جنتي عالارض
!
قالت نسرين أصلك كل مره تقولنا مكان شكل
قال رفعت طه و الله ما
أنا فاكر شكلنا رحنا الأقصر
ليضحك الجميع من جديد
بعد تناولهم الغداء جلس الجميع يستمعون لما يقصه رفعت طه من حكاوي كانت جنه مندمجه مع حكاويه عندما أحست بعينان تراقبانها
حاولت تجاهل هذا الاحساس و لكن رغما عنها رفعت نظرها لتتلاقي بعيني كريم الواقف خلف مقعد نسرين أشاحت بنظرها بعيدا
جلست على مكتبه محاوله التخلص من قلقها فاليوم لم يكن سهلا بالنسبه لها خاصه بعد حديث د نوال و من ثم أسئلة كريم و الآن نظراته المصوبه تراقبها
هل تستطيع استجماع شجاعتها و سؤاله و ماذا لو كانت شكوكها في محلها فلقد أخبرها خالها دوما بمدى مقتهم لها و لوالدتها و لكن هل يوجد ابن يمقت والدته
كانت غارقه في أفكارها عندما فتح باب الغرفه فجأه ليدخل كريم الذي ألقى عليها نظره مطوله ثم قال انتي اختفيتي كده ليه أقصد إياد بيدور عليكي
ثم استجمعت شجاعتها و قررت أخيرا أن تسأله عن والدته و قالت كريم
انتي هنا يا جنه
قال إياد ذلك و دلف إلى الغرفه متنقلا بنظره بين كريم و جنه التي لاحظ عليها الارتباك الشديد
ليقول كريم عن اذنكو
قال إياد بعد أن غادر كريم مالك هو كريم دايقك فحاجه
قالت جنه لا ابدا ده كان بيقولي إنك بدور عليا آسفه محستش بنفسي و لا بالوقت
قالت سماح الله يبارك فيكي يا جنه بس أنا خاېفه اوي
قالت جنه مطمئنه صديقتها هتخافي من ايه عبدالله راجل و اد المسئوليه ده إياد بيعتبره دراعه اليمين
قالت سماح معاتبه بس كده تتخطبي و أنا آخر من يعلم
قالت جنه أنا آسفه بس الوقت مكنش مناسب أقولك كنتي مشغوله على محمد
قالت جنه إياد عايزنا نتجوز على طول خاصه بعد ما عرف إنك انتي و عبدالله خلاص فرحكو الاسبوع الجاي فمش عايزني أكون لوحدي
ثم أضافت انهارد نسرين كلمتني و عايزايي آجي أقضي اليوم معاهم مع إن إياد عنده شغل و مش هيكون موجود
رن هاتفها لتقول دي نسرين زمانها مستنياني عالبوابه
قمر و لما يصحى محمد تبوسيهولي من هنا و من هنا قالت ذلك مقبله وجنتي صديقتها
رفض كريم دعوة نسرين على العشاء هذه الليله فكما علم ستكون جنه هي الأخرى هناك لا داعي لأن يتسبب بإحراج نفسه مره أخرى و ربما هذه المره ستفهم تصرفاته بطريقه خاطئه ففي آخر مره رآها فيها استطاع أن يعرف لما تثير فيه كل تلك المشاعر الدافئه فهي بطريقه أو بأخرى تذكره بوالدته لم يعرف بالتحديد السبب فهو لا يتذكر شكل والدته جيدا و عندما حاډث ابنة خاله و طلب منها صورة والدته ذهل للشبه الكبير بينهما والدته التي ظل لسنوات طويله يعتقد أنها متوفاه و عندما زل لسان والده بالحقيقه هرع فورا إلى عنوان خاله ليسأل عنها و لكنه فوجىء بۏفاتها هي و جده
و في ذلك الوقت تمنى لو أن لسان أبيه لم يزل فمن الصعب أن تعثر على الأمل لتعود و تفقده من جديد خاصه بعد تعليل والده إخفاء الحقيقه بسبب عدم رغبة والدته في إبقاء أي شيء يربطهما لذا تنازلت عن حقوقها كافه و لم تحاول السؤال عليه قط و كذلك أخبره خاله
و لكن أيعقل أن يكون الشبه بينهما لدرجة التطابق دون أن تكون هناك أي صله تجمعهما و لكن لو أنها أخته فعلا لم لم يبلغه خاله بذلك و كذلك ابنة خاله لم تذكر شيئا من هذا القبيل و لكنها ترددت كثيرا قبل أن ترسل صوره والدته هل ترددت لأن هناك فعلا حقيقه تريد هي و خاله أن تظل مخفيه و تلك الصوره ستظهرها و تحرك المياه الراكده !
أخرجه من شروده مجيء أحد الموظفين يخبره بأن رجلا يريد مقابلته
سأل كريم مقلش اسمه ايه
بيقول جميل الرفاعي
قال جميل الرفاعي متعملش نفسك مش فاهم أختك فين
قال كريم انت تقصد مين
قال جميل أقصد جنه اللي طفشت من البيت بعد كل الخير و العز اللي عيشتها فيه !!!
قال كريم پعنف أما صحيح إنك واحد واطي و حقېر بقى كل السنين اللي فاتت مخبي إني عندي اخت
ثم نهض من مقعده و تقدم ممسكا خاله من ياقته لينهض هو الآخر بدوره و يقول حرام عليك أنا عاوز اطمن على بنتي
قال كريم متهكما بنتك بنتك تخبي عليها إن ليها أخ عارف لولا إنك راجل كبير فالسن كنت عرفتك مقامك كويس
ثم أفلت ياقته و قال اتفضل اطلع بره و مش عايز اشوف وشك تاني و حسك عينك تستجري و تقرب من جنه أو تحتك بيها انت فاهم !
قال جميل ده جزاتي بعد ما ربيتها و صرفت عليها ډم قلبي
قاطعه كريم انت لسه هنا اخرج بره واختي معدش ليك علاقه بيها و يا عالم كنت بتعاملها ازاي ما اللي يكدب زيك يقدر يعمل أي حاجه
فور مغادرة خاله انطلق كريم إلى فيلا الحداد أخته أخته جنه لم يصدق نفسه فأخيرا سيحصل على الحقيقه بشأن والدته و الأجمل أنه سيحصل على ذكرى منها أيضا
في الداخل لم يجد أحدا سوى الخادمه التي أخبرته بخروج د نوال و إياد أما الجد فنائم و سبب حضوره جنه فهي موجوده مع نسرين في المطبخ
اتجه فورا إلى المطبخ وجد نسرين و جنه منكبتان على صنع بعض الفطائر
حياهن قائلا مساء الخير
قالت نسرين كريم الله مش قلت مش هتيجي
قال كريم يعني تحبي اروح
قالت نسرين لا مش قصدي اسمع أنا هاطلع أغير هدومي و روح انت شوف جدو صحي و لا لسه
قالت جنه وانا هاروح مكتب إياد أصله عنده كتب روعه
قالت نسرين دي بقى تشكري عليها مهندس الديكور هو اللي اقترح إن الكتب هتدي شكل حلو للمكتب
قالت جنه بفتور و أنا اللي كنت فاكره إنه ابتدى يحب القرايه
قالت نسرين لو عايزه تغيري حاجه فأي راجل عليكي بسياسة النفس الطويل
ثم أضافت يلا أنا هاروح أغير هدومي
فورخروجها قال كريم جنه أنا عايزك فموضوع مهم جدا
قالت جنه باستغراب خير
لم يدر كريم كيف يفاتحها بالموضوع ربما عليه التريث قليلا و إخبارها بالتدريج
قال كريم هو انتي خالك اسمه جميل الرفاعي
قالت جنه أيوه انت عرفت ازاي
قال كريم أصله من شويه كان عندي و بيسأل عليكي
قالت جنه پذعر انت بتقول ايه هو عرف مكاني طب قلتله ايه
قال كريم اطمني معرفش حاجه و لا هيعرف
ثم قال بصوت خفيض انتي عارفه أنا اسم والدتي ايه
لم تنطق جنه بل نظرت له مصدومه و متأمله في آن واحد
قال أخيرا اسمها علياء علياء الرفاعي
دموعها أخبرته بكل شيء يريد معرفته
قال كريم انتي كنتي عارفه إني اخوكي خالي قال إنك جيتي هنا دوري عليا
هزت جنه رأسها بالنفي وقالت لا مكنتش
أعرف أنا جيت هنا عشان لقيت شغل و سكن
قال كريم
كان بيعاملك وحش مش كده
أومأت جنه برأسها ليقول كريم متقلقيش أنا مش هاسمحله يمس شعرايه منك و قلتله الكلام ده فعلا و لو بس حاول يتعرضلك هخليه يندم ندم عمره كله
قالت جنه ربنا يسامحه انت عارف ماما كان نفسها تشوفك بس للاسف مكنتش تعرف انت فين و لا فأي بلد لآخر لحظه في عمرها كانت بتوصيني أدور عليك بس خالي قال إنكو انت و والدك مش عايزين تتعرفوا على أي حاجه من ريحة ماما
قال كريم كداب و حقېر أنا مكنتش أعرف إنها عايشه و لما عرفت من بابا كانت اټوفت و محدش جبلي سيره إنه عندي أخت يا جنه محدش فيهم قالي
ثم أضاف بس تعرفي انتي شبهها اوي أنا أول ما شفتك حسيت إني أعرفك من زمان و سبحان الله كنت حاسس براحه غريبه اوي ناحيتك انتي دلوقتي لازم تيجي و تعيشي معايا لازم نعوض الأيام الي فاتتنا أنا عايز أحس بيها يا جنه عايزك كل يوم تحكيلي عنها كانت بتحب ايه و بتقول عني ايه عايز أعرف كل حاجه عنها أنا اتحرمت منها و هي عايشه عايزه أشوفها بعنيكي و ضحكتك و كلامك أنا بحبها اوي يا جنه و عمري ما صدقت إنها سابتني أنا بحبها اوي
أجهشت جنه بالبكاء الشديد إثر كلامه و دموعه التي ملأت عينيه و تمنت أن تنطق لتخفف عنه و لكن مشاعرها ألجمتها
قال كريم معتذرا أنا آسف آسف مش قصدي ادايقك أرجوكي متعيطيش أرجوكي
و لكن دموعها أبت أن تتوقف ليتقدم منها كريم و يحيطها بذراعيه محتضنا إياها بشده و على الفور ارتبكت جنه فهو و إن كان أخاها الا أنها ما زالت تشعر بالحرج البالغ منه
حاولت التملص من بين ذراعيه و لكنه عاد ليضمها من جديد قائلا أنا آسف آسف مكنش قصدي ادايقك
وقف إياد على باب المطبخ مذهولا فلقد شاهد جنه تبكي بحرقه و سمع صديقه يعتذر منها و بشده ثم و لدهشته قام كريم باحتضانها الا أن جنه حاولت التملص من قبضته دون جدوى
و حينها جن عقله تقدم و اجتذب كريم من كتفه و من ثم سدد له لكمه في فكه قائلا پغضب صحيح إنك حيوان وواطي
قال كريم على الفور انت فاهم غلط
صاح إياد اخرس خالص ثم دفعه ليرتطم بالأرفف الزجاجيه
صاحت جنه إياد أرجوك اسمعني
و لكن إياد لم يعرها اهتماما و تقدم مره أخرى مسددا لكريم لكمه تلو الأخرى
صاح كريم
يابني ادم اسمعني انت اټجننت ازاي تفكر
و لكن فشلت محاولات كريم في كبح الڠضب الذي اجتاح إياد و استمر في تسديد الضربات له فلم يجد بدا سوى الدفاع عن نفسه و انخرطا في قتال شديد أتت على إثره نسرين التي شهقت قائله ايه اللي بتعملوه ده !
و اقتربت محاوله فك الڼزاع و لكن دون جدوى فقد أبعدها إياد بحركه
من يده قائلا سييني اربي الواطي ده
لم تفهم نسرين مقصده و لا سبب الڼزاع كانت تهم مره أخرى بالتدخل لفض ذلك القتال و لكنها رأت جنه ممدده على الأرض
لتصيح بصوت أفزع الجميع جنه جنه انتو عملتوا فيها ايه يامجانين !
الفصل العشرون و الأخير
الجزء الأول
القلب المكسور
جنه جنه