جنتي عالارض
إياد لا صدق يا بطل و مامتك طيبه جدا و بتحبك جدا جدا
ظلت جنه ممسكه بيد سماح حتى وصلتا إلى مكتب إياد و ما إن دخلتا نهض محمد مسرعا و عدا باتجاه جنه محتضنا اياها ماما !
احتضنته جنه بدورها و عبثت في شعره قليلا ثم أبعدته عنها و قالت انت ناسي احنا صحاب بس بص جنبي
نظر محمد إلى سماح لتقول جنه دي تبقى ماما يا حبيبي شايف جميله ازاي
أومأت جنه و قالت أيوه يا حبيبي
سأل محمد بس هي بټعيط ليه
هي زعلانه عشان هآجي أعيش معاها
قالت جنه بسرعه لا يا حبيبي دي مبسوطه جدا ثم وجهت حديثها لسماح التي كانت ترتجف بشده و دموعها تنهمر بغزاره و قالت بصوت خفيض كده هيخاف يا سماح أرجوكي اهدي شويه
قالت سماح أخيرا بعد أن تمالكت نفسها أيوه بحبك اوي و كنت بدور عليك من زمان ثم فتحت الكيس الذي تحمله و قالت شوف جبتلك ايه الشوكولاته دي عشانك يا حبيبي
حينها فقط أفلت قبضته عن جنه و مد يده ليأخذ الحلوى و قال دول كتير اوي
سأل محمد بلهفه كل يوم
أجابت سماح و أي حاجه بتحبها هجبالك
سأل محمد أنا عايز شكولاته كل يوم زي ما قلتي
تنهدت سماح و اقتربت منه لتحتضنه بشده و قالت هاجبلك كل اللي نفسك فيه بس الاول خلينا نروح بيتنا مش عايزين نزعج عمو إياد أكتر من كده
قالت سماح مفيش داعي
قال محمد لا أنا عايز أركب مع عمو عبدالله ده جبلي لعبه حلوه اوي
ثم ركض باتجاه المكتب و أحضر لعبه سياره و قال شايفه يا ماماا العربيه حلوه ازاي و قالي كمان لما أكبر هيعلمني السواقه أنا عايز اروح معاه يا ماما
أوقف عبدالله السياره و سأل محمد تحب ننزل و نتغدى بيتزا
هتف محمد ياريت أنا عمري ما دقتها
قالت سماح أنا هابقى أجبلك بيتزا بس دلوقتي لازم نروح بيتنا و بلاش نعطل عمو عبدالله
قال عبدالله بالعكس أنا هازعل اوي لو مكلتوش معايا
فتح عبدالله باب السياره و ترجل منها قائلا يلا يا محمد امسك ايد ماما و تعالوا نتغدى سوا
نزلت سماح من السياره و أمسكت بيد ابنها الذي قال أنا عايز بيتزا كبيره اوووي
ضحك عبدالله وقال أكبر بيتزا هتكون عندك دلوقتي حالا
جلس محمد بجوار كل من والدته و عبدالله يلتهم قطعة بيتزا تلو الأخرى غير مكترث لما حوله
قال عبدالله دون مقدمات أنا بفضل الله جهزت بيت كبير دورين الدور الأرضي هيكون فيه أمي و أختي و الدور التاني هنسكن فيه أنا و انتي و ابننا
قالت سماح پحده نعم !
قال عبدالله مترجيا أرجوكي يا سماح متعمليش نفسك مش فاهمه أنا كلمت الآنسه جنه ووصيتها تبلغك طلبي
قالت سماح بصوت خفيض مش وقته الكلام ده
قال عبدالله لا وقته أنا استنيت كتير و صبرت كتير بس خلاص مش هاستنى أكتر و أنا حاسس إنك بتبادليني نفس مشاعري بس بتكابري
هتفت سماح عبدالله الولد قاعد
قال عبدالله تحبي اطلب ايدك منه يا سماح بلاش تضيعي وقت عشان
قاطعته سماح يا عبدالله أنا لسه واخده ابني و مش عارفه هتعامل معاه ازاي أنا محتاجه وقت أتأقلم أنا و هو قبل ما افكر مجرد تفكير فالجواز
قال عبدالله بالعكس
ده هو ده الوقت المناسب
بدل ابنك ما هيلاقي أم هيلاقي كمان أب و هيعيش في أسره طبيعيه
قالت سماح معلش يا عبدالله سبني أفكر
قال عبدالله موجها حديثه لمحمد محمد ايه رأيك لو يبقى ليك أب كمان
قال محمد آه ياريت عشان ألعب معاه كوره زي باقي الأولاد ما بيعملوا
قالت سماح عبدالله أرجوك بلاش تدخل الولد فالكلام ده
أكمل عبدالله و ايه رأيك لو أكون أنا بابا
قال محمد بعد أن ابتلع قضمه كبيره من البيتزا ياريت أنا حبيتك اوي يا عمو
قال عبدالله بس في مشكله
سأل محمد بقلق ايه ياعمو
قال عبدالله ماما مش موافقه
نظر محمد إلى سماح و قال أرجوكي يا ماما أرجوكي وافقي أنا بحب عمو اوي و عايزه يكون بابا
الحوريه التي ساهمت في الإلقاء على شلة السبق
أثار هذا العنوان فضول عبير الرفاعي لتضغط على الصحفه التي تحتوي على تفاصيل هذا الخبر
و بمجرد أن فتحت الصفحه شهقت عبير قائله دي شبه جنه اوي
أكملت قراءتها للمقال لتفاجأ بأنها فعلا جنه و على الفور حملت حاسوبها و اتجهت إلى مكتب والدها
دخلت هاتفه بابا أنا عرفت جنه راحت فين !
قال جميل انتي بتتكلمي جد
قالت عبير طبعا يا بابا اهو اتفضل اقرا ووضعت جهاز الحاسوب أمامه على المكتب
نظر جميل الرفاعي إلى الصوره ثم قرأ المقال و قال أخيرا لقيتك يا بنت
قالت عبير بس غريبه جدا
قال جميل ايه الغريب اكيد راحت عند اخوها بس عترت فيه ازاي مش عارف
قالت عبير لا مظنش أصله امبارح ضافني عالفيس و قعد يسأل عن مامته و كده و زي ما وصتني مجبتش سيره إنه ليه أخت و هو كان واضح من كلامه إنه لسه ميعرفش إن جنه إخته إو حتى قابلها
قال جميل قولي لمامتك تحضر الشنطه بتاعتي هاروح و مش راجع الا و هي فايدي
الفصل التاسع عشر
صور تمنح حقوق و أخرى تظهر حقائق
انتي قلقانه كده ليه
سأل إياد جنه و هم في طريقهم لتناول الغداء مع عائلته
قالت جنه مش عارفه يمكن مكسوفه شويه منهم
قال إياد و هتتكسفي ليه و بعدين أنا جنبك ووقت ما تحبي هاروحك
أومأت جنه محاولة السيطره على خۏفها خۏفها من مدى تقبل أهله ارتباطه بها
فور ترجلهم من السياره قال إياد مطمئنا متقلقيش كلهم أصلا بيحبوكي انتي ناسيه لما بتي هنا
قالت جنه و أنا كمان حبتهم كلهم
و في داخل الفيلا كانت في استقبالهم د نوال التي رحبت بجنه مقبلة وجنتيها ثم أمسكتها من يدها و قالت هما قاعدين في الليفنج ادخل اقعد معاهم و أنا هآخد جنه معايا
سأل إياد بقلق هتاخديها معاكي فين !
قالت د نوال بمرح انت مالك عايزاها في حاجه سر !
أومأ إياد مغادرا و علامات القلق باديه على وجهه
فور مغادرته قالت د نوال أنا عايزه اوريكي حاجه مهمه تعالي معايا
سارت جنه و يدها بيد والدة إياد التي اقتادتها و صعدت بها إلى الطابق العلوي من الفيلا ثم دلفت إلى إحدى الغرف و تبعتها جنه
أغلقت نوال الباب و قالت دي اوضتي
قالت جنه جميله اوي
قالت د نوال تعالي نقعد هنا و جلست كلتاهما على السرير
قالت د نوال تحبي نتفرج على البومات صور إياد
قالت جنه بفرح أكيد يا دكتوره
نهضت د نوال و أحضرت ألبوما للصور ثم ناولته لجنه و قالت اتفرجي و قوليلي رأيك
فتحت جنه الألبوم و أخذت تقلب في صفحاته المليئه بصور إياد منذ طفولته حتى اليوم صوره و هو رضيع في حضڼ والدته صوره في المدرسه صور تخرجه و صوره في مواقع العمل و العديد العديد من المناسبات
أنهت جنه مشاهدة الالبوم و قالت الله دول حلوين اوي
قالت د نوال و لسه في غيرهم كتير و كل صوره منهم ليها ألف ذكرى عندى ألف لحظة فرحه مليون دقيقة قلق و ممكن خوف و انتظار إياد و نسرين دول فرحة و تعب العمر كله
قالت جنه ربنا يخليكي ليهم
قالت د نوال أنا بقول كده عشان تفهمي كويس إن من حقي أخاف على تعبي السنين دي كلها و بصراحه خطوبتكو فاجئتنا كلنا و أنا هاحترم قراره و هاعتبرك زي نسرين بالظبط لكن مش معنى كده إني موافقه ميه بالميه على قراره أنا لسه محتاجه أعرفك و اتأكد إنك هتكوني الزوجه المناسبه لابني و مش معنى كده إني هادخل ما بينكو يمكن هراقب من بعيد و لو حسيت في ثانيه إن سعادة ابني مش هتكون معاكي اعذريني وقتها هاضطر ادخل و بشده كمان
صمتت جنه شاعره بالاحراج الشديد و ربما الاهانه من كلمات والدته فليست تلك الطريقه التي تخيلت أن يرحب بها في أول زياره لأهله و لقد ظنت لوهله
أنها فعلا أرادتها
أن تتعرف على إياد و تستمتع بالنظر إلى حياته عبر الصور و لكن تلك الصور تعني حقوق حقوق والدته بأن تحدثها بذلك الشكل الصريح و الچارح
قالت د نوال متزعليش مني بس ده ابني و لازم أخاف على مصلحته و يلا بينا زمانهن مستنينا تحت
نهض إياد فور دخول والدته و جنه و قال انتو طولتوا كده ليه !
قالت د نوال ده احنا مكملناش نص ساعه و بعدين جنه كانت حابه تتفرج على الألبومات عشان كده خدنا وقت شويه و بعدين مش هتخليهم يسلموا عليها الأول
قال رفعت طه نورتينا يا بنتي
قالت جنه متشكره اوي يا جدو
نهضت نسرين من مقعدها بجوار كريم الذي نهض هو الآخر بدوره ليرحبا بجنه
و على المائده قال كريم مقترحا ايه رأيكو لو نعمل فرحنا كلنا سوا
قالت نسرين فكره حلوه جدا
قال إياد فعلا فكره حلوه
سأل كريم موجها كلامه لجنه و انتي يا جنه ايه رأيك
قالت جنه بتلعثم و الاحمرار يزين وجنتيها مش عارفه
قاطعها كريم قائلا يعني ايه مش عارفه لا لا متخليش إياد يخمك لو مش حابه قولي رأيك بصراحه محدش فينا هيزعل
قالت جنه بخجل اللي يشوفه إياد مناسب أنا موافقه عليه
قال كريم مازحا هو من دلوقتي عملك سي السيد
ضحكت نوال و رفعت طه لدعابة كريم التي لم تلق نفس الوقع
على كل من إياد و نسرين
ليعود كريم و يقول موجها حديثه لجنه أنا و نسرين اتفقنا هنقضي شهر العسل في أمريكا ايه رأيك لو أنتو كمان تيجوا معانا و متقوليش الي يشوفه إياد
قالت نسرين و قد لاحظت الضيق على وجه أخيها كريم ميصحش كده دي حاجه خاصه بيهم بلاش أسلوب الأمريكان ده الله يخليك
قال كريم أنا آسف يا جنه بس أصل شكلك كيوت اوي و انتي مكسوفه
قال رفعت طه بعد أن لاحظ الضيق على محيا حفيديه عارفين أنا و جدتكو رحنا فين في شهر العسل
قالت نسرين صحيح يا جدو رحتو فين
قال رفعت طه رحنا اسكندريه
ضحك معظهم ليقول رفعت طه انتو بتضحكو ليه