الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم سيلا وليد الجزء الثاني

انت في الصفحة 33 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

مع عائلتها لمس صورة وهي بالصف الثالث الثانوي تقبل مصطفى أثناء تكريمها لتفوقها ملس على ملامحها الطفولية مبتسما على ذاك اليوم 
عادت بعد تكريمها كان يسبح بالمسبح وصلت إليه وعقدت ذراعيها أمام صدرها 
ممكن أعرف مجتش حفلة التكريم ليه 
خرج من المسبح يجذب منشفته وتحدث بنبرة باردة 
مبروك كنت هباركلك هنا وبعدين كلهم معاكي مجتش عليا اقتربت منه تطالعه بحزن 
وجودك كان مهم ياإلياس تحرك أمامها وكأنها لم تحادثه لبعض الخطوات ثم توقف بعدما وجد وقوفها 
شايفك اتكرمتي وجيتي من غيري فين الأهمية في وجودي 
تعلقت بنظراته لبعض اللحظات ثم تحركت للداخل 
آسفة إن كنت ضيقت حضرة الظابط قالتها وتحركت دون حديث آخر 
استني عندك نظرت أمامها تضغط على شفتيها بقوة حتى لا تنساب دموعها 
أنا قدمتلك إعلام زي ماإنت عايزة مع إني مش مقتنع بالمجال دا وطبعا هتختاري صحافة دنا ينظر بمقلتيها 
لو ناوية على الإذاعة هحولك أي كلية تانية علشان منتعبش بعض في كتر الكلام هتدخلي صحافة قالها وتحرك من أمامها دون إضافة شيئ آخر
بعد أسبوعين استمعت إلى طرقات على باب غرفتها ثم دلف بعد السماح 
دلف للداخل وجدها تشاهد بعض البرامج السياسية اقترب وجلس بجوارها بعدما تابعت التلفاز دون أن تعيره اهتمام 
كلمت بابا يعينلك سواق ياخدك بكرة علشان تخلصي الحاجات المرتبطة بالكلية من اختبارات معرفش محتاجينك ليه
ظلت تتابع التلفاز بصمت تنهد يسحب نفسا طويلا ثم أخبرها 
مش عايز صداقة مع حد مهما يكون السواق هياخدك ويجيبك مفيش عربيات دلوقتي والعربية اللي بابا جابها مش هتركبيها قبل سنتين
هبت من مكانها وتعمقت بالنظر إليه 
خلصت أوامرك ياحضرة الظابط 
دي مش أوامر دا اللي المفروض تعمليه
دنت تجذبه من كنزته التي يرتديها بعدما أضرم النيران بداخلها 
ملكش دعوة بيا أركب عربية مركبش أدخل صحافة أدخل إعلام شيء ميخصكش أنا ماقولتش للباشا يدخل إيه يبقى هو مالوش يدخل في حياتي 
دنا منها فتقهقهرت للخلف 
نفسك دا مينفعش تاخديه من غير إذني عايزة تكملي تعليمك تعملي اللي قولته مش عايزة يبقى إتنيلي في البيت أهو تتعلمي حاجة في البيت 
اعتدلت تنظر بعمق عينيه وهدرت به 
اسمعني ياإلياس أنا مش هدخل صحافة حتى لو ھټموټني 
طيب لو جدعة عارضي أوامري 
مش لسة هعارض ياإلياس أنا معترضة أصلا حتى اهتز ولم يشعر سوى لحظات كانت من ڼار جهنم لكليهما اعتدل سريعا وهرول للخارج ېصفع قلبه بصڤعات ڼارية على ضعفه فتح باب غرفته پعنف وقام بتحطيم كل ما تحتويه يزأر على ضعفه الذي أهلكه بتلك الطريقة استمع والده للتحطيم فدلف للداخل 
إلياس فيه إيه ياحبيبي جذب هاتفه وتحرك للخارج دون رد 
أما هي فمازالت بمكانها كما تركها تنظر لسراب خروجه بضعف وجسدها مازال يرتجف من آثار قبلته كيف فعل بها ولماذا اقترب منها بتلك الطريقة مرت ساعات وهي لم تقو على الحركة أو الوقوف من مكانها بعد يومين دلفت والدتها بطعامها بعدما رفضت النزول فتساءلت عنه 
إلياس مارجعش كنت سامعة عمو بيزعق ربتت على ظهرها 
رجع من عشر دقايق بس قفل على نفسه ماتحاوليش تقربي منه لحد ماعمو مصطفى يعرف ماله قالتها فريدة وغادرت الغرفة نظرت للطعام الذي وضعته والدتها ثم توقفت بهدوء تحمل الطعام واتجهت إلى غرفته دلفت تبحث عنه وجدته يخرج من غرفة الرياضة وضعت الطعام على الطاولة 
إلياس استدار إليها كالملسوع ثم اقترب يهدر پجنون 
إزاي تدخلي هنا وليه تدخلي أصلا أوعي عقلك يوزك علشان اللي حصل يبقى خلاص إنك حاجة في حياتي إمشي اطلعي برة وإنسي أي حاجة 
استدارت وتحركت بعدما ذهلت من حديثه الذي شق قلبها لنصفين شهرا كاملا ولم يتقابلا بها
مرت الأيام إلى أن جاء أول أيام جامعتها هبطت بجوار فريدة سعيدة تتحدث مع فريدة بما ستفعله اليوم دلف من الباب بعد غيابه أسبوعا بعمله الأول بعد تخرجه توقف على بعد بعض الخطوات ينظر إلى تلك الطفلة التي نضجت وأصبحت أنوثة متفجرة لقلبه الطاغي قبلت والدتها وتحركت تجمع أشياءها ثم اتجهت إلى مصطفى تحتضنه كانت تتنقل بينهم مثل الفراشة على الزرع لم تشعر بوجوده سوى من حديث إسلام 
أبيه إلياس جه قالها إسلام الذي وصل إليه يحتضنه ضم الأخوان بعضهما البعض ثم تحرك إلى الجميع ملقيا السلام 
تحركت بجواره دون أن تعيره اهتماما تشير إلى والدتها أوقفتها فريدة 
حبيبتي لما توصلي طمنيني وبين المحاضرات ياميرو قبلت والدتها في الهواء وتحركت إلا أنها توقفت متسمرة على صوته 
استني توقفت تواليه ظهرها فاقترب منها 
السواق بعته مشوار مهم أنا هوصلك تحركت دون حديث مع نظرات فريدة عليهما جلست بجواره بالسيارة تنظر للخارج بصمت حمحم قائلا 
مبروك الكلية لو حد ضايقك عرفيني بس وشوفي هعملك فيه إيه 
استدارت برأسها تطالعه بسخرية 
ماحدش يقدر يكسرني ويضايقني غيرك توقف بالسيارة على جنب ثم استدار إليها بجسده 
اسمعيني قولتلك اللي حصل إنسيه وعلشان ترتاحي شبهتك بحد عزيز ماحستش بنفسي وخاصة لما شفتكو شبه بعض 
الټفت برأسها تنظر للخارج بصمت 
أسبوع اخر لم يلتقيا عاد ذات مساء بيوم ميلاد غادة واسلام بحث عنها بعينيه لم يجدها اتجه لأخته
كل سنة وانت طيبة يادودي 
حبيبي ياابيه ميرسي فتحت هديته
احلى أخ في الدنيا دا ولا ايه
خرج من ذكرياته على صوتها بعدما وجدها تجلس فوق الفراش 
الساعة كام وضع الصندوق بمكانه 
الساعة أربعة العصر قومي صلي العصر وضعت رأسها على كتفه تهمس بإرهاق تجلى بنبرة صوتها 
مش قادرة تعبانة ومرهقة هنام ولما أقوم انحنى ليحملها ثم اتجه للداخل يساعدها في الوضوء قائلا 
مينفعش تأجلي صلاة أحب الأعمال إلى الله الصلاة بأوقاتها أغلق المياه
صلي ونامي براحتك بعد دقائق ألقت نفسها على الفراش بإسدال صلاتها ونزع ذلك الروب وساعدها بارتدائه
ألقت نفسها على الوسادة تهمس بحبه 
بحبك أوي استند بذراعه على الوسادة يخلل أنامله بخصلاتها يبحر بعينيه فوق ملامحها مع دقات قلبه التي تثبت له أنها شريان نبضه في الحياة لا يعلم كيف وصلت لمرحلة أنها أغلى من الروح تمدد بجوارها واحتضن كفها يضعه تحت رأسه يهمس بنبرة خاڤتة بصوته الأجش 
بحبك قالها ليسبح بنوم عميق لا يشعر به سوى بأحضانها 
نفسي تبقى معايا على طول زي دلوقتي رفعت رأسها إلى وجهه تتجول بعينيها عليه باشتياق وأناملها تتحرك بهدوء على ملامحه 
ليه يوم عن يوم حبي ليك بيزيد أوي كدا داعبت وجهه بأنفها تحتضن عنقه 
قبل قليل 
بأكبر المشافي بالقاهرة كان جميع الأطباء في حالة ترقب من تشخيص حالة المړيض الذي بين أيديهم فاقد الحياة بعدما زأر إسحاق
بهم
جلست ملك بالخارج بأحضان والدتها تبكي 
بابا هيعيش ياماما صح نظرات ضائعة بكل الأنحاء وهي تتذكر دخول والدته عليه تصيح بحدة ارعبتها 
فاروق ملك مبقاش ليها قعاد هنا أنا هسافر انجلترا وهاخدها معايا 
إيه اللي بتقوليه دا ياماما عايزة تاخدي بنتي مني 
دارت الأرض تحت قدميه وشعر پألم يضرب صدره بقوة كأنه ېتمزق من شدة اللطمة القوية رفع كفه محاولا فتح زر قميصه وهو يشعر بالاختناق ولكن صوت والدته 
ولكن لسانه ثقل ولم يشعر بفمه الذي تعوج ليهوى على الأرضية يمسك صدره هرولت صفية إليه ودموعها تحفر وجنتيها 
قالتها بدخول إسحاق يتحدث بهاتفه ويضحك ولكنه توقف على صوت والدته 
هنا شعر وكأن أحدهم سكب عليه دلوا من الماء البارد ليشحب وجهه يهمس باسم أرسلان صړخت صفية باسم زوجها بعدما هوى بكامل جسده وازرقت شفتاه وكأنه فقد الحياة فاق إسحاق من صډمته على ضمة صفية لزوجها وبكائها 
فاروق صړخت بها صړخة تقشعر لها الأبدان وكأنه تركها ورحل لتصبح وحيدة كطفل يتيم فقد والديه 
اقترب إسحاق كالمچنون بعدما استمع ورأى أخيه بتلك الحالة ېصرخ بالأمن الخارجي أشار إليها 
وصلوا ماما للمطار مش عايز أشوف وش حد فيكم لما أعرف إنها وصلت لرحلتها 
إسحاق نظرة لها لأول مرة يحدجها بها 
أمي صابر عليكي علشان إنت أمي قالها واتجه إلى أخيه بعدما اتصل بالاسعاف وحاول بعمل إسعافات أولية لإعادة القلب للنبض مرة أخرى ضغطة خلف ضغطة وهو ېصرخ بصوت أرعب الجميع 
فاروق لازم تعيش سمعتني مش عايز تفرح بابنك ولا تقولي مبروك هتبقى عم فاروق قالها عدة مرات مع ضغطه لعضلة القلب بوصول سيارة الإسعاف فاقت من شرودها على خروج الأطباء 
حالة غيبوبة منعرفش هيفوق إمتى قالها الطبيب وتحرك مهرولا من أمام إسحاق الذي وقف كالأسد الذي يريد الانقضاض على فريسته وصل أرسلان مع حديث الطبيب ينظر بالوجوه كأنه يبحث عن والده ثم اتجه بنظره لعمه 
بابا ماله سمعت صوته ملك لتهب من مكانها تلقي نفسها بأحضانه 
بابي تعبان أوي يارسلان 
إهدي ياملوكة بابا كويس حبيبتي روحي عند ماما دلوقتي 
أرسلان الدكتور قال غيبوبة كانت عيناه على إسحاق الذي استند على الجدار خلفه يطالعه بعيون حزينة دفع الباب إلا أن الممرضة توقفت أمامه 
ممنوع يافندم دفعها بقوة يبعدها عنه ثم دلف للداخل بأقدام متراخية يريد أن يطمئن قلبه أن مايستمع إليه ماهو سوى ترهات فارغة والده بصحة جيدة هو يعلم أن والده لن يتركه هذا ماصور له قلبه الضعيف 
توقف يتطلع إلى جسده المسجى على الفراش يوصل به بعض الأجهزة سقطت مقاومته ونزلت دمعة عبر وجنتيه يشهق بصوت كالأطفال 
بابا قالها متسمرا ولم تقو أقدامه عن الحركة هنا فاق الۏجع قوة الاحتمال وهو يريد أن يطلق العنان لساقيه لتصل إليه كي يلقي نفسه بأحضانه كطفل عاد والده بعد فترة انقطاع طويلة ضاق صدره وانسابت عبراته يخطو بخطوات الطفل الذي يتعلم المشي وصل إلى فراشه وجثى بجواره وشهقة خلف شقهة ليحتضن كفه يقبله 
حبيبي إيه اللي حصل يوصلك لكدا 
تآذر الألم بداخله وهو يرى والده لاحول له ولا قوة دلف إسحاق سكب الألم داخله حتى كاد أن ېمزق أوعيته تدحرجت دمعة غائرة على وجنتيه وهو يرى حالة أرسلان بتلك الطريقة توقف وعينيه على الذي يجثو على ركبتيه بجوار أخيه 
هز رأسه يهمس بفحيح لنفسه 
أرسلان فاروق الچارحي وعد عليا الاسم دا يفضل لحد مايتكتب في شهادة وفاتك 
أخرج تنهيدة على هيئة حمم بركانية كادت أن ټحرق جوفه ورئتيه تحرك إلى جلوسه وضع كفه على كتفه يضغط عليه 
قوم وإسند نفسك إيه الضعف دا أبوك ربى راجل مش بنت علشان تبكي كدا قوم أخرجها من بين شفتيه پقهر الألم الذي يشعر به توقف مهزوزا يشير إلى والده 
إيه اللي حصل يوصل بابا لكدا ياعمو بابا طول عمره صحته كويسة 
حاوط أكتافه وتحرك للخارج 
مفيش شوية تعب في القلب الصبح هيفوق مش واثق من كلام عمك يالا وبعدين من إمتى ضعيف كدا هزه

من أكتافه 
اسمعني يالا أنا مكنتش بربيك وأطلعك راجل علشان في الآخر تطلع زي البنات ټعيط كدا فوق يابن فاروق علشان ماضربكش على وشك 
ألقى نفسه بأحضانه وارتفعت شهقاته كأنه لم يبك طيلة حياته يردف من بين بكائه 
ھموت لو حصله حاجة أنا قصرت مع بابا ياعمو رميت كل حاجة عليه وجريت ورا طموحي مفكرتش في
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 48 صفحات