جنتي عالارض
تباسطها مع صديقه كريم أيظن أنها تحاول فرض نفسها بالقوه على محيطه و أصدقائه
لقد ڠضب سابقا من سؤالها عن عبدالله و ربما سبب ضيقه الآن هو أسئلتها لكريم و الأهم من ذلك أنه ما كان عليها أن توافق على العشاء معه صحيح أنها متيقنه من دوافع إياد و لكن ماذا عن البقيه ماذا لو رآها شخص يعرفها هل سيحسن النيه و تذكرت انضمام كريم لهم بالفعل منظرها يثير الشبهات لمن يعرفها
بالفعل أخطأت و خطأ فادح للغايه
أذعن إياد لإشارة المرور هذه المره و أوقف السياره حمدت جنه ربها في السر فالاشاره السابقه تخطاها و لولا ستر الله لكانا الآن إما في المشفى أو في عداد المۏتى
قال إياد و هو يفك ربطة عنقه أنا هنزل اجيب حاجه اشربها
مده يده بأحدهما لها متأففا ناظرا أمامه و دون أن يقول شيئا
شعرت جنه بالحرج و بأن وجودها غير مرحب به فقالت متشكره بس مش هقدر اشرب حاجه
انطلق إياد بالسياره مجددا ثم ألقى القدحين من النافذه و قال ان شاءالله عنك ما شربتي
تبدد الحرج ليحل مكانه الڠضب من أسلوبه معها الآن و قالت پحده لو سمحت وقف العربيه انا هنزل و آخد تاكسي
قالت جنه بعصبيه انت بتعاملني كده ليه هو أنا اللي اتحايلت عليك عشان نتعشى سوا ولا اترجيت جنابك عشان توصلني أنا مش هاغلب و المواصلات كتير وقف لو سمحت
ضړب إياد بيده على المقود و قال قلتلك بطلي شغل العيال ده
ردت جنه مغتاظه أنا بعمل شغل عيال و لا حضرتك كنت عارف و متأكد إن صاحبك موصي الموظفين مياخدوش فلوس تمن العشا و انا بما إني مغفله صدقت إنك هتقبل عزومتي عشان القسط و طبعا حضرتك طول القعده مستمتع بلعبتك مين بقى اللي بيتصرف تصرفات العيال
قالت جنه بصوت حزين و انت محاسبتش ليه على شكلي كنت واقفه زي الهبله قدام صاحبك
قاطعها إياد و قال پعنف آه ماله صاحبي بقى يهمك فايه شكلك قدامه
ردت جنه بأسى
و لا حاجه لا إنت و لا صاحبك تهموني فأي حاجه
بركان تلك الكلمه التي تصف المشاعر التي عصفت بإياد في الساعه الأخيره ألهذه الدرجه أخلت جنه بتوازنه فأصبح مهووسا بها يغضب إن سألت عن أحد الموظفين ثم يجن لمعرفة من يراسلها هل ظن أن ذلك أحد حقوقه البديهيه من الواضح أنها لا تشاطره نفس الرأي أو نفس ذلك الشعور الجامح كلها رآها
إن علمته الليله شيئا فهي أن عليه العوده إلى قواعده فكم المشاعر التي تثيرها في نفسه ربما أدت إلى عواقب غير محموده ألم يكد أن يتسبب في حاډث قبل قليل هل ينتظر حتى يجد نفسه في ورطه أخرى كما فعل سابقا بارتباطه بماهيتاب و التي كانت بسبب مشاعره القويه تجاه ساره آنذاك لا لن يكرر ذلك السيناريو و ربما أوقعته جنه في سيناريو أسوء من ذلك
وجد إياد نفسه يمسك بحقيبتها واضعا الهاتف بها و هو يقول بعصبيه شديده يخربيت سنين الموبايل ده
لتقول جنه پغضب انا من بكره هروح للظابط و اعفيك من المسئوليه متقلقش
و نزلت تغالب دموعها وانطلق هو متصارعا مع غضبه
الفصل الحادي عشر
من جن حقا
أرجوكي يا سماح أرجوكي سبيني دلوقتي أنا حتى مش قادره اتنفس
رقدت سماح في فراشها حزينه عل حال صديقتها و لكنها تعي جيدا السبب فلليله الثانيه على التوالي تصل جنه في ساعه متأخره و في سيارة إياد الحداد
ربما هي غير مستعده بعد للتحدث و الافضاء بما أزعجها لذا انصاعت سماح لتوسلاتها و لم تلح لمعرفة سبب تكدرها ستتركها الليله تهدأ و من ثم ستحدثها في الأمر غدا
قبلت ساره ابنتها النائمه و جلست بجوارها تقرأ لها ما تيسر من آيات القرآن الكريم راجيه الله أن يحفظ ابنتها من كل سوء
تقلب رمزي في فراشه فللمره الخامسه تصحو ساره من نومها وتتجه إلى غرفة ابنتهم أزاح الأغطيه و نهض عازما على معرفة سبب قلق زوجته هذه الليله
وقف رمزي على باب الغرفه يستمع لتلاوة زوجته بصوتها الأجش اقترب للداخل و قبل زوجته ثم قال صدق الله العظيم يلا يا حبيبتي عشان تلحقي تناميلك ساعتين
ابتسمت ساره و تبعت زوجها و في داخل غرفتهم سأل رمزي مش هتقوليلي ايه اللي مطير النوم من عينك الليله
قالت ساره بحزن رولا
سأل رمزي مالها صاحبتك
أجابت ساره أنا ياما نصحتها بس هي صممت تمشي ورا عواطفها و آدي النتيجه
قال رمزي و الله ما أنا فاهم حاجه
قالت ساره بأسى خطيبها بيهددها بصور و عايز منها مبلغ و قدره
سأل رمزي بقلق و خطيبها هيهددها ليه و صور ايه دي
أجابت ساره بحرج أصلها كانت عايزه تفسخ الخطوبه بعد ما عرفت أنه طمعان في فلوس أهلها بس ربنا يهديها كانت بتعمل تجاوزات معاه و الندل كان بيصورها و دلوقتي ياما تدفعله فلوس ياما هينشر صورها ع النت و يبعتها لكل معارفهم
قال رمزي بحنق تستاهل ما هي لو واحده محترمه مكنتش تقبل تعمل كده من الاول
ردت ساره و الله محترمه و أهلها ناس قمه في الاحترام و الأخلاق بس هو الشيطان أوقات بيزين الحاجات الحړام و حتى لو هي أذنبت ايه ذنب أهلها يتفضحوا دول ناس طيبين اوي
ثم أضافت متقدرش انت يا رمزي تشوفلها حل أو تكلم خطيبها
قال رمزي مفكرا في شرطة مباحث الانترنت تقدر تقدم شكوى و هما هيساعدوها
قالت ساره طب ايه رأيك نروح أنا و انت معاها أصل هتبقى بهدله عليها تروح أقسام
رد رمزي پعنف احنا مالنا بيها خليها تتحمل نتيجة غلطها
قالت ساره متوسله عشان خاطري يا رمزي احنا عندنا بنت حط نفسك مكان أهلها تخيل لو لا قدر الله بنتنا وقعت فمصېبه مش هتحب حد يقف جنبها و يساعدها
قال رمزي پحده تفي من بؤك احنا هنربي بنتنا أحسن تربيه
قاطعته ساره ما أهلها برده ربوها أحسن تربيه و رولا دي تتحط ع الچرح يبرد و مع ذلك غلطت احنا هنعمل خير عشان يتردلنا في بنتنا
جلس إياد برفقة نسرين يتناولان طعام الإفطار في الحديقه فكلاهما يعشقان رائحة الهواء التي تحمل
في طياتها آثار المطر أما والدتهما و جدهما فآثرا البقاء بالداخل
قالت نسرين معاتبه بقالنا كتير مقعدناش و فطرنا سوا فالجو ده
سيطر الاحساس بالذنب على إياد فنسرين محقه ففي الفتره الأخيره انشغل عن عائلته و خاصه نسرين فهي مقدمه
على خطوه هامه جدا في حياتها و منذ بداية خطبتها خالجه شعور قوي بأنها غير مقتنعه بما تفعله
رد إياد معتذرا معاكي حق أنا فعلا كنت ملهي مع نفسي و يدوب قادر أركز فالشغل بس احنا فيها أخبار أختي الغلباويه ايه
وضعت نسرين كوب الشاي على المائده و قالت أخبار ايه ده انت اللي باين عندك أخبار و جامده كمان
أراد إياد النفي فأوقفته بإشاره من يدها و قالت تؤ تؤ تؤ اوعى تنكر لسه قايل بعضمة لسانك إنك ملهي و مش مركز فالشغل و إياد الحداد مش ممكن دماغه متركزش فالشغل إلا لو كان في سبب قوي و قوي جدا كمان
ضحك إياد و قال انتي شكلك عايزه تتهربي من الاستجواب اللي هاعملهولك فقلتي تقلبي الطرابيزه بس على مين أنا فاهمك و حافظك
ثم أضاف بصوت حان أنا ليه عندي احساس قوي إنك مش سعيده بخطوبتك من رائد
همت بالرد و لكنه قاطعها و قال متخبيش عليا يا نسرين و لو انتي مش مستريحه أو مدايقه من حاجه يا ريت تقولي
good morning و لا اقول صباح الانسجام
قطع ذلك الصوت استرسال إياد في الحديث و الټفت ليشاهد صديقه كريم قادما باتجاههم
جلس كريم على المائده يتوسط كلا من نسرين و إياد ايه مالكم محدش بيرد الصباح ليه !
انتقل كريم بنظره بين إياد و نسرين ثم قال لا ده أنا باين وجودي غير مرحب بيه بالمره أقوم أحسن
أمسكه إياد من معصمه و قال اقعد اقعد انا بس كمان شويه هاقوم ورايا معاد مهم
سأل كريم ضاحكا معاد مع الموزه بتاعة امبارح
رد إياد پحده كريم مش وقته الكلام ده
نسيت نسرين قرارها بتجاهل كريم و سألته و قد غلبها فضولها تقصد مين و ايه اللي حصل أرجوك تسيحله !
أجابها كريم صاحبتك جنه
نظرت نسرين إلى إياد غير مصدقه و قالت جنه !
أضاف كريم Yes كانوا بيتعشوا عندي فالمطعم
قال إياد منزعجا مش مكسوف من نفسك امتى هتبطل شغل العيال ده !
سألت نسرين يعني الكلام ده مش صحيح
قال كريم مؤكدا و أنا هاكدب ليه يعني !
قال إياد بحزم الحكايه و ما فيها كان عندها مشكله و كنت بساعدها مش أكتر
قال كريم ساخرا فعلا في امريكا بيقولوا العشا مع شمعتين بيساعد جدا في حل المشاكل
ثم أضاف و إن شاء الله قدرت تحل المشكله و لا محتاج مساعدة صديق انت عارف أنا رقبتي سداده
ضحكت نسرين و قالت كفايه بقى يا كريم بس أنا لحد دلوقتي مش مصدقه بقى جنه القطه المغمضه دي قدرت تتوغل و تنفذ و تكسر القفل الحديدي اللي حاطه على قلبك !
رد إياد بعصبيه انتي هتعومي على عومه دي بنت غلبانه و كنت بساعدها لا أكتر و لا أقل
قال كريم بخبث اها يعني الطريق أمان لو في حد صاحبنا معجب بيها تبقى طريقه بيس يا مان
رد إياد بفتور أنا مالي ربنا يوفقها و يوفقه
ثم انصرف متعللا بذلك الموعد
كانت نسرين مستمتعه
بالحديث مع إياد و كريم و كعادتهم دوما لم يخلو حديثهم من المرح و لكن ما أفسد متعتها الآن هو تذكرها التوتر الذي خلقته مع كريم بفعلتها تلك نعم للحظات نسيت نفسها و غلبتها عادتها فلطالما أحبت الاشتراك في المزاح مع كريم و استفزاز أخاها الرصين
و لكن ما أزعجها حقا الآن هو سؤال كريم الأخير هل حقا هو معجب بجنه
و لم لا فجنه فتاه جميله ألهذا السبب نفى إياد أن يكون معجبا