رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الاول
ثم قام بفتح مشغل الأغاني على أغنية العندليب حبك ڼار
تراجعت بعدما صمت ينظر للبحر دون أن يجيبها سحبت نفسا و أغمضت عينيها تستمتع بصوت الموج مع صوت العندليب انحنى مستندا بذقنه على رأسها موسيقي ازداد بريق العشق بنظراته وهو يسبح بالنظر على ملامحها رفعت كفها على وجهه متسائلة
حلوة وعجباك استند بجبينه وتنهد بغرامها الذي يسري بأوردته
طيب ودا ماأخدوش
قالتها وهي تضع كفها موضع نبضه
وأشار إلى البحر
اشتكتيني للبحر كام مرة
لوحت بيديها قائلة
كتير أوي بلاش أعدلك وترجع تقول نكدية
عمري قالها وهو يهمس تبسمت له وقلبها أصبح كطبول حرب من تغيره في بعض الأحيان كنت محتفظ بصوري ليه
عادي مجمع صور العيلة كلها
نزل بنظره اليها
عايزة تسمعي ايه سحبت بصرها بعيدا عنه ولكنه عادت إليه بعدما همس
اشتياق ياميرال
اشتياق!! همست بها وهي تنظر لعيناه الذي يحاول أن يخفي لمعة الحب بهما وتسائلت
كنت بتشتاق لي ابتسم بعدما وجد ارتجاف ثغرها ليقترب هامسا
جدا جدا ارتحتي كدا اومأت له برأسها مبتسمة انحنى لمستواها
اقول عليه ايه
تخبيني في حضنك ارتفعت ضحكاته على كلماته ليضمها متمتما
اخبيكي من الدنيا كلها بس خاېف حضڼي اللي يأذيك
راضية بأذيته انت مالك
خاېف عليكي من نفسي خاېف اخسرك رفعت رأسها
لو خاېف عليا بلاش تبعدني عن حضنك دا أكبر أذى ليا
مقدرش ابعدك إلا إذا انت اللي بعدتي
راقت له كلماتها ليجيبها
وأنا هحميكي من نفسي على قد ماأقدرش
من إمتى دا بينبض باسمي
اعتدل بجسده متراجع يستند بكفيه على الشاطئ لحظات وهو يحاورها بعينيه بكثير من المشاعر ثم أطلق تنهيدة حارة أحرقت ضلوعه بنيران عشقها المكنون بقلبه
وجدت صمته
عارف من إمتى وأنا بحبك
ابتسم منحنيا يهمس لها
ليه ياإلياس ليه عذبتني
تراجع ونظر للبحر بصمت أشارت إلى هاتفه وتساءلت
طيب ممكن تقولي ليه الأغنية دي ولا مش من حقي أعرف مايمكن حضرتك بتحب واحدة تانية
ضحك عليها بصوت مرتفع وهو يقول
لأن حبك ڼار فعلا ياميرو
اعتدلت وجلست على ركبتيها أمامه
آلمه سؤالها بماذا يجيبها
تسطح على الرمال يضع كفيه تحت رأسه
عارفة إني زهقتك وكنت بتضايق مني كسرتني كتير علشان كدا كنت ناوية أنقل بيت جديد كنت بهرب من حصارك رفع كفه يمسد على خصلاتها ثم تنهد تنهيدة عميقة وهو يطبق على جفنيه متذكرا تلك الليلة بعدما ألقت قنبلتها بتركها البيت اعتدلت تستند بذقنها على صدره تنظر لعينيه
قولي ليه كنت مضايق مني وكنت مرحب بنقلي للدرجة دي ماكنتش فارقة معاك كنت كارهني أوي كدا!
ابتعد بنظره عنها بعدما اعتدل ينفض كفيه من التراب أدارت وجهه تتعمق بعينيه علها تجد بها مايريح قلبها
ليه كنت كارهني أوي كدا عملت فيك إيه پتكرهني صح كنت
پتكرهني علشان ماما اتجوزت والدك أنا عارفة
كل حاجة سمعتك وإنت بتقولها علمي بنتك بدل ماتتعلم تكون نسخة وتبيع عيالها تقصد إيه ياإلياس
ماما عملت إيه خلتك تكرهها وتكرهني معاها
تعلقت عيناه بعينيها وهو يقاتل بضراوة دقاته العڼيفة التي ټضرب صدره پعنف وهو يرى دموعها التي نزلت على صدره كالبلور الذي يشحذه دون رحمة
أنا ماكرهتكيش ليه بتقولي كدا!
أفلتت ضحكة ساخرة مبتلعة غصة بطعم مرار الأيام التي كان يعاملها بها
أومال كنت بتحبني تيجي نحسب كام ليلة نمت معيطة فيها بسببك
ميرال بطلي كلام مالوش لازمة مش عايز كلام وإنت ماتعرفيش حاجة
دنت منه تحاوط وجهه متسائلة بلهفة
إلياس إيه اللي بينك وبين ماما
أشاح بعينيه بعيدا ينظر إلى البحر
مش قولتلك من شوية البحر غدار زي ناس كتيرة في حياتنا
ماما مش غدارة ياإلياس ومش هاسمحلك تهنها مرة تانية
توقف يبسط كفه ليساعدها بالتوقف
قومي علشان نخرج نلف شوية وأفسحك بدل ماتقولي حابسك
توقفت بعدما فقدت الأمل في الحديث معه بعدما تبدلت ملامحه للتجهم وببراعته المعتادة أوقفها عن الحديث وهو يحاوط جسدها ويتحرك للداخل دلف يشير إليها
غيري هدومك وإجهزي هزت رأسها وتحركت دون حديث
بقلم سيلا وليد
عند فريدة
قبل قليل بعد إغلاقها الهاتف اتجهت إلى الشرفة بعد مغادرة زوجها لعمله دلفت الخادمة بمشروبها لتحتسي بعضه وتنظر بشرود لحديقة فيلتها
ذهبت بذكرياتها للماضي
فلاش باك
دلفت غادة ببعض الأوراق بيدها مبتسمة شوفي جبتلك إيه
وضعت ميرال على الفراش وتوقفت تطالعها باستفهام
إيه دا!
جلست غادة بعدما ناولتها الأوراق
دي أسماء كنيتك الجديدة فريدة عز الدين اسم بنتك بقى غيرته أعذريني
دلف إلياس إليهما
مامي عايز أشوف ميرو داعبت فريدة خصلاته ثم رفعت عينيها إلى غادة
سمتوها إيه توقفت غادة مرددة
مش هي كانت مثبتة بمروة أنا غيرتها زي ماإنت كنتي بتناديها ميرال اتجهت إلى إلياس وتابعت ضاحكة
سألت إلياس نسميها مروة ولا ميرال قالي ميار خليت مصطفى يكتبها ميرال جمال الدين زي ماطلبتي أهو مش جمال الشافعي
اقتربت من غادة وتلألأت عيناها بنجومها وهي تحتضن كفيها
لو كان عندي أخت ماكنتش هاتعمل اللي عملتيه معايا شكرا ياغادة بجد
سحبتها وأجلستها بجوارها
قوليلي صحيح إنت ماعندكيش أخوات خالص
هزت رأسها بحزن أطل من عينيها بالنفي قائلة
أنا وحيدة كان ليا أخ وماټ وهو عشر سنين قبل ولادتي والدي ووالدتي اتوفوا في حاډث سير وأنا عندي خمس سنين عمي اللي رباني ابتسمت من بين أحزانها
عمي كان حنين أوي عليا ماكنش عنده غير صبي واحد إتجوز أول مرة خلف رانيا بس مامتها ماعجبتهاش العيشة وطلبت الطلاق واتجوزت واحد تاني وهو إتجوز واحدة طيبة كانت بتعاملني زي بنتها ربنا رزقها بولد سمته زين علشان كان زين الرجال فعلا وبنتين توأم كانوا أصغر مني بحوالي عشر سنين وكانوا جمال أوي شبه عمي الله يرحمه نظرت إليها وبدأت تقص عليها حياتها دون إخفاء شيئ استطردت باقي حديثها
كنت أنا ورانيا وزهرة ونورة صحاب رانيا كانت أكبرنا وكانت عاملة علينا ريسة قالتها متهكمة ماكنتش بتحب زهرة خالص علشان عيونها كانت لوالدتها حياتنا كانت حلوة رغم كنت يتيمة بس عمي وطنط أميرة ماحسسونيش باليتم كانت دايما تقولي إنت أختهم الكبيرة من عقلك رانيا من صغرها وهي كانت حقودة أوي بس من طيبتي مالاحظتش زين كان أصغر مني بتلات سنين بس هو لما خلص الجامعة عمي سفره برة كان بيدرس وبيشتغل في نفس الوقت وفضلت أنا والبنات مع بعض لحد ماطنط أميرة ماټت بعد مۏتها بفترة جمال خطبني أصل جمال بيكون ابن أخو طنط أميرة وكان بيحبني من وأنا في إعدادي وكلم عمي عني بس عمي رفض وقاله لازم تخلص تعليمها دي يتيمة يابني وأنا ماقدرش أقل معها زيها زي أخواتها
أفلتت ضحكة مع عبرة غائرة انسابت من عينيها لترفع نظرها إلى غادة بعيونها المترقرقة
عمي كان عايز يجوزني زين اللي أصغر مني بتلات سنين بس طبعا أنا رفضت مش علشان هو وحش أبدا والله زين كان حلو وراجل زيه زي جمال بس كان أصغر مني وأنا كنت رافضة المبدأ جمال فضل منتظرني لحد أول سنة ليا في الجامعة أصر إننا نتجوز وأكمل عنده وافقت واتجوزت أجلت الخلفة اربع سنين علشان أكمل دراستيأنا معايا تربية نوعية رياض أطفال بس مااشتغلتش بيها خلفت يوسف واهتميت ببيتي ورانيا كانت خلصت حقوق وبعدت عننا سافرت تقعد مع أمها في الإمارات لمدة سنة رجعت بعد ماخلفت يوسف وزين بعت أخد زهرة ونورة بعد مۏت عمي واتفرقنا ومن وقتها ماعرفش عنهم حاجة كنت طلبت من جمال يسأل عليهم قالي آخر مرة زين كلمه قاله في النمسا مع أخواته كان اشتغل أستاذ في الجامعة وبعد كدا جمال ماټ ودخلت في حياتي اللي حكتلك عنها
ربتت غادة على ظهرها ممكن أخلي مصطفى يوصله لو عايزة
هزت رأسها بالنفي قائلة
لا هو مسافر حتى لو رجع كتر خيره على اللي عمله معايا وقت الفرح ماعرفش ظروفه إيه مش عايزة أشغله بمشاكلي كفاية عليه أخواته البنات
خرجت من شرودها على رنين هاتفها
أيوة يامدام عرفتلك كل مايخص مدام رانيا الشافعي قص الرجل الذي عينته بجمع المعلومات عنهما كل ما عرفه أغلقت معه قائلة
إبعتلي العناوين دي وانتظر مني الجديد قالتها وتوقفت متجهة إلى ثيابها بعدما هاتفت السائق الخاص بها لنزولها لعملها
عند يزن
توقفت سيارة مرسيدس مايبخ أمام الورشة التب يعمل بها ثم ترجلت تخلع نظارتها وتحركت للداخل
تسأل عنه
صباح الخير رفع مالك الورشة رأسه بعدما استمع إلى صوتها توقف يهز رأسه قائلا
أومري ياهانم طافت بعينيها على المكان متسائلة
الباشمهندس يزن السوهاجي موجود بترت حديثها عندما استمعت إلى صوت الدراجة البخارية التفتت خلفها على الصوت ترجل يضعها بمكانها واقترب يشيعها بنظرة سريعة ثم اقترب من الرجل
فيه حاجة ياعمو أشار إليها قائلا
الست هانم كانت بتسأل عنك
عقدت ذراعيها فوق صدرها وتساءلت بنبرة عتابية
ماجتش ليه كلمناك من أسبوع وكل يوم ننتظرك
استند على السيارة يطالعها
ليه عايزين مني إيه أنا مش من النوع اللي باخد تمن جدعنتي مع حد أي حد مكاني كان هايعمل مع والدك كدا
اقتربت منه وهتفت قائلة بنبرة هادئة
ليه بتسميها تمن والدي عنده معرض سيارات كبير ومحتاج حد أمين يمسك المعرض دا وبما إنك خبرة فاهيكون كويس
معرض!!وأنا إيه اللي يفهمني في شغل المعارض
فتحت باب سيارتها تشير إليه
هانتكلم كدا ممكن نقعد عند بابا في الشركة ونتكلم
صمت لدقائق وهي تطالعه منتظرة رده دلف للداخل لمدة دقائق وخرج يجاورها السيارة وصل بعد قليل إلى المكان المنشود ترجل ينظر إلى مبنى الشركة العملاق الذي يدون عليها
جروب مالك العمري للصناعات الإلكترونية تحرك بجوارها قائلا
إلكترونيات مش سيارات التفتت إليه مبتسمة ثم تحركت بخطواتها الواثقة بين موظفيها
بابا مهندس إلكترونيات وخالو مهندس سيارات نمشي مشروع مشترك
رفع حاجبه يهز رأسه متمتما
عيلة هندسية يعني ابتسمت تشير إلى نفسها
أنا إدارة أعمال بناء على طلب بابا طبعا هز رأسه دون حديث دلفت للداخل
صباح الخير ياباشمهندس
توقف لاستقباله
أهلا يابني اقترب وحياه قائلا
أهلا بحضرتك أشار له بالجلوس ثم تحدث
تشرب إيه
مش جاي أشرب عندي شغل ماحبتش أكسف الأستاذة
جلست راحيل بمقابلته وأشارت على نفسها
اسمي رحيل ياباشمهندس مش أستاذة استدار لوالدها
سامع حضرتك نهض مالك من مكانه وهو يستند على عكازه بسبب وعكته الصحية
جلس على الأريكة وهتف بصوت مجهد
عايزك معايا أو بالمعنى الأصح محتاج حد أمين يساعد رحيل
قطب جبينه متسائلا
مش فاهم حضرتك تراجع بجسده
عندي معرض سيارات تكون مسؤول عنه ابن أختي كان هو المسؤول لكنه هايسافر بعد أسبوع ورحيل مالهاش في