الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الثاني

انت في الصفحة 21 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

القلب الذي يطمع بأكثر من ذلك وعقله الذي يرفض ذاك القرب المدمر.
فحاول الابتعاد محمحما
إركبي..مينفعش نفضل كدا الأمن في كل مكان قالها بخروج مصطفى بجوار فريدة توقفت تنظر لخطوات والدتها الواهية وكأنها تحاول أن تتماسك أمامهم أشار مصطفى إلى ميرال 
ميرو أقعدي ورا حبيبتي خلي ماما قدام علشان ترتاح أكتر. 
أومأت دون حديث فتحت الباب وجلست مع إشارة إلياس للسائق قائلا
هاخد السواق علشان مدام فريدة هترجع لوحدها عايز آخد ميرال تشوف فستان الفرح.
أومأ له قائلا 
هخلص شوية شغل يبقى كلمني وأنا هروح أجيبها. 
جلست فريدة بجوار السائق بعدما فشل مخطط مصطفى بوجودها بالقرب من إلياس لبعض الوقت بالخلف..أخرج هاتفه وظل يتفحص بعض المواقع الإخبارية التفتت إليه فريدة 
إلياس ممكن بعد مانخرج من عند الدكتور نتمشى على الكورنيش شوية. 
كورنيش..قالها مستغربا ضغطت ميرال على كفه تهز رأسها بالموافقة. 
هز رأسه قائلا
أوكيه ..بس أنا عندي شغل هكلم بابا قاطعت حديثه قائلة وهي تستند على المقعد 
لا خلاص مش عايزة ..استغرب ردها وكذلك ميرال التي طالعته بأعين متسائلة..مط شفتيه ونظر للخارج وتلاعب عقله به بأنها تقوم بالتمثيل عليه ..ظل ينقر بأصابعه على ساقيه بتوتر وڠضب وهناك الكثير من السيناريوهات التي رسمها عقله بأن أفعالها ماهي إلا كڈبة.
احتضنت ميرال ذراعه تضع رأسها على كتفه متمتمة وهي تنظر للخارج 
يعني هتكون جوزي ببلاش راسي تقيلة ومحتاجة أنام. 
رفع حاجبه ساخرا
ودا اسمه إيه إن شاءالله هو أنا مخدة ..رفعت رأسها عن كتفه وابتسمت قائلة
ياريت أهو كنت استفدت منك كانت عيناه ترسمها بحب لأول مرة كم هي جميلة شقية كالأطفال رفع خصلاتها بأنامله وانحنى يهمس بجوار أذنها
تستفادي مني إزاي يعني يامراتي يابايرة وضحي علشان أعرف أفيدك ..قالها بغمزة بطرف عينيه
وسحبت بصرها من مرمى عينيه تنظر للخارج وصلت السيارة بعد قليل أمام إحدى العيادات الكبيرة للطب النفسي. 
ترجل أولا يفتح باب السيارة لفريدة وأمسك كفها يساعدها على الخروج رفعت رأسها بابتسامةنه
مالك حاسبي هتوقعي تعلقت بذراعيه وتمنت أن يضمها لأحضانه ولكن خيب آمالها بعدما أشار للمسعفين بإحضار إحدى المقاعد المتحركة.
بعد فترة بإخبار الطبيب بكل شيئ وكيف ستتعامل معه في الفترة القادمة 
خرجت له كان يجلس بالخارج بجوار ميرال بعد رفض الطبيب بحضور أحدهما للداخل. 
توقف ودلف للطبيب بناء على تعليماته..جلس أمامه متسائلا 
حضرتك النيرس قالت إنك طلبتني. 
تصنع الطبيب النظر بورقه وتسائل
أنا سألتها مين معاكي برة قالتلي ابني ومراته..صمت الطبيب يدقق بردة فعله. 
امتعض وجهه بالڠضب إلى حد ما قائلا
بس أنا مش ابنها دي ...صمت لبعض اللحظات وسحب نفسا متنهدا 
أه..زي ابنها هي اللي ربتني بعد والدتي الله يرحمها.
بتحبها...سؤال سريع ألجمه لينظر للطبيب بتيه ثم تسائل
ليه حاسس إنك بتعالجني أنا!..مش أنا المړيض...توقف الطبيب من مكانه واقترب منه يجلس بمقابلته 
مش يمكن اللي هي فيه دا بسببك
سؤال آلمه ورغم ذلك جاهد بإخفاء مايشعر به من اعتصار قلبه ينظر للطبيب وأجابه بصوته الرخيم الثابت
ليه طفل وعامل إضراب عن الأكل!.. 
يمكن علشان مرات أبوك...قالها الطبيب وعينيه تخترق أعين إلياس..
توقف إلياس معتذرا
إجابتك مش عندي يادكتور..أنا مابظلمش ماعرفش مدام فريدة حكت لك إيه بس اللي أعرفه ومتأكد منه إني بحترمها..
لازم تحترمها.. مش زي والدتك. 
تحمحم إلياس وانحنى ينظر للطبيب 
ماتحاولش تستفزني قولت لحضرتك علاج مدام فريدة مش عندي..
وليه واثق أوي كدا ياحضرة الظابط.
اعتدل بجسده وارتدى نظارته ثم أجابه 
لسة بقولك يادكتور أنا مابظلمش حد.
ماهي مرات أبوك. 
ولو ...إيه المشكلة حق بابا يتجوز ماليش حق أرفض...أنا مش طفل محتاج الرضعة 
طيب ليه مابتقولهاش ياماما مش في مقام والدتك!..
يوووتحرك بعدما تشدق بها وغادر مهرولا للخارج...بحث بالخارج عنهما ولكنه لم يجدهما تحرك وهو يرفع هاتفه 
إنت فين ...أجابته على الجانب الآخر
عمو مصطفى جه تحت وأنا منتظراك عند العربية.
وصل بعد دقائق وجدها تستند على السيارة وتنظر بشرود لحركة السيارات. 
اتجه يشير للسائق 
إرجع إنت ..قالها وهو يفتح باب السيارة ويستقلها دون حديث..جلست بجواره واستدارت بجسدها إليه تسأله بلهفة
ماما مالها ياإلياس ليه متغيرة!.. 
قام بتشغيل محرك السيارة وارتفع جانب وجهه بابتسامة ساخرة قائلا 
بتدلع مامتك بتتهمني إن أنا السبب في اللي هي فيه.
إنت اټجننت.. ماما ليه تتهمك!..
الټفت إليها سريعا وشيعها بنظرة ممېتة
إيه..اټجننت دي شيفاني خالع هدومي..
ليه هما المجانين اللي بيخلعوا هدومهم.. 
ميرال إخرسي مش ناقص هبل أنا غلطان إني بتكلم معاكي وغلطان اصلا اني جيت معاكم مالي ومالها
سحبت نفسا قويا عندما أوشكت على البكاء من طلقات كلماته مردفة بنبرة باردة
إنت على طول غلطان ياحضرة الظابط دايما ترميها بالتهم.. تعبت منك وزهقت يمكن من كتر ضغطك عليها اڼفجرت ويمكن عمو مصطفى ضغط عليها في موضوع جوازنا دا.
توقف بالسيارة فجأة وأطلت من عيناه نظرة قاسېة بتكررها نفس الحديث 
ماله جوازنا عايزة تقنعيني إنها رفضاه!..
طيب إيه رأيك هي أكتر واحدة مرحبة بالموضوع دا دا لو ماخططش.
أسكت بقى ياإلياس حرام عليك إنت إيه على طول سوء ظن أنا تعبت من دا إمبارح قولتلي مفيش حد ينفعك غيري وبعدها بدقائق تنزل لماما وتقولها أنا من غيري مش فارقة..لوحت بكفيها واڼهارت باكية
أنا مابقتش فاهمة إنت عايز إيه عايز الجواز دا ولا إيه ...قطع حديثها عندما الټفت إليها يجذب رأسها ويقبض عليها ليمنع ترهاتها من الحديث الذي سيودي بهما إلى الچحيم.
. وابتعد متجها للسيارة دون حديث وقام بتشغيلها وكأنه لم يفعل شيئا...ابتعدت تنظر من النافذة تغمض عيناها بأسف على ماتوصلت إليه كيف لها أن تضعف بدأت تلوم حالها على ما فعله بها ...آهة
طويلة أخرجته من أعماق روحها مع دقات قلبها المرتفعة تغمض عيناها تتذكر التي ارتجف الجسد بالكامل إليها ..لم تقو على االنظر اليه
أغمض عينيه يسحب نفسا للتحكم بنفسه دقائق من الصمت بينهما إلى أن قطعه
مش عايز فستان عريان هقطعه لو حاولتي تستفزيني وحاولي تخليها تعملك طرحة زفاف الفرح ملايين من الناس هايشوفوه وأكيد هيكونوا محتفظين بفيديوهات الفستان يكون بكم ..ممنوع كوافير راجل أو مصمم يقرب منك أو يلمسك.
كانت تستمع إليه بسعادة أيعقل أنه يغير عليها كما أخبرتها والدتها...توقف أمام أحد أكبر الأتليهات المشهورة بتصميم فساتين الزفاف ترجل أولا ثم استدار يساعدها بالنزول احتضن كفها ودلف للداخل بخطواته المتعالية والواثقة.
وصل إلى الداخل خلال دقائق وخرجت المسؤولة ترحب بهم بعد معرفتها بهويتهما أشارت لأحد المصممين 
دا مستر تيم الديزاينر.. تابعت حديثها
من أكفئ المصممين الآنسة تقوله اللي محتاجاه وهو هاينفذه بالظبط.
أشار بيده بالتوقف واتجه بنظره إليها فتحدثت نيابة عنه 
محتاجة ديزاينر ديالا عجباني.. لو موجودة...أشارت إلى الرجل بالتحرك مع استدعائها لتلك المصممة ابتسم برضا متحركا للمقعد بينما هي توقفت تتحدث مع المصممة.. تحركت للداخل وعينيه تراقب تحركها بكل دقة تلاعبها بأناملها مرة وحركاتها فوق خصلاتها... توقف متجها بعدما وجد أحدهم يقترب ببعض التصاميم شعرت باقترابه فجذبت الكتالوج تقلب فيه مع حديثها للشخص مع تلك المصممة ينظر للذي
تنظر إليه متسائلا
بتتفرجي على إيه.. 
وضعته أمامه بختار قصة تتناسب مع الموديل ظل يقلب معها ويتفحص بتدقيق إلى أن وصل إلى إحداها وأشار 
دا كويس... نظرت إليه متذمرة 
إيه دا ياإلياس عايزة واحد سمبل دا واسع أوي. 
همس بجوار أذنها 
السمبل دا يتلبس ليا لوحدي مش لجمهورية مصر العربية.
رفعت رأسها تنظر لعينيه القريبة فة 
الأستاذ ذوقه حلو بالعكس الفستان هايكون واو.
ابتسم يغمز لها
إيه رأيك ياروحي. ثم رفعت عينيها له بعد تحرك الفتاة
إلياس إنت بتحبني.. احتصنت ذراعيه كي لا يهرب كعادته وحاورته برجاء 
جوازنا حب ياإلياس وخلفه ستار العيلة ولا إيه وضع أنامله على ثغرها قائلا
ميرال جوازي منك عقل أنا مش بتاع حب لو عايزة شخص يدلع ويحب يبقى ننفصل من دلوقتي اخترتك بعقلي شوفت فيكي أم ولادي بلاش عقلك يرسم خيالات تانية.
طيب ليه .. ابتعد بنظره ورسم البرود بملامح جامدة 
عادي أي اتنين مخطوبين بيقربوابعض فدي مش حاجة يعني..
اڼهارت أحلامها وتجمعت دموعها تجذب حقيبتها بوصول العاملة
إيه رأيك نحط فصوص لولي.. طالعته وأجابتها
خليه سادة من غير أي زينة ولو غيرتي لونه لأسود هايكون أفضل.
أشار للمصممة مردفا
عايز احلى تصميم يخرج معاكي أهم حاجة يكون مقفول ومش عايزه ضيق
قالها وتحرك خلفها وجدها تقف أمام السيارة تنظر بشرود اقترب منها واراد مشاكستها حاوط أكتافها مردفا
طيب أنت عايزة ايه عايزة تتخانقي وخلاص طيب ياستي انت زي القمر ومش محتاجة كلام معسول
رفعت عيناها بدموعها التي انسابت رغما عنها
عايز مني إيه ياإلياس..
تتحجبي!!
رفعت رأسها تطالعه بذهول ضغطت على ثيابها مع ارتفاع أنفاسها ثم استدارت تفتح باب السيارة قائلة 
عايزة اروح لو سمحت مش قادرة اتكلم في حاجة 
استقل السيارة بجوارها دون حديث آخر وضعت رأسها على النافذة تنظر للخارج وانهمرت دموعها بصمت شعور بالقهر لديها وهي تراه بذاك التلبد بالمشاعر ماذا عليها أن تفعل حتى يشعر بنبض قلبها..نبض قلبها كررتها بينها وبين نفسها نعم لقد خانني قلبي بالنبض إليه كيف ياقلبي ستتحمل ذاك الجمود ممن عشقته
شعرت بأنامله على كفيها استدارت برأسها تسحب كفيها قائلة بخفوت
انت رايح فين أنا قولت تعبانة وعايزة اروح 
استحملي نص ساعة كمان.
تراجعت بجسدها واغمضت عيناها مبتعدة من نظراته..
طاف بعيناه ببطئ على ملامحها الناعمة دنى برأسه يهمس بجوار أذنها 
جميلة وانت هادية اتمنى تفضلي كدا 
فتحت عيناها تنظر لقربه وهو ينظر إلى الطريق يفتح يديه إليها ليحتضن كفيها نظر إليها لتضع كفيها بحضن كفيه...ابتسم ليرفعه يطبع قبلة عليه وتابع مستطردا 
عايزة تلبسي فستان اسود يامرمر
ضيقت عيناها مبتسمة رغما عنها بعدما تذكرت الفستان وتمتمت
مرمر.. إيه مرمر دي كمان..قهقه على مظهرها الطفولي قائلا
مرمر دي بعد الجواز ..زمت شفتيها تطرق بأناملها بعصبية على ساقيها ملتفتة إليه
ليه يااليأس باشا ماله ميرو مرمر دا مش عجبني 
بجد..هزت رأسها هاتفة
بجد محبتوش ..رفع حاجبه بترفع متظاهرا بإستخفاف وهتف 
بس عجبني أنا مش مهم إنت ..
مش إنت بتقولي يأس سبيني أنا كمان أقول اللي عايزه 
سؤال مهم لإلياس باشا ..نظر إليها منتظر حديثها 
هو انت هتفضل كدا طول حياتك..
زوى مابين حاجبيه مستفسرا عن ماذا تعني ..استدارت بجسدها 
هتفضل بارد ورخم كدا 
توقف فجأة بالسيارة حتى اصطدمت بكتفه..نظر إليها محاولا السيطرة على ألا يغضب عليها سحب نفسا
عايزة إيه ياميرال من الآخر كدا !!
هتزعل مني ..
نظر للإمام وأردف بنبرة جافة
لا مش هزعل انطقي عايزة ايه 
ابتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بغصة تمنع تتفسها وهي ترى جموده أمامها 
ليه عايز تتجوزني ياإلياس ومش تقولي الكلام الأهبل بتاعك لأني مش مصدقة اقتربت بجسدها تدير وجهه إليها تتعمق بالنظر بعيناه
مش هزعل وعد مررت أناملها على وجنتيه بعدما فقدت قدرتها على الصمود أمام قلبها 
عايز ټنتقم من ماما فيا ياإلياس 
عايز ټنتقم مني صح..كررتها مرة أخرى فتح عيناه رفع كفيه بلحظة غياب للعقل وتنهيدة حاړقة قائلا
أنا
مش هجاوبك ياميرال على السؤال دا بس لو إنت شايفة إن إلياس دا طبعه يبقى خلاص مهما أقول كلامي مالوش أهمية ..قاد السيارة بعدما راق وجودها

بأحضانها وهناك سعادة تقوده إلى التنازل عن صموده أمام عاصفة
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 48 صفحات