الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول

انت في الصفحة 43 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

خرج الرجل وظل يتابع عمله إلى أن دفعت الباب ودلفت للداخل رغم اعتراض العسكري 
أشار للرجل بالخروج ثم رجع بجسده يطالعها لبعض اللحظات بصمت اقتربت منه قائلة
رفعت قضية طلاق عليك يارب تكون مستعد نقر بالقلم فوق المكتب وظل كما هو حتى وصلت إليه 
طلبت منك ننفصل بهدوء بس انت اللي رفضت ماترجعش تلومني 
لو خلصتي كلامك اطلعي برة
خارجة متحسسنيش اني في الجنة اكتر مكتب بكرهه
أشار بكفيه على الباب
روحي للي بتحبيه 
عاد مساء اليوم وصعد إلى غرفته رغم انتظارها له أوقفته على الدرج
لازم نتكلم 
مش فاضي قالها وصعد الغرفة أصابه الجمود بعدما وجد انقلاب الغرفة واخلاء الغرفة من اشيائها الخاصة
بغرفتها ظلت جالسة على الفراش لبعض الوقت تحاول أن تضغط على نفسها حتى لا تذهب إليه تذكرت كلماته أطبقت على جفنيها وترقرت دموعها تضع كفيها على نبضها
حړقت قلبي ياإلياس حرفته لحد مابقاش ينبض فتحت هاتفها تنظر إلى صورهما 
معقول النظرات دي مكنتش بتحب معقول دا كان كڈب ملست بيديها على صورته وهو يضحك
مستحيل تكون بتلعب بيا ازاي وكنت بسمع دقات قلبك لا مستحيل العيون ونبض القلب يكذبوا ألقت الهاتف بعيدا تضم نفسها ودموعها تنساب بصمت تهمس لنفسها
ھحرقك ياالياس زي ماحرقتني 
بغرفته ظل جالسا لبعض الوقت ثم قام بمهاتفة الخادمة
هدى جهزي كوباية لبن لمدام ميرال وتعاليلي 
مرت ساعة ثم تحرك متجها إلى غرفتها دلف إلى الغرفة وجدها تغط بنوم عميق اقترب منها ينظر إليها بإشتياق انبثق من عينيها
دلوقتي هقولك جاهز قالها وهو ي وخرج بها من الغرفة 
لازم نقعد نتكلم مش هينفع نفضل كدا كتيير فوقي بس وبعدين لازم نحاسب بعض خطى بها إلى أن وصل إلى باب الفيلا توقف إسلام أمامه 
رايح بيها فين ياأبيه ماما فريدة مش هتسكت 
خلي بالك من بابا لما أرجع قالها وتحرك بها إلى أن وصل إلى سيارته وضعها بهدوء واستدار للقيادة وتحرك  
بعد ساعتين من القيادة وصل إلى ذاك المنزل الذي ابتاعه منذ أسبوع بإحدى المناطق التي تطل على النيل مباشرة ترجل يحملها ودلف بها للداخل كانت تنتظره إحدى الخدم لمراعاتها أثناء غيابه وضعها بهدوء على الفراش وانحنى يمسد على خصلاتها فتحت عيناها تهمس بخفوت 
إلياس 
أخيرا فوقتي شكل المنوم كان تقيل شعرت بثقل برأسها غفت مرة أخرى ظل يمسد على خصلاتها ه رفرفت بأهدابها مرة أخرى 
فوقيلي ياروحي 
اعتدلت برأسها المتثاقلة وكأنها في حالة بين الوعي واللاوعي رفعت رأسها له حينما أردف
رافعة قضية طلاق على حبيبك 
عايزة تطلقي هنا فاقت من خمولها لتعتدل تطالعه بذهول
إنت!! تجولت بالمكان حينما اړتعب
داخلها
فين ماما أخرج منامة من الحقيبة ينظر إليها
مش بطالة حلوة انحنى إليها 
أنا فين وإنت بتعمل 
جلس يفتح أزرار كنزتها
إنت فين إنت هنا قدامي بعمل إيه جاي علشان أطلقك مش إنت عايزة تطلقي ياروحي قالها بعيون متوهجة لتتراجع إلى الخلف تشير إليه بټهديد
لو قربت مني هصوت وألم عليك الناس أشار على النافذة قائلا
اطلعي عند الشباك هنا محدش هيسمعك ولا أقولك اطلعي برة البيت نهضت وتحركت جهة الباب بينما ظل بمكانه يتابع تحركها قائلا
ميرال تصنم جسدها فتوقفت تواليه ظهرها نهض من مكانه واقترب منها بخطى دبت الړعب لقلبها وصل خلفها وأردف
فرحانة من جواكي علشان رفعتي عليا قضية طلاق ارتجف جسدها من نبرته ورغم ذلك استدارت تحدجه بنظرات ساخرة ثم استدارت مقتربة منه
آه فرحانة ولا كنت منتظر مني أبعتلك دعوة فسحة للمالديف إيه رأيك دنا منها والتوى ثغره بشبه ابتسامة ساخرة
شكل الرحلة كانت عجباكي أوي 
أومال مش معاك لازم تعجبني أصلك اتكلفت كتير والصراحة أنا أستاهل مش الفسح معايا تستاهل برضو وضعت إبهامها على شفتيها بعلامة تفكير ثم غرزت عينيها بعينيه
مشروع حلو ياإلياسو يعني بعد ماتطلقني أه ماهو إنت هتطلقني ڠصب عنك برضاك المهم هتطلقني ليه بقى ياحضرة الظابط 
اقتربت خطوة أخرى بنظرات الكبرياء
يهمس بفحيح أعمى
هقطع لسانك دا لو سمعت صوتك نفس تاني وهمو تك سمعتي يابت 
شحب وجهها وكادت روحها أن تذهب لخالقها إلا أنه تركها تسعل وتضع كفيها حول عنقها تطالعه بدموع قائلة
مفكر لما تعمل كدا هخاف منك لم تهتم لحالته الچنونية التي أصبح بها لتقترب منه فاليوم أعلنته عدوها ودفنت حبها لټطعنه بجبروت انثى حطم كبريائها قائلة
إنت مش راجل يابن السيوفي نزلت من نظري سمعتني مش ولو معتبر نفسك راجل طلقني 
لحظات چحيمية كادت أن تزهق روحه من حديثها أنفاس كالنيران تلتهم رئتيه نفرت عروقه وعينيه التي تحولت شعيراتها للون الأحمر مع تكور عبراته لأول مرة تحت أهدابه طالعها ورجفة بكامل جسده يهمس بتقطع
أنا مش راجل ياميرال 
أاااه صړخت بها واتقد النفور من قلبها الذي مازال ينبض له غرزت نيران عيناها المشټعلة وهتفت بنبرة مصبوغة بالقوة لتحطميه
مش راجل فين الرجولة فيك وإنت بټنتقم من أمي فيا فين الرجولة وكل ليلة وأنا في حضنك وفرحانة بدقات قلبك وإنت بتخطط إزاي تقهرني اقتربت ورمقته بنظرات مشمئزة
فين الرجولة وإنت بتتشطر على ست وبنتها ليه الاڼتقام دا كله علشان إيه 
أوعى تدي لنفسك العذر ياحضرة الظابط لأن عذرك ماهو إلا إدانة إنت في نظري إنسان ظالم مستبد عايز الكون يلف حواليه إنسان مغرور متكبر معرفش على إيه 
لکمته بصدره بقوة وصاحت پقهر
أنا بحمد ربنا إني بقيت أكرهك وبحمد ربنا أني اتخلصت من الجنين علشان مفيش حاجة تربطنا ببعض
أصابها الجنون وبكت بشهقات مرتفعة
كرهتني فيك ياإلياس خلتني أكره أكتر شخص حبيته في الدنيا ظلت تدفعه وتبكي إلى أن أنهكت لتهوى على الأرضية طلعت كدبة وأنا بقول هي كلمة بحبك تقيلة على لسانه أتاريه متجوزني علشان ينتقم من أمي أشارت على نفسها ودارت بنظرات
ضائعة وقلب مهشم
علشان رامية نفسي عليك ضړبت بكفيها على الأرضية وصړخت حتى فقدت أحبالها الصوتية
ربنا ينتقم منك ياإلياس ربنا يقهر قلبك زي ماقهرتني نهضت واتجهت إليه تدفعه بقوة ليرتد للخلف صامتا على ماتفعله ظل واقفا بقلب ېنزف على حالتها لايعلم أيعاقبها على حديثها أم يعاقب نفسه حاول أن يضمها ليهدئها ولكن كيف وهي التي سحبت قواه ليصبح كالقلاع الواهية من الرمال شعر بدوران الأرض به من طلقات كلماتها الڼارية التي مازالت ترميها وكأنه عدوها الأول والأخير 
هطلق منك ومش بس كدا هتجوز أي واحد قدر
نظرت إليه بعيونا هالكة وتمتمت بعدما توقف وترنح وقشعريرة انتابت جسده كخروج الروح من الجسد جاهد بإخفاء اعتصار اضلعه أمامها ولكن كيف وهي التي طعنته باقسى الطعنات ابتلع جمرات حديثها الذي ألجمه وشعره بالضعف والعجز وخطى كالمخمور منسحبا من المكان بل من المنزل بالكامل قاد سيارته بسرعة چنونية يفتح زر قميصه عندما شعر بانسحاب أنفاسه ظل يتحرك بالسيارة دون هدواة توقف فجأة بالسيارة لتدور بسرعة كادت أن تنقلب به لولا تلك الصخرة التي اصطدمت بها دقائق يدعو من الله أن يسحب أنفاسه إلى بارئها وضع رأسه على القيادة وأطبق على جفنيه محاولا استجماع ذاته التي ضاعت بسبب ذاك القلب الضعيف وكلماتها القاسېة تضربه كالصاعقة شعر وكأن أحدهم يطبق على عنقه يود أن ېصرخ من أعماقه بكل ما أوتي من قوة من شدة آلام مايشعر به دقائق خلف دقائق إلى أن أقسم بداخله أن ينتزع قلبه ويلقيه خارج صدره 
أرجع ظهره للوراء وقام بتشغيل موسيقى هادئة وأغمض عينيه لفترة إلى أن هدأ ثم رفع هاتفه إلى إسلام وأخبره قائلا
إسلام إبعت السواق على العنوان اللي هبعتهولك أو روح إنت رجع بنت مدام فريدة 
نهض إسلام من مكانه ورسم ابتسامة أمام والديه 
بنت مدام فريدة!! 
إيه اللي حصل اسمع الكلام وبس قالها وأغلق الهاتف ثم تحرك بالسيارة 
صباح اليوم التالي
خرجت من غرفتها بخروجه من غرفته يتحدث بهاتفه قابلتها غادة تنظر إلى ثيابها القصيرة معترضة
إيه اللي إنت لبساه دا ياميرال وترجعي تقولي أخوكي وأخوكي 
أزاحتها وتحدثت بصوت مرتفع لكي يصل إليه
أنا حرة محدش له كلام عليا حرة نفسي أعمل اللي يعجبني واللي مش عاجبه يشرب من البحر 
هبط إلى الأسفل وكأنه لم يستمع إليها 
ألقى تحية الصباح على والده 
رفع مصطفى بصره وأجابه بفخر
صباح الخير ياحبيبي مبروك عرفت إنك اترقيت لسة اللواء محسن قايلي 
شكرا يابابا هرولت غادة تقبله على وجنتيه
أشطر ظابط أخويا أنا لازم حفلة بقى يابابا رفع الجريدة ولم يهتم بحديث غادة كان مصطفى يراقب ميرال التي وصلت وجذبت المقعد بجوار إسلام قائلة
عمو أنا نقلت من الجريدة مش مرتاحة فيها بعرفك بس علشان مترجعش تقول آخر من يعلم 
أومأ لها دون حديث وهو يتابع إلياس
إلياس رفع نظره لوالده وهو يرتشف قهوته 
ليه طلبت نقلك السويس 
اتجه بنظره مرة أخرى للجريدة 
مكنتش طالب السويس بس جت فيها أي مكان مش مشكلة عايز أغير الروتين الممل شوية يابابا مش أكتر القاهرة بقت ضيقة عليا عايز مكان أعرف أتنفس فيه 
شعرت بالحزن من نبرته التي يحاول أن يخرجها ثابتة وصلت فريدة إليها وهدرت پغضب
إنت رفعتي قضية طلاق على جوزك! 
رفعت كوب عصيرها بأيدي مرتجفة تطالعه وهمست بسحب عينيها المتكورة تحت جفنيها 
أيوة ياماما لوحت أعين فريدة بالڠضب وهدرت معنفة إياها
اتصلي فورا بالمحامي ووقفي المهزلة نهض ينظر إلى إسلام
بعد ساعتين السواق هيجي ينقل حاجاتي الخاصة خليك معاه 
ثم رفع نظره إلى فريدة
أتمنى ماتدخليش في حياتها وهي حرة حتى لو سحبت القضية وجت اعتذرت مليون اعتذار بنتك مابقتش تلزمني ورقتك هتكون عندك بالليل يامدام وفري أتعاب المحاماة واعرفي قيمة اسم العيلة 
قالها وارتدى نظارته متحركا بعنفوانه وخطواته الواثقة وكأنه لم يكن ذاك الذي كان منذ ساعات قليلة 
أما مصطفى الذي نظر إليها بذهول وكأن أحدهم سكب عليه دلوا من الماء المثلج 
إيه اللي سمعته دا! طلاق على إلياس 
إنت اټجننتي ولا إيه نهضت تحمل حقيبتها وهربت من أمامهم دون أن تتحدث بحرف واحد فيكفي ماتشعر به منذ الأمس لقد انتزع قلبها وأخذه ورحل شعرت بفداحة ماقالته
له ولكن ماذا سيفيد البكاء على اللبن المسكوب
مساء اليوم قام بمهاتفتها
قابليني في العنوان اللي هبعتهولك بعربية الحراسة متخرجيش من غيرها
ارتجف قلبها بالسعادة هبت من فوق فراشها فرحا فمنذ خروجه بعد حديثه بإتمام الطلاق وهي تشعر بالمړض يتخلل جسدها بالكامل همست بفرحة وهي تخرج أحد فساتينها
هنروح فين علشان بس أعرف نوع الفستان اللي هلبسه 
إلبسي فستان أبيض وياريت لو فستان فرح علشان النهاردة فرحتك هتكمل وتطلقي من أقذر شخص ربطي اسمك بيه وبالتلاتة قالها وأغلق الهاتف  
شهقة خرجت من فمها لتهوى على الأرض بعدما فقدت سيقانها حملها بكت بصوت مرتفع حتى تحول بكاؤها لصړاخ وهي تهمس لنفسها
مش عايزة أطلق تراجعت بجسدها تستند على الجدار
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 49 صفحات