبح بنوم عميق لا يشعر به سوى بأحضانها 
نفسي تبقى معايا على طول زي دلوقتي رفعت رأسها إلى وجهه تتجول بعينيها عليه باشتياق وأناملها تتحرك بهدوء على ملامحه 
ليه يوم عن يوم حبي ليك بيزيد أوي كدا داعبت
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 49 صفحات