جنتي عالارض
و تجري كده من شارع لشارع
تنهدت جنه و قالت اسمع يابشمهندس زي
ما قلت كنت بجري من شارع لشارع فأنا تعبانه و مجهده و مليش خلق أكمل التحقيق ده
ثم ثبتت حقيبتها على كتفها و قالت عن اذنك
جذبها إياد من مرفقها و أعادها إلى مكانها السابق في مواجهته و قال ما هو انتي مش هتزحزحي من مكانك ده الا ما أعرف كنتي رايحه فين
و لكن دون جدوى ليأتيها صوت إياد كمان ده سر زي عنوان أهلك !
قالت جنه متوسله إياد أرجوك بجد مش قادره
كانت تلك المره الأولى التي يسمعها تنطق باسمه مما أثار قلقه هل هي متعبه حقا أم تحاول فقط التهرب منه
قالت ووجها ملتصق في صدره مش قادره آخد نفس حاسه إني هاموت
أبعدها إياد قليلا عنه حتى يتفرس في وجهها و قال بصوت هادىء لا يعكس القلق الذي اعتراه أنا هآخدك دلوقتي و نروح المستشفى تقدري
لم يكمل طلبه فلقد شاهدها تغيب عن الوعي أمام عينيه
الفصل الثاني عشر
لقد عاد من يعجز الكل أمامه
عشر دقائق تلك هي المده التي استغرقها سائق الأجره لإيصالهم إلى المشفى عشر دقائق مرت و كأنها عشر عقود عشر عقود من الړعب و القلق على سلامتها جلس في سيارة الأجره ينظر إلى ذلك الوجه الملائكي و الجسد النحيل يتآكل قلبه من قلة حيلته تمنى لو بمقدوره مساعدتها و لكن فشلت جميع محاولاته بإيقاظها
و قالت اهدى أرجوك و حالا هيجي الدكتور
حضر المسعفون و تم نقلها إلى إحدى الغرف المجاوره صړخ إياد أنا لازم ادخل معاكو عايز اطمن عليها وقفت الممرضه أمام الباب و قالت آمره ممنوع حضرتك اتفضل في الاستراحه و أنا أول بأول هاطمنك عليها
قال الطبيب الشاب نبض القلب منخفض جدا لازم نعمل انعاش
قالت جنه هو أنا ليه مش قادره افتح شكله رجع تاني ليه يا قلبي ليه دلوقتي !
ثم شهقت بلاش الصاعق
ثوان بعد تلقيها الصدمه أحست بعودة دقات قلبها كما اعتادتها و تدريجيا اختفت الآم الصدر التي كانت تحس بها و لكنها ما زالت متعبه لا بأس ستبقى مغمضة العينين قليلا حتى تحصل على قسط من الراحه
أجاب إياد أيوه أنا أخوها طمني يا دكتور هي كويسه
أجابه الطبيب مخبيش عليك هي عندها بدايه سكته قلبيه لكن احنا لحقناها و قدرنا نرجع نبض القلب لطبيعته مره تانيه
تراجع إياد و جلس على المقعد فلم تقدر قدماه على حمله بعد تلقي ذلك النبأ و قال يعني ايه سكته قلبيه دي لسه طفله و السكته دي احتمال ترجع تاني احتمال تموتها
كان إياد يهذي باحتمال تلو الآخر مما اضطر الطبيب إلى الصياح في وجهه و قال اهدا يا أستاذ لسه في فحوصات كتير لازم تتعمل عشان نتأكد هل القلب سليم و لو في مشكله كل شيء و له علاج بلاش تستبق الأحداث و تتوقع الأسوء خلي أملك في الله كبير و أحب اطمنك إن قلبها استجاب بسرعه للانعاش و في ثانيه رجع لمعدله الطبيعي و دي إشاره كويسه
قال إياد متوسلا أنا لازم اشوفها و اطمن عليها
أجابه الطبيب نظرا لحالتك أنا هخليهم يسمحولك تشوفها بس الأول لازم يتعملها بعض
الاجراءات و عشر دقايق و تقدر تدخل تشوفها
طلبت الممرضه داخل غرفة العنايه المركزه من إياد أن يلتزم الصمت
ثم أضافت بصوت آمر خمس دقايق و بس
أومأ إياد برأسه موافقا ثم تقدم من السرير الذي ترقد عليه جنه و جلس على المقعد المجاور أراد أن يمسك بيدها ليتأكد من عودة نبضها لطبيعته كما قال الطبيب و لكنه لم يستطع فحسب تعليمات الطبيب ممنوع اللمس أو الكلام
سمعها تتمتم لازم الاقيه حرام هتحرقه تاني
همس إياد جنه أراد أن يفيقها لينتهي هذا الکابوس الذي تمر به
أعاد نداءه هامسا مره أخرى جنه مټخافيش ده كابوس
شاهدها تدير رأسها ببطء ناحيته ثم فتحت عينيها لتعود و تغلقها و تمتمت إياد أخويا الأمير ثم أضافت بأسى بس للأسف طلع أمير شرير
ابتسم إياد رغما عنه فمصطلحاتها الطفوليه أسعدته و همس قائلا حمدالله على السلامه يا أميرتي الصغيره
لم ترد جنه فيبدو أنها في حالة من اللاوعي دخلت الممرضه و أشارت بأن عليه الخروج فقد مضت أكثر
من خمس دقايق
نهض من مقعده و نظر إلى جنه ثم انحنى و قبل جبينها هامسا لازم تخفي بسرعه عشان أخوكي الأمير يرجع طيب زي ما كان
جلست سماح تصغي إلى حديث الحاجه رقيه أم عبدالله تاره تعلق و تاره تبتسم لدعابة المرأه التي تفوق الستين عاما و ذات الوجه البشوش و تمنت للحظات لو أن باستطاعتها أن تكون مثل باقي الفتيات عندما تأتي والدة أحدهم لخطبتها تمنت لو أن قلبها تتخالجه تلك الأحاسيس التي تسمع عنها من غبطه و قلق و بهجه و توتر في آن واحد
قالت رقيه من زمان و أنا نفسي أقابلك من كتر ما عبدالله حكالي عنك بس هو كان بيقولي أما الظروف تسمح
ردت سماح بهدوء حضرتك تقدري تشرفي في أي وقت
قالت رقيه ضاحكه ما خلاص بكره هتبقي زي بنتي تمام
قالت سماح بأسى رينا يخليكي يا طنط
قالت رقيه بصوت ينم عن الجديه معلش يا بنتي أنا رغيت كتير و لسه متكلمتش فالموضوع اللي عبدالله بعتني عشانه
تنهدت سماح و قالت خير يا طنط
قالت رقيه بفرح خير و كل خير عبدالله ابني و
نور عيني قالي يا ريت تزوري الآنسه سماح و تاخدي عنوان أهلها عشان نيجي نزوركم و نطلب إيدك من أهلك
تنحنحت سماح و قالت بس الاول في حاجه عايزه أصححها
قالت رقيه باستغراب حاجه ايه اللي تصححيها يا بنتي
أجابت سماح بضيق أنا مش آنسه
ضحكت رقيه و قالت مش آنسه ازاي يعني
أمضى إياد الساعتين المنصرمتين أمام غرفة العنايه المركزه ينتظر الطبيب ريثما ينتهي من الفحوصات الضروريه لمعرفة ما العله الموجوده بقلب جنه
حضرت الممرضه و قالت تقدر تفضل في غرفة الدكتور نتيجة الفحوصات ظهرت و إن شاء الله تطمن عليها
شكرها إياد و توجه إلى غرفة الطبيب طرق الباب و من ثم دخل
قال الطبيب تفضل استريح حضرتك
سأل إياد بقلق طمني يا دكتور جنه هتبقي كويسه مش كده
قال الطبيب مطمئنا هي بقت كويسه الحمد لله
سأل إياد باهتمام بس حضرتك قلت إن عندها بدايه سكته قلبيه
أجاب الطبيب بتردد فعلا الأعراض اللي دخلت بيها المستشفى هي أعراض السكته القلبيه من ضيق تنفس و فقدان للوعي و تباطىء دقات القلب بشكل كبير لكن قلبها دلوقتي سليم ميه فالميه
سأل إياد طب ايه سبب اللي حصلها
قال الطبيب بعد تفكير يمكن تكون سكته مفاجأه و ده أصعب نوع بيجي بدون مقدمات و غالبا بيؤدي للوفاه لكن قلبها دلوقتي بيؤدي وظايفه بشكل طبيعي
قال إياد بحزم طالما حضرتك مش متأكد أنا عايز أعرف امتى أقدر انقلها لمستشفي متخصص أنا مستعد اجبلها أكبر المتخصصين بس تخف
قال الطبيب مبدئيا ضروري الليله تبات هنا فالمستشفي تحت المراقبه
قال إياد طب أنا محتاج نتايج الفحوصات و التحاليل اللي عملتها
رد الطبيب معتذرا للاسف مقدرش دي حاجه تخص المريضه و اللي عرفته إن حضرتك مش أخوها فمقدرش اديك معلومات عن المريضه أنا هنا عملت استثناء لأننا كلنا شفنا قلق حضرتك عليها ازاي لكن نتايج و فحوصات لازم بإذن المريضه
قال إياد ممتعضا طب هي فاقت دلوقتي أقدر ادخل اطمن عليها
أجاب الطبيب الحمد لله فاقت و بتتكلم و مصره تخرج من المستشفى كمان
نهض إياد من مقعده و قال مسرعا طب عن اذنك أنا هاروح اطمن عليها
استوقفه الطبيب و قال استنى أنا طلبت ينقلوها من قسم العنايه المركزه
سأل إياد بقلق نقلتوها فين
أجاب الطبيب بحرج متقلقش نقلناها غرفه تانيه حالتها مستقره و زي ما انت شايف المستشفي إمكانياته قليله و في مرضى كتير محتاجين عنايه أكتر منها
زفر إياد پغضب و قال طب هي فين دلوقت
أجاب الطبيب بتثاقل اهو هاكلمهم و اشوف نقلوها أنهي قسم
انتظر إياد ريثما ينتهي الطبيب من المكالمه عازما على نقل جنه في الغد إلى مستشفي متخصص في أمراض القلب فهذا المستشفى ذو امكانيات متواضعه كما هو ظاهر و لكن عندما فقدت وعيها اضطر إياد للجوء إليه نظرا لكونه الأقرب
نزلت ماهيتاب الدرجات كالفراشه فالليله بفضل هذا الهيثم ستحضر حفل شباب مچنون تلك الشله المسئوله عن تنظيم ذلك السبق الشهير لم تقتصر العضويه فيها على أبناء بلدتها بل تضم بعض من أبناء كبار نجوم المجتمع من مختلف المدن وجدته ينتظرها بسيارته على مدخل الفيلا و تكدرت
فتحت الباب و ركبت بجواره في المقعد الأمامي و قالت بضيق أنا مش قلتلك تستنى على آخر الشارع
قال هيثم متهكما ايه خاېفه من مين يا حلوه مش بابا الله يرحمه برده
قالت ماهيتاب بحنق مش حكاية خاېفه بس ليه أجيب لنفسي ۏجع الدماغ
سأل هيثم بخبث ابن عمك برده
ردت ماهيتاب ما انت عارف و فاهم اهو
سأل هيثم مدعيا عدم الاهتمام بس ده شكله مرتبط مع
الموزه بتاعة المطعم
قالت ماهيتاب پغضب مزه ايه شكل حضرتك معجب بيها بقى
قال هيثم مسرعا لا معجب ايه أنا مش مالي قلبي و لا عقلي غيرك يا روحي و أما نوصل الحفله هتعرفي أنا سألت عنها ليه
قالت ماهيتاب احنا هنفضل نرغي كتير يلا شغل العربيه دي بلاش نتأخر
بعد أقل من نصف ساعه أوقف هيثم السياره و ترجل منها و كذلك فعلت ماهيتاب التي تأبطات ذراعه و دلفا إلى مدخل الفيلا المقام بها الحفل
على البوابه قام شاب يرتدي زي الخدم
بتسليم كل منهما مظروفا مكتوبا عليه بخط عريض تفاصيل اللعبه
Games Instructions
وقف إياد على باب الغرفه التي أخبره الطبيب بنقل جنه إليها حاملا في يده حقيبتها طرق الباب لتفتح له الممرضه مبتسمه و قالت اتفضل حضرتك قريبتك أول سرير على ايدك اليمين
شكرها إياد و دلف إلى الغرفه مارا بثلاثة أسره وقف
بجوار الستاره التي تحجب جنه عن السرير المجاور لها تنحنح و قال جنه ممكن ادخل اشوفك
ردت جنه بصوت خفيض اتفضل
أزاح إياد الستاره قليلا ليدخل ثم أعادها كما