الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 32 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

على الجديد 
فتحت باب السيارة وصمتت لبعض الوقت ولكنها فشلت في إخماد ثورة اشتياقها له
هاترجع إمتى 
نظر إلى الطريق أمامه يجيبها متهكما
ليه هي المدام نسيت إني مش فارق وجودي من عدمه باي يامدام لما يجيلي نفس هارجع قالها وأغلق الهاتف دون ردها
جلست بالسيارة وتنهيدات متحسرة على حياتها التي أصبحت باردة بعد أسبوع واحد جعلها حورية من حوريات الجنة رفعها إلى السماء كنجمة عالية لم يستطع أحد الوصول إليها ثم
ألقاها وكأنها لا تعني له
بقلم سيل وليد 
شيئا انسابت عبراتها تضع كفها على صدرها تهمس لنفسها
هونت عليك ياإلياس بس العيب مش عليك العيب عليا أنا قامت بتشغيل السيارة تهمس لنفسها
هاعرفك ميرال هاتعمل فيك إيه
عند فريدة دلفت إلى
مكتبه رفع رأسه على دخولها هب من مكانه وهو يطالعها بنظرات مذهولة يهمس پصدمة
إنت خلعت نظارتها واقتربت منه بثبات وكبرياء ترسم ابتسامة كفتاة تبلغ من العمر عشرين عاما
إيه مستغرب ليه ماكنتش منتظر أردلك الزيارة ولا إيه
زيارة رددها مستفهما جلست تضع ساقا فوق الأخرى
إزيك ياراجح جلس بعدما سيطر على نفسه من صدمة وجودها أمامه بعد تلك السنين طالعها باشتياق انبثق من عينيه
دورت عليكي كتير نقرت فوق مكتبه 
وطالعته بابتسامة ساخرة 
ليه كنت ناوي تكمل اللي عملته توقف من مكانه واتجه إليها منحنيا 
لا كنت عايز أعتذرلك وأقولك مش عارف أعيش من غيرك قالها مع دفع إلياس الباب ودخوله مع اعتراض السكرتيرة توقف متسمرا على ذاك المشهد بينما هي شعرت وكأن أحدهم وضعها بقبر وهي مازالت على قيد الحياة 
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك 
كأنك رسالة شوق 
نسي ساعي البريد في أي صندوق وضعها 
قل لي بربك 
أين يباع الكره 
لأكرهك بحجم حبي لك
قل لي بربك 
أين يباع النسيان 
لأستطيع نسيانك
بقدر إشتياقي 
قل بربك كيف أكون أنا بلا أنت 
تأخر شتائي 
أحتاجك بالقرب لتمطر 
أعترف لك 
لاااأستطيع أن أتجاوزك 
فأنت وحدك محطتي الأخيرة ولاشيئ بعدك 
وإن فقدتك فليس لدي ما أخسره أكثر 
وإن بقيت فلاااشيئ قد أتمناه بعدك 
صرت أراك حين لاااأراك 
تبا لقلب صار يهذي من هواك 
أيكون عشقي ضړبا من جنون 
أهو جنون إن لم أر في الدنيا سواك
أمام البوابة الرئيسية لفيلا السيوفي ترجلت ميرال من سيارتها واتجهت تتطلع إلى امتناع الأمن عن دلوف رانيا للداخل اقتربت متسائلة 
في ايه ! 
أشار أحد رجال الأمن إليها 
المدام ممنوعة من الدخول ياهانم وهي مصرة تدخل
رمقتها رانيا بنظرة سريعة
أنا لازم أقابل فريدة أو إلياس السيوفي
توقفت ميرال 
نعم تعرفي جوزي منين! 
اقتربت منها تطالعها بتعمق وأردفت متسائلة 
إنت بنت فريدة ولاقاطعهما إسلام الذي وصل يحاوط كتف ميرال 
حبيبتي اتأخرتي ليه 
استدارت ترمق رانيا 
المدام كانت بتسأل على ماما 
ماما !! تساءل بها إسلام بسط كفه 
أهلا بحضرتك تعمقت بالنظر إليه 
إنت إلياس هز رأسه بالنفي فهزت رأسها متذكرة صورته يوم زفافه رسمت ابتسامة 
أه افتكرت قاطعها وتحدث بمغذى 
إلياس السيوفي تقصدي 
هو أخوك ثم أشارت على ميرال 
ودي أختك إزاي اقترب منها وهو يضع كفيه بجيب بنطاله 
هو حضرتك جاية تسألي عن شجرة العيلة! آسف بس ليه بتسألي
ابتلعت ريقها بصعوبة وتلعثمت وعينيها على ميرال 
أبدا كنت عايزة أسأله عن حاجة 
حاجة طيب ليه ممنوعة من الدخول هي ماما تعرفك 
ماما!! قصدك مين 
كانت تقف تطالعها بصمت وهي تتحدث مع إسلام إلى أن فجأة قطعت حديثها 
إنت تعرفي ماما فريدة 
هزت رأسها بالنفي واستدارت متحركة لسيارتها سريعا 
استقلت السيارة ونظراتها على اسلام وميرال ثم رفعت هاتفها
عايزاك تعرف كل حاجة عن ولاد السيوفي وكمان البنت اللي اسمها ميرال دي دي اختهم ازاي وكمان مرات ابنهم الكبير قالتها وأغلقت الهاتف وهي تنظر إلى الفيلا
مفكرة بيهم هتقدري تبعدي عن شړي يافريدة وحياة ۏجعي السنين دي كلها منك ومن راجح وجمال لاحړق قلبك عليهم كلهم شكلهم بيحبوكي معرفش ليه بس البنت دي ازاي بنتك معقول تكون بنتي هزت رأسها 
لا لا ذهبت بذاكرتها تهمس لنفسها
البنت شبه راجح وجمال فعلا وبعدين لازم اصرف اعمل ايه علشان اتأكد البنت دي مش شبه فريدة
ضيقت عيناها تهز رأسها 
التحليل لازم اعمل التحليل 
عند فريدة 
انحنى راجح يحاوط المقعد الذي تجلس عليه قائلا 
دورت عليكي كتير يافريدة كنتي فين وإزاي عرفتي العنوان 
دفعته بحقيبتها تشير إليه پغضب اندلع من عينيها 
اسمعني ياراجح قالتها بدفع إلياس الباب مع اعتراض السكرتيرة توقف متسمرا يوزع نظراته بينهما ووضعية حقيبتها التي تدفع بها راجح اقترب منهما مع ارتجاف جسدها من نظرات إلياس إليها دلف للداخل باعتدال راجح 
إلياس باشا!!
دلف بخطوات ممېتة لقلبها وهي
تطالعه پصدمة كيف علم بوجودها جذب المقعد مع بسط راجح يده للسلام عليه ولكنه تجاهله رفع عيناه إلى راجح ثم أشار إلى السكرتيرة 
قهوتي سادة وقهوة طنط فريدة مظبوطة مش كدا ياماما فريدة 
قالها بعدما جلس يضع ساقا فوق الأخرى رغم احتراق داخله من رؤية راجح قريبا منها 
جلست فريدة وعينيها عليه تعلم أنه لن يصدقها فصمتت تطبق على جفنيها للحظات تحاول أن تسحب نفسا بعدما شعرت وكأن جدران الغرفة أطبقت على صدرها 
ران صمت ممېت بالغرفة إلى أن قطعه إلياس وهو ينظر إلى راجح 
الذي مازال متوقفا مذهولا من دخوله بتلك الطريقة استدار إلى مقعده وجلس عليه ينظر إلى إلياس الذي طالعه قائلا بنبرة يشوبها الثقة والغرور
اتقابلنا تاني بس ماعتقدش المرة دي هاتكون زي المرة اللي فاتت 
توقف راجح من مكانه واستدار يجلس أمامه بكل عنجهية وتكبر يهز رأسه باستخفاف 
مكتبي نور بيك ياحضرة الظابط 
نفث إلياس تبغه وعيناه تخترق استخفاف حديث راجح فتراجع مستندا على المقعد وهتف بنبرة ممزوجة بالتعظيم والتكبر لشخصه 
طبعا لازم المكتب ينور ومش المكتب بس الشركة كلها هو أنا قليل ولا إيه اللي قاعد قدامك إلياس السيوفي 
اتجه بنظره إلى فريدة وتابع حديثه وعينيه تخترقها 
وكمان عندك مدام مصطفى السيوفي ودي لوحدها يقفلها الكل وانت اولهم فريدة هانم السيوفي لوحدها مجرد اسمها في المكان الكل يقدم الولاء والطاعة مش كدا ولا إيه
أومأ راجح وأردف 
مدام فريدة الكل لازم يوقفلها أصلك ماتعرفش قيمتها بتكون إزاي فيه حاجات ماتعرفهاش ياحضرة الظابط 
أحس بقبضة تعتصر فؤاده ورغم ذلك رسم ابتسامة 
لا عارف ومقدر مكانة ماما فريدة مش حضرتك اللي هاتقول 
متأكد ياحضرة الظابط انحنى إلياس بجسده يرد بصوت خاڤت ورغم هدوئه إلا أنه أخرجه كالرصاصات التي تستقر بالصدر حينما قال 
إعرف قدر نفسك ياراجح بيه واحمد ربنا اني جتلك اصلي لو بعت اجيبك هيكون فيها كتير
أفلت ضحكة بعدما علم بذكائه وأردف 
عارف ومقدر ياحضرة الظابط 
قائلا 
أنا مابحبش أتكلم كتيير أنا عارف الماضي كله وكل واحد فيكم أخد حقه توقف عن الحديث بعد دخول العامل بالقهوة 
هوت فريدة على المقعد وانتفض جسدها بالړعب من تحول إلياس وحديثه الذي علمت أنه النهاية برودة اجتاحتها وهي تتابع حديثه ظنا أنه سيصدقه ويخذلها أشار إلياس إلى راجح پغضب 
هاتقرب على حد من العيلة همسحك من على وش الأرض إبعد عن عيلتي الست اللي قاعدة قدامك دي مرات مصطفى السيوفي انت فاهم يعني ايه وكمان في مقام والدتي ومهما عملت هتفضل في مقام والدتي أنا مارضتش أقرب منك وسايبك إنت والمدام اللي مش مبطلة تدور ورانا شكلها ماتعرفش مين هما عيلة السيوفي اتجه بنظره إلى فريدة التي تطالعه بذهول لم تكن تتوقع حديثه اقترب منها وساعدها على الوقوف يحمل حقيبتها التي سقطت من يدها وتحرك للخارج توقف لدى باب المكتب واستدار إلى راجح 
عملت معاك واجب لما عرفت ابنك مالوش في السياسة ودا ماحدش بيعمله في منصبي ماتخلنيش أتراجع عليه وعايز أقولك صلة القرابة بس اللي شفعتلك عندي علشان كنت في يوم من الأيام جوزها وأنا بشفع مرة واحدة وبعدها أغطي عليك بالتراب واعدي وأنا بدوس كمان بتكلم بعقلي يكفيك شړ جنان إلياس السيوفي لما بيخرج جنانه على حد اقترب منه خطوة وعيناه ټحرق وقوفه وهمس بفحيح اعمى 
هخليه عبرة لمن لا يعتبر حتى لو كان أقرب الناس ليا ابعد عن طريقي علشان مكرهكش نفسك ومتفكرش سنك هيشفعلك ياااا راجح بيه وراك على النفس 
قالها تحرك مغادرا تاركا راجح على لهيب مشتعل بدأ ېحطم كل تطاله يده حتى أصبح المكتب شظايا مبعثرة اتجه سريعا إلى هاتفه
مستعد أعمل اللي عايزه النهاردة قبل بكرة بس تخلصي لي من واحد النهاردة قبل بكرة 
صمت يستمع إلى الطرف الآخر قائلا
هبعتلك كل اللي يخصه 
جلس يمسح على وجهه پعنف 
حتة عيل يعمل في راجح الشافعي كدا طيب يابن السيوفي لو محصرتش ابوك عليك مبقاش راجح
عند فريدة وإلياس 
كانت تتحرك بجواره تنظر إليه بسعادة تنبثق من عينيها ودت لو تصرخ بأعلى صوتها تخبر الجميع بأنه وليدها قرة عينها 
فتح باب سيارته وأشار إليها بالجلوس مشيرا للسائق الخاص بها بالمغادرة تحرك بالسيارة وهو يقطع المكان بسرعة چنونية وكأن أحدهم يطوقه بطوق من النيران ظل محافظ على تماسكه حتى لا يصل إليها ويلقيها صريعة على أفعالها المتهورة فهو منذ عودته من شهر عسله علم بزيارة رانيا من خلال فريقه الأمني الذي أخبره بأنها تبحث خلف فريدة 
نظرت لسرعته الچنونية فأردفت بخفوت 
حبيبي بالراحة العربية كدا ممكن تتقلب شيعها بنظرة مع ابتسامة ساخرة 
خاېفة يحصلك حاجة وإنت معايا 
لا خاېفة عليك يابني توقف فجأة حتى كادت السيارة تنقلب بسبب سرعته المتهورة ولولا تحكمه بالقيادة بعد دوران السيارة عدة مرات للقيا حتفهما لا محالة 
توقف ينظر إليها بأنفاس متسارعة وكأنه بحلبة مصارعة ثم اتجه بأنظاره إليها 
أنا مش ابنك ولا عمري هاكون ابنك مانكرش كنت بعتبرك زي والدتي الست اللي فتحتلك بيتها واعتبرتك أختها وأمنتك على ولادها 
انسابت عبراتها تهز رأسها فتحدثت من بين بكائها 
ليه بتحملني مۏتها ياإلياس والدتك كانت مريضة وإنت عارف إنها كدا كدا كانت مېتة 
أاااه كنت عارف أنها مېتة زي ماكنت عارف إنك أطيب خلق الله بس عملتي إيه كذبتي علينا وعليها استخدمتي حنانها لغرضك 
اسمعني اللي إنت سمعته مش الحقيقة 
إيه يامدام مش تاخدي بالك إن العيل الصغير كبر 
إلياس أشار بسبباته محذرا 
مش عايز أسمع حاجة كفاية اللي سمعته الأيام اللي فاتت دلوقتي علاقتي بيكي إنك أم مراتي وبس وحق بابا عليا ماتطلبيش مني أكتر من كدا أكتر حد بكرهه في الدنيا الكداب المخادع 
قالها وقام بتشغيل السيارة وضعت رأسها على النافذة تنظر للخارج وانسابت عبراتها بصمت تعلم أنها أخطأت في بادئ الأمر ولكن كيف لها أن تثق بهم 
وصل بعد قليل ترجلت من السيارة دون حديث ودلفت للداخل بالأعلى بغرفة ميرال أنهت استحمامها خرجت على صوت هاتفها توقفت أمام المرآه تبعد منشفتها عن خصلاتها وأجابت 
أيوة يادودي 
ميرو أنا في المكتبة كنتي عايزة أجيبلك إيه نسيت تبسمت وهي تجذب كريماتها قائلة 
عايزة كتاب تشارلز ديكنز ياقلبي لو لقيتيه 
تمام ياجميلتي اشتريت حاجات هاتعجبك أوي وجبت لإلياس هدية كمان بس إياكي تعرفيه 
فردت الكريم على يديها تنظر لنفسها بالمرآة وشعرت بالحزن قائلة 
ماتخافيش مش هاقوله حاجة قالتها وأغلقت الهاتف جلست لبعض الدقائق ونظراتها على هيئتها بالمرآة
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 49 صفحات