الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الثاني

انت في الصفحة 20 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

علشان هننزل و تختاري فستان الفرح يامراتي البايرة قالها وغادر 
ابتسامة شقت ثغرها تهمس لنفسها 
الراجل دا هيدخلني العباسية لا محالة
عند ارسلان 
دلفت إلى العمارة وصعدت للطابق المنشود كعادتها طرقت على الباب وإذ فجأة يسحبها أحدهم للداخل بعد لحظات دلف إلياس مع طاقمه العسكري دون إحداث شغب 
مش عايز خساير بشړية أشار إلى فريقه بالتحرك بكافة الاتجاهات لحظات واقټحمت الشقة وتم القبض على من بها
كان يغفو على مقعده استمع الى رنين هاتفه زفر بضيق واجابه
والله انا لو بشتغل دكتور نسا ماهصحى كدا ارحم ابويا يااسحاقوا بقيت انام زي الخفاش بالنهار
اسمعني وبطل رغي أمن الدولة اقتحم الشقة اكيد عرفوا لحظة وتخفي كل حاجة سمعتني 
تنهد وظل صامتا 
صقر سمعتني هو انا بعمل حاجة غير اني اسمعك سمعت خلاص لحد ما دماغي فرقعت منك ياريتك بتقلني المطافي وتابع بمزاح 
رسلان روح رسلان تعالى انا خاېف يكون متجوزني في السر قالها واغلق الهاتف قبض الآخر على خصلاته پعنف كاد أن يقتلعها دلفت دينا بوجه شاحب تنظر إليه للحظات جلس يطالعها بصمت هب واقفا كالملدوغ حينما اردفت 
اسحاق انا حامل
مساء اليوم دلف مصطفى وجدها تجلس بالشرفة تنظر بشرود وكأنها شيدت لنفسها عالما لها لوحدها منذ معرفتها بأنه ليس ابنه 
فريدة رددها مصطفى لتستدير إليه برأسها 
رفع يديه بالمظروف قائلا
جبت التحليل هبت من مكانها وهرولت إليه وقلبها كالمضخة التي تكاد تصيبها بأزمة قلبية 
تناولته بجسد منتفض ثم رفعت عينيها إليه 
أنا بعمل الصح ماتزعلش مني ماكنتش عايزة حد يعرف قبلي علشان كدا منعتك من فتحه 
احتضن وجهها يهاتفها بصوته الحنون
فريدة إهدي حبيبتي وكل حاجة في الدنيا نصيب لولا إصرارك على كدا مستحيل أوجع قلبك بس كان لازم أعمل كداعلشان إلياس بدأ يشك من نظراتك له وسألني إنتي بتشتكي من حاجة 
ابتعدت عن حنان يديه ورغما عنها هزت رأسها ولم تستطع الألم الذي يعصف بداخلها
حسيته ابني يامصطفى أنا كنت مستبعدة الإحساس دا علشان قولت مستحيل أهو إحساس أمومي يامصطفى ماعرفش صح ولا لأ أرجوك ماتزعلش مني خلي ڼار قلبي تبرد لو ابني وقتها بس أعرف قد إيه إن كرم ربنا فوق الوصف أما لو مش ابني قلبي هايرتاح علشان مافضلش موسوسة وفي نفس الوقت بقول ربنا رحيم بيا وأكيد كلها تدابير زي ماقالتها غادة زمان 
طبع قبلة على جبينها وتحدث
طيب حبيبتي إهدي واسحبي نفس وقبل أي حاجة إعرفي أنا معاكي وحاولي تتماسكي يافريدة سواء ابنك ولا لا هزت رأسها سريعا وهي تفتح المظروف بيد مرتعشة وقلبا ينتفض بړعب تتمتم
أنا قوية حبيبي وهاتحمل كل حاجة فتحت المظروف تطالعه 
حاوطها بذراعيه قائلا بصوته الحنون
إهدي خدي نفس جسمك بيرتعش ليه انسابت عبراتها على وجنتيها كزخات المطر وهي تفتح ذاك المظروف الذي يعتبر جنتها وجحيمها قرأت بعينيها مرة واثنان وعشرة ودموعها التي أصبحت تجري كمجرى شلال
هوت على ركبتيها وصړخة شقت صدره وهي تطالعه 
ابني إلياس ابني يامصطفى قالتها وازداد بكاؤها مع دلوفه من الباب الرئيسي يطوف بنظراته عليهما وعلى جلوسها بتلك الحالة
مالكم فيه إيه ومدام فريدة بتصرخ ليه 
توقفت تستند على ذراع مصطفى تنظر إليه بلهفة أم تردد دون وعي 
يوسف مع رنين هاتفه 
إلياس باشا جبتلك الست اللي اسمها اسراء
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك 
وتسألني ماذا أريد منك!..
دعني أفسر لك
أريد منك أمانا..وحنانا..ووطنا..
وبيتا..وظلاودفأ..
أريد منك حياة..
ماض و حاضر و مستقبل..
نظرة عين تخبرني أني حبيبتك.. 
لمسة يد تعيد الأمان لقلبي..
دموع ﻻ تسيل إلا من شدة الفرح..
وآلاما تزول بمجرد رؤياك..
أريدك أنت فحسب.
....
ياسااااادة
كل مياه المطر تخمد للڼار ألسنتها..
إلاااا مياه عيناها.. تزيد من لهيب نيراني..
فأهلا بوجهك ..لا حجبت عن ناظري ... يافتنة القلب يانزهة البصر ..
تعالي لأسألك ما الذي أوحاه قلبك لقلبي لينصاع له طوعا..
ويعقد معه صفقة العمر ..
تحرك إلى وصول فريدة عندما فقدت سيطرتها وارتفع بكاؤها احتضنها مصطفى يبعدها عن مرمى نظر إلياس لقد فقدت تمسكها الذي وعدته به نظر إلى إلياس الذي تقدم إليهم وانتابته رعشة مخيفة بالتأكيد ستنقلب حياته إلى چحيم وسيكون هو المسؤول الأول..
بابا مدام فريدة مالها..شهقة خرجت من احتراق قلبها الذي ينازع لخروج الروح وهي تريد أن يصيبها الله بالصمم قرة عينها الذي تبحث عنه منذ ثلاثين عاما أصبح تحت كنف رعايتها ..يالله ماهذا الألم الذي أشعر به ألما يفوق انتزاع الروح من الجسد ...نزعت نفسها من بين ذراعي مصطفى مقتربة منه وعيناها تبحر فوق وجهه تتمنى أن تلمس وجهه ابتلعت ريقها بعدما هتف مصطفى
تعالي يافريدة علشان ترتاحي..ظلت كما هي تقترب من إلياس الذي يطالعها بصمت وهي تحاوره بعيناها قائلة بلهفة أم غاب عنها وليدها لأعوام
حبيبي ممكن أطلب منك طلب ..رمقها بنظرة مستفسرة ابتلعت ريقها واقتربت خطوة أخرى مع ازدياد عبراتها وهناك مايفيض القلب بالغصات المريرة ناهيك عن آلامها كالأشواك التي تنخر بجوفها وهي تريد أن تضمه وتستنشق رائحته...عيناها تخترقه تبحث فيه عن وليدها المفقود
ظلت تتحرك إلى أن وصلت أمامه وعينيها تحاوره بأن يرحم ضعفها.
لايعلم لماذا انشطر قلبه على حالتها تلك التي لأول مرة يراها بها..
ضعف أمام دموعها وكأن الله وضع رحمته بها ذاك الوقت لينحني ويحتضن كفيها 
تعالي ارتاحي ماعرفش إيه اللي حصل معاكي لو عايزة تحكيلي أنا سامعك.
شهقة ملتاعة خرجت من فمها لتضع كفيها على فمها بوصول ميرال التي هرولت على ارتفاع بكائها رفع إلياس نظره إلى والده وهتف بصوت مرتفع إلى حد ما
مالها أكيد حضرتك عارف..ابتعد بنظره وعجز عن كل شيئ يحدث حاله هل سيعاقبه ربه بفعلتهتحرك إلياس إلى توقف والده 
بابا مدام فريدة مالها..
أطبقت على جفنيها وكأن كلمة مدام اخترقت أذنها وكأنها تستمع لصدى صوت عويل مرتفع يصيبها بالذعر.
ماما حبيبتي إيه اللي حصل بقالك كام يوم وإنت كدا مخبية على بنتك إيه!.. 
كانت عيناها على إلياس الذي توقف متخصرا ثم أردف بعد صمت والده
معرفش بتبص لي ليه..قالها مقتربا منها توقف أمام جلوسها
مدام فريدة متحاوليش تعملي كدا علشان مبحبش الأسلوب دا 
آلمها حديثه وكأنه غرس خنجرا لصدرها..رفعت نظرها إلى مصطفى وهمست بضعف
موافقة يامصطفى اروح للدكتور تراجعت بنظرها إلى إلياس واكملت بارتجافة قلبها
إلياس اللي ياخدني ...
أنا طيب ليه!..توقفت بمقابلته تحتضن كفيه وابتلعت غصة كالعلقم أحكمت حلقها بالأختناق تتابعه بعيناها بترجي 
مش انت جوز بنتي يعني ابني ..قالتها بمرارة مع دموعها 
ميرال ساعديها خليها تجهز هناخدها للدكتور ..
تراقص قلبها فرحا من موافقته قاطعه مصطفى 
إلياس إنت ماكانش وراك شغل ياله حبيبي ربنا يوفقك.. قالها مصطفى حتى لا يتسلل الشك لقلبه بشيئا اخر هو يعلمه حد المعرفة سيقلب الموازين على فريدة
هز إلياس رأسه وعينيه عليها ثم أشار إليها
طيب خدها لطبيب نفسي شوف مالها.. 
ربت مصطفى على كتفه يهز رأسه قائلا
ماتخافش شوف إنت شغلك حبيبي. 
توقفت سريعا مقتربة منه قائلة
مش إنت وعدتني تاخدني إنت وميرال ليه غيرت رأيك..
فتح مصطفى فمه للحديث ولكنها قاطعته تترجاه بعينيها تريد أن تنعم ببعض الوقت بجواره قاطع نظراتها مع مصطفى صوته 
بابا قال هيخدك عندي شغل مهم يبقى طمني ..بتر حديثه ينظر إلى ميرال وتابع قائلا
يبقى طمنيني ميرال علشان ماتقولش مش مهتم بيكي..
استدار للمغادرة ولكنه توقف على صوت والده 
خلاص لو قدامك وقت ممكن تاخدها معاك إنت وميرال افتكرت عندي شغل مهم ...توقف مترددا ينظر لدموعها مسحت دموعها مع ابتسامة وهو يهز رأسه 
هستناكوا بالعربية..قالها وتحرك للخارج سريعا 
أشار مصطفى لميرال قائلا
إجهزي حبيبتي وأنا هطلع معاها..أشارت على خروجه وابتسمت 
شوفت يامصطفى كان خاېف عليا إزايحاوط كتفها وصعد بها إلى غرفتهم توقف متنهدا ثم تحرك إلى خزانة ملابسها دون حديث كانت تتابع تحركه بحزن جلست على الفراش وتمتمت
إنت السبب في اللي أنا فيه..جحظت عيناه والټفت بنظره إليها يشير إلى نفسه متحيرا
أنا السبب!..ليه أنا اللي خطفت ولادك.. 
هبت من مكانها واقتربت منه تنظر لمقلتيه
إنت لو عرفتني الحقيقة من يوم ما دخلت البيت داكان هايكون أهون من عذابي دلوقتي إلياس لازم يعرف إني أمه.
توسعت عينيه بذهول اقترب منها وأطبق على ذراعيها يهاتفها بتحذير 
يبقى بتقضي عليه لازم تهدي علشان أعرف أفكر لازم نمهدله الموضوع أوعي يافريدة تتهوري وقتها بس هتخسريه للأبد إنت فاهمة يعني إيه فجأة بعد العمر دا كله يعرف أنه مش ابني إنت كدا هتدفنيه بالحياة إلياس أنا عارفه كويس كرامته ورجولته فوق أي حد وممكن وقتها يدوس عليا أنا شخصيا. 
هزت رأسها رافضة حديثه وتمتمت من بين بكائها 
مش هقدر يامصطفى احتضنت كفيه تقبله وحياتي عندك يامصطفى ساعدني أقرب منه هو بيحبني بدليل النهاردة مش يمكن ربنا حنن قلبه عليا ويتفهم الوضع. 
احتضن رأسها يمسد على ظهرها ا 
حاولي يافريدة علشان خاطره ابنك ممكن يضيع مننا.
تراجعت مبتسمة تزيل عبراتها تتمتم بخفوت 
ابنيياحبيبي الكلمة طعمها حلو أوي ياااه لو أضمه بس ..
أخرج تنهيدة مټألمة على حالتها ثم سحب كفيها قائلا باطمئنان 
إن شاء الله حبيبتي إهدي وكل حاجة هتحصل كويس إنك هاتروحي للدكتور وهو معاكي إحكي للدكتور أنا مش عايز آجي علشان وقتها هيشك وأوعي تنسي إن إلياس ذكي جدا فوق ماتتخيلي بدليل ملاحظته تغييرك...عرفي الدكتور وهو هيقولك تعملي ايه
بعد قليل أمام السيارة كان يتحدث بهاتفه 
الست عندها السكر خلاص يابني مشيها مش ناقص بلوة خلي حد يوصلها لحد بيتها وأنا بعد الفرح هزورها المهم لما تفوق ماتسبهاش تروح لوحدها ...استمع إلى حذاء ذو كعب عال خلفه استدار بعدما استنشق رائحة مجنونته استند على السيارة يتفحصها بتدقيق اقتربت حتى توقفت أمامه مباشرة قائلة
لو حد قالي إنك لطيف واتنازلت عن كبرياءك وهتاخد ماما للدكتور ماكنتش هصدق..ابتسامة زينت ملامحه فدنا منها ورفع أنامله يضع خصلاتها المتمردة خلف أذنها المبتسمة حاوطها بذراعيه غامزا بعينيه
علشان أصالحك بس مش أكتر دماغي ۏجعاني وهتعقدي تقولي كلام إمبارح وأنا مش عايز أتناقش..غير بشوف المخطوبين بيخرجوا يقضوا وقت لذيذ مع بعض
كټفت ذراعيها تهز رأسها وهدرت به
أه قولت أضحك على الهبلة بمشوار مع مامتها وأبين اهتمامي..صح ياحضرة الظابط..
وضع كفيه بجيب بنطاله وأفلت ضحكة رجولية يهز رأسه قائلا
أيوة كدا بالظبط إنما من إمتى وإنت ذكية كدا.. 
دفعته بصدره تجز على أسنانها 
مستفز طيب إضحك عليا.. ضمھا ومازالت ضحكاته تعلو نظر إليها وهي مازالت بأحضانه 
طيب مش عيب ظابط عنده هيبة زيي ېكذب والمشكلة أنه ېكذب على حاجة مش مستاهلة.
نسيت كل شيئ وهي تنظر لقربه واحتضانه ناهيك عن ضحكاته التي بدأت تظهر في بعض الأحيان لم تشعر بنفسها وهي تهمس بصوت
خاڤت وصل إليه
إلياس ممكن تحضني..توقف عن الضحك يطالعها بصمت للحظات شاهد بعض الخطوط الكرستالية من الدموع التي زينت
عينيها أغمضت عينيها وتمنت أن يتوقف كل شيئ حولها تمنت أن لا ترى شيئا سواه ولا تسمع شيئا سوى صوته الممزوج بدقات قلبه شعور ممزوج

بالسعادة والخۏف مسد على خصلاتها وداخله صراع يؤلم روحه بين
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 48 صفحات