جنتي عالارض
صورة الأب التي طالما رسمتها في مخيلتها أما عن مشروع إياد الأخير مع والده تساءلت جنه هل من المعقول
قام إياد بفرقعة أصابعه أمام وجهها ليخرجها من شرودها قائلا ايه يا دوده رحتي فين
رمقته جنه بنظره حانقه و قالت ايه دوده دي !!!!!!
ابتسم إياد و أجابها دودة قرايه عشان كده تخصصك مكتبات مع ان مجموعك عالي جدا أنا قريت السي في بتاعك وواضح جدا إنك بتعشقي القرايه
أجاب إياد و قد ازدادت ابتسامته لو تقصدي الخاطره أيوه قريتها و الحقيقه أبهرني أسلوبك
شعرت جنه بالاحمرار يغزو وجهها بسبب ما كتبته في تلك الخاطره
قام إياد بالتنحنح ثم أكمل خاطرتي بعنوان أنا و عشقي الأول القراءه
صمت مفكرا ثم قال كنت بتقولي إن القراءه ليست مجرد هوايه بل هي حياه و ايه كمان يا إياد اها افتكرت من أحب الكتب عندك الروايات الرومانسيه و خاصة لما البطل بيكون
دخل إياد في نوبه من الضحك فطريقتها الطفوليه في إخفاء حرجها أغبطته أراد الاسترسال في أحراجها حتى يرى المزيد من الطفله بداخلها و لكنه أشفق عليها و قال من بين ضحكاته آسف أنا كنت عايز اساعدك أصل طريقة كتابتك للسي في محتاجه شوية تعديلات بس الخاطره تاخد 1010
الټفت إياد و جنه في نفس الوقت ليريا من هو صاحب ذلك السؤال
ثم قال إياد مش محتاجه سؤال 1010 يا دوك
أجابه كريم شكرا يا هندسه
سأل إياد هو انت مش كنت هتسافر انهارده
أجابه كريم مكنتش فالمود ثم نظر إلى جنه وقال ازيك يا جنه و قبل أن تجيبه أضاف اسمحيلي اقلك جنه من غير ألقاب أصلي حاسس إني أعرفك من زمان و كمان مبحبش جو الرسميات اللي بتعملوه هنا
ملامحه و لكن للأسف لم تجد في وجهه شيئا مألوفا و قالت أكيد يا دكتور
أحضر كريم كرسيا و جلس على المائده و قال ممكن اقعد معاكو شويه
أجابه إياد ما انت قعدت خلاص
قالت جنه وقد وجدتها فرصه لمعرفة المزيد عنه و التأكد من شكوكها اه طبعا اتفضل
أجابها كريم أيوه هو إياد مقلكيش و إن شاءالله هفتتح مطعم تاني و ده هيكون للأكلات الشعبيه بس بطريقه صحيه و مختلفه يعني هندخل شوية تكات أمريكاني للأكلات المصريه
دفع هيثم ثمن الفاتوره و هم بمرافقة ماهيتاب و المغادره ليفاجأ بها تشهق و تعود للجلوس مره أخرى
سأل هيثم بقلق ايه مالك في ايه
قال هيثم بفروغ صبر بس كده هنتأخر عالبارتي
أعادت ماهيتاب توسلها عشان خاطري خلينا كمان شويه
لاحظ هيثم نظرات ماهيتاب المصوبه خلفه الټفت ثم سألها هو في حد هنا مش عايزاه يشوفنا و لا ايه الحكايه
أجابته ماهيتاب بضيق أيوه ابن عمي و خاېفه يشوفني و يعملي مشاكل مع ماما أصله يا سيدي معجب و عايز يتجوزني بس أنا مش بطيقه و لو شافني هيشغل الاسطوانه لماما بنتك محتاجه حد مسئول عنها والكلام الخنيق ده
استدار هيثم مره أخرى لينظر خلفه و قال هو فين انهي طربيزه
أجابته ماهيتاب اهي اللي ع
اليمين جنب جروب البنات اللي هناك
أشاح هيثم بنظره حيث أشارت ماهيتاب ليفاجأ بوجه تلك الفتاه فتاه راس السنه
سأل هيثم بلهفه و البنت اللي قاعده دي أخته
نظرت ماهيتاب مره أخرى و قالت لا مش أخته
سأل هيثم امال مين و لا يمكن تبع اللي قاعد معاه ده
أجابت ماهيتاب تقصد كريم ملوش أخوات بس يمكن تبعه و لا يمكن الاتنين بيتسلوا عليها أصل كمان لبسها مش مستوى كريم خالص
استمر هيثم في النظر لتلك المائده بالفعل هندامها متواضع جدا عكس شريكيها في المائده يرتديان بذلات من أرقى الماركات العالميه و ليست قريبه لأحد منهما اذن فقد صدق حدسه ليلة راس السنه و حدث نفسه فعلا واحده من إياهم و لما شافتني مسطول خاڤت مدفعش تمن الليله و أنا فكرت إني ظلمتلك ده انتي مقضياها جوز فالليله
استمر كريم بالتحدث عن نفسه و مشاريعه كما ألفه إياد و لكن المختلف اليوم هو شعور إياد بالضيق و للمره الأولى استثقل إياد أن يكون كريم نجم المكان فكريم اجتماعي بطبيعته كثير الكلام و العلاقات و أينما حل ينصت الجميع لأحاديثه المشوقه فلديه كاريزما محببه إلى القلب و لطالما سعد إياد بالتغير الذي حل على صديقه فمن طفل منطو إلى الرجل اللبق الاجتماعي أما الآن تمنى لو أن باستطاعته أن يطفىء هذا البريق الذي يحيط بصديقه فمنذ جلوسه معهم لم تزح جنه بنظرها عنه و كأنما نسيت أنه موجود و كأنما أصبحت أسيره لكل كلمه ينطقها صديقه
سألت جنه و ايه سبب اختيارك للطريقه الأمريكاني
أجابها كريم أصلي بقالي سنين عايش فامريكا و أنا صغير كنت بنزل هنا فالاجازات بس بعد ما خلصت دراسه وقتي متوزع نص هنا و نص فامريكا بس خلاص أخيرا قررت استقر في مكان واحد
قالت جنه باهتمام و أهلك عايشين فامريكا
قال كريم والدي مقيم دائم فامريكا
سألت جنه بلهفه ووالدتك
وصل ضيق إياد إلى ذروته و بدون مقدمات نهض من مقعده و قال قبل أن يجيب كريم على سؤال جنه احنا لازم نمشي كده هتتأخري
شاهد إياد جنه تنتفض من مكانها هي الأخرى ثم أمسكت بحقيبتها و قالت حاضر بس استنى ادفع الحساب الأول
تدخل كريم قائلا بمرح حساب ايه اللي تدفعيه الأكل هنا مجاني لإياد و كل من مع إياد
قالت جنه بحرج بس إياد
قاطعها كريم بس ايه هو في ايه يا إياد انت عامل فيها مقلب ما إنت عارف إني موصي الموظفين مياخدوش فلوس منك
قال إياد بضيق حاجه كده ويلا احنا اتأخرنا عن اذنك
قال هيثم اهم قاموا يلا بينا
قالت ماهيتاب بعصبيه يا سلام على ذكائك استنى أما يخرجوا
أراد هيثم الخروج و اللحاق بهم لمعرفة عنوان تلك الفتاه و لكن من المحتمل جدا أن تقضي الليله برفقه ابن عم ماهيتاب
قال هيثم بعد أن غادروا المطعم يلا بقى هنتأخر
كان هيثم يحث الخطى للحاق بهم ليفاجأ عند خروجه من البوابه بشهقه أخرى من ماهيتاب يا نهار اسود
قال هيثم بنفاذ صبر ايه في ايه تاني
قالت ماهيتاب بحنق بص قدامك مش شايف الراجل اللي بيصور ده
رد هيثم بعصبيه و احنا مالنا بيه
قالت ماهيتاب پغضب يعني ايه مالنا بيه ده شكله خاد صوره لينا وبكره الاقيها نازله فكل مكان
تأفف هيثم و قال طب ماتنزل هيحصلك ايه يعني
قالت ماهيتاب انت اټجننت بدل ما تروح تكسر الكاميرا دي على دماغه
شاهد هيثم ماهيتاب تتقدم باتجاه ذلك الرجل و ركب سيارته غير عائبا بها فعليه أن يلحق بتلك الفتاه
أطفأ الكاميرا و استعد معتز لينطلق خلف سيارة إياد الحداد فلليله الثانيه على التوالي يسهر برفقة تلك الفتاه فتح باب سيارته لينهال عليه وابل من الشتائم استدار ليرى من صاحبة ذلك اللسان السليط و قال حضرتك تقصديني أنا
أجابته امال مين خيالك
أمعن معتز النظر إليها نعم
تلك ماهيتاب خطيبة إياد الحداد السابقه فالشهر الماضي قام بجمع المعلومات عنه و مما توصل إليه أن فسخ الخطبه جاء غير موافقا لهواها
سددت ضربه إليه بحقيبتها و قالت أنت ازاي تجرؤ و تاخد صوره لينا
أجابها معتز بخبث أنا كنت بصور ابن عمك و حبيبته
سألت ماهيتاب باهتمام حبيبته و انت تعرف ازاي شكل علاقتهم و ازاي تعرفني أساسا
صفق معتز لنفسه لقد ألقى قنبلته و صدق توقعه فلقد ڠضبت من ذلك الخبر و ها هي الفرصه سانحه أمامه للحصول على المزيد من المال و الأهم ربما كانت ماهيتاب طريقه للوصول إلى المزيد من الفضائح في ذلك المجتمع الراقي
قال معتز ا مممم انتي كده عايزه التفاصيل ببلاش
قالت ماهيتاب بعصبيه طب عايز ايه
قال معتز طب ايه رأيك اوصلك و نتفاهم بما إن صاحبك ركب عربيته و مشي يجي من خمس دقايق
نظرت ماهيتاب حولها ثم قالت مش قبل ما تقولي انت
بتراقب إياد ليه و الاصح تبع مين
قال معتز مش حد غريب جوز أختك
قالت ماهيتاب باستخفاف و ايه اللي يأكدلي كلامك
أخرج معتز بطاقه من جيبه و قال ادي الكرنيه بتاع الشغل
قالت ماهيتاب بهدوء انا بقى مش عايزه معلومات عن اياد عايزه اعرف كل حاجه عن البت دي و كله بتمنه
اتاها رد معتز سريعا و انا تحت أمرك
قالت ماهيتاب يبقى كده deal
لم تكن مواعدة الفتيات و السهر لليالي متتابعه بدون رابط رسمي من شيم إياد و سهره مع
تلك الفتاه لليلتين متتاليتين له معنى واحد فقط أنه حتما سيخطبها لذا عليها معرفة التفاصيل حتى يتسنى لها إعداد العده و القتال في سبيل الحصول على إياد مره أخرى فلن و لم يخلق من يتركها فالكلمه الأخيره ستكون لها دوما و فسخ خطبتها من إياد كانت أكبر طعنه وجهت لكبرياؤها و أنوثتها في نفس الوقت و الأدهى إن اتخذ إياد تلك الفتاه زوجه له فمن منظرها يبدو أنها من أسره متواضعه اه كم ستكثر شماته الشامتين بها يترك ماهيتاب ذات الجمال و الحسب و يتزوج بتلك الحشره لا لن يحدث ذلك على الاقل بدون قتال ففي الحب و الحړب كل شيء مباح كما يقولون و بالحب تعني حبها لذاتها بالتأكيد
غلب القلب على العقل و الكرامه و بالتأكيد الأمانه فا هي تلبس خاتم رجل و تقف على نافذتها للاطمئنان على وصول رجل آخر رجل شغل قلبها و كيانها لسنوات لم يكف إذلالها هذا الصباح لتتغلب على تلك العاده فهي تعلم جيدا أنه لن يغمض لها جفن حتى تطمئن على سلامته
و لحسن حظها لم يدم الانتظار طويلا هذه الليله فلقد رأت سيارته تدخل إلى الفيلا تابعت تحركاته حتى وقف في تلك البقعه التي طالما رفع رأسه و نظر إلى نافذتها منها
و بالفعل رفع رأسه آه هل أرسل لها قبله في الهواء أم تراءى لها ذلك !
انشغلت نسرين بحيرتها
ثم شاهدته يشير بيده ناحية نافذتها ثم رسم قلبا في الفراغ و من ثم ربت بيده على صدره و غادر بعد أن وصل صدى ضحكته لمسامعها
همست نسرين حقېر فما زال مصرا على تذكيرها بذلك الموقف المذل حسنا الليله حتما ستضغط زر delete له من قلبها
صمت رهيب ساد طريق العوده فلم تجرؤ جنه على التفوه بكلمه فمنذ مغادرتهم المطعم أحست بالتغير الرهيب في تصرفات إياد و احتارت في السبب هل كان السبب هو