بقلم سيلا وليد
انك هتكون ظلها انسابت عبراتها ونظراتها على ابنتها
على عيني اسبها معاك وهي بحالتها دي وكمان عز لما يعرف هيتجنن
رفع كفيها ولثمهما
احتوت وجهه بين راحتيها
انا مطمنة ياحبيبي بس قلب الام هكلمك على طول وبعد مااطمن على صهيب هجيلها اوعى ياجاسر تأذيها اوعى لو هي رفضت تقعد معاك
تراجع للخلف مذهولا من حديثها
مش موضوع ثقة اد ماهو موضوع خوف من اللي مرت بيه
اومأ متفهما ثم أشار لحقيبتها
ممكن تنزلي دي وأنا هشيلها وانزل بيها
فركت كفيها وعيناها تبحر فوقها
طيب هتاخدها فين لازم تطمني لو قريب اوصلها معاك ولو برة القاهرة يبقى نصيبي قلبي يفضل يوجعني عليها
اتجهت تلثم وجنتيها وانسابت عبراتها
سامحيني ياقلبي بابا يخف ونرجعك تاني
يعقوب عرف تسائل بها جاسر
أزالت دموعها وأجابته
عمك قاله كل شي قسمة ونصيب هو قال مسافر اسبوع أمريكا ولما يرجع هيتكلم تاني وباباك مش موافق على فسخ الخطبة علشان كدا عمك جوزهالك يريح الكل
هاتوهولي على المخزن القديم اتجه لأدويتها يقرأ مادون عليها فلقد استغرقت الساعات الطويلة بالنوم
تأفف بعدما وجد مدة نومها من ثمانية إلى أكثر ظل واقفا لبعض الدقائق وعقله منشغلا بها ماذا ستفعل إذا استفاقت ولم تجده أو تجد احد امسك هاتفا ووضعه على الكومودو وبجواره بطاقة ثم انحنى ولثم جبينها
بعد عدة ساعات
فتحت البطاقة وقرأت مابداخلها
عشقي لك
يشبه الادمان اعلم أنه مؤذي ولكن راحتي فيه
متل المطر يصيبني بالبرد ولكني مغرمة به
قطبت جبينها ثم اتجهت للهاتف و
جذبته ثم فتحته لم يوجد به سوى رقم واحد
قطبت جبينها متسائلة
رقم مين دا! وأنا فين المذهل أن صورتها على الهاتف
كان هناك في تلك الغرفة يستند بساقية الموضوعة على المقعد وهو يشاهد ذاك
المكبل من ذراعيه وأقدامه ويوضع بأسفله تلك النيران التي تشتعل أسفله وهو ېصرخ ووجهه الذي تشوه بالكامل بتلك المادة الحاړقة
صړخ ياحقير علشان تعرف تهجم على بنات الناس حلو دا أنا هقطعك حتة حتة
لسة لسانك عايز اقطعه عشان كلماتك القڈرة تحرم تطلعها على أي بنت قالها وهو يلكمه بقوة بوجهه حتى شعر بكسر أنفه
حرمت صدقني
استمع الى صوت هاتفه أخرجه ينظر لتلك الصورة التي أنارت هاتفه فهتف
صباح الورد قطبت جبينها متسائلة
انت مين قهقه عليها واردف مازحا
انا اللي متصل ولا إنت أكيد واحدة حلوة بتعاكس واحد حلو
زيي
جاسر همست بها وهي تنظر حولها بذهول توقف وهو يستمع الى لحن اسمه بنبرتها الشجية التي أرسلت إلى روحه ملاذا ككأس خمر ليتخدر ويجعله بحالة سكر بعشقها فقط
أجابها بنبرته الهادئة التي تخصها وحدها
عيون جاسر وكأنها لم تستمع إلى حديثه فتسائلت
انا فين ياجاسر وايه المكان دا
انت في قلبي ياجنجون نص ساعة وأكون عندك حبيبي مټخافيش مفيش غير قلبي اللي عندك ودا عمره مايأذيكي أغلق الهاتف متنهدا وقلبه يرفرف بالسعادة
بالمشفى
توقف جواد ينظر لنهى
يعني ايه جنى مش موجودة أنت مكنتيش مباتة معاها ارتبكت بحديثها وتهرب بنظراته منه اتجهت لغزل لتنقذها
انا معرفش ياجواد كنت مبيتة مع صهيب أصله كان تعبان وفكرت عز هيجي يبات معاها
تحرك جواد إلى كاميرات المشفى
دلوقتي هعرف ازاي خرجت يانهى هوت على المقعد تضع كفيها على صدرها تتنفس بهدوء
دققت غزل بملامحها
نهى رفعت نظرها إليها
بقولك ايه ياغزل من الاخر كدا جاسر جه واخدها انا خيبة ومبعرفش اكدب
شهقت غزل تضع كفيها على فمها
يانهار مش فايت عليك ياجاسر جلست بجوارها وكأن الأرض سحبت من تحت أقدامها
يالهوي على اللي جواد هيعمله اتجهت إلى نهى وانسابت عبراتها
جواد مش هيسكت ازاي تخليه يخدها يانهى الحريقة هتقوم في البيت
أطبقت نهى على جفنيها
كنت عايزاني اعمل ايه ياغزل وانا شايفة بنتي مش على لسانها غيره والدكتور اللي طلب من صهيب كدا قاله قربها منه علشان تحس بالأمان
صهيب همست بها غزل ثم وضعت كفيها على رأسها
ليه كدا ياصهيب الدنيا هتولع بين عز وجاسر اعمل ايه ياربي وأروح فين
قالتها بقلبا ينتفض نهضت وظلت تدور حول نفسها
جواد حازم عز جاسر ياربي دا كدا العيلة مش هيقوملها قومة
غزل اسكتي بقى جاسر كتب على البنت يعني هي مع جوزها ليه عز وجواد يضايقو أن كان على عز مش هيهون عليه جاسر وجنى
اهة طويلة خرجت من غزل
شكلك مش عارفة ابنك يانهى دا هيولع الدنيا ولا جواد اللي جه لخاله امبارح وقاله
دلوقتي أنا أولى بجنى من الغريب ضړبت كفيها ببعضهما
ياربي جواد يوقف مع مين ضد مين انا عارفة ابني الوحيد اللي هيضيع بينهم
وصل عز وخطوايه تأكل الأرض وزع نظراته بينهما
ايه اللي سمعته دا ياماما ازاي جنى تخرج من المستشفى وهي عايشة على المهدئات ازاي قالها صارخا اتجه لغزل متسائلا
فين جاسر ياطنط غزل
بقاله يومين مختفي والنهاردة اختي تختفي
امسكته من كتفه
ممكن تهدى ياحبيبي علشان نعرف نفكر ماما لسة بتقول أن جاسر قاطعتها نهى قائلة
عز أهدى واسمعني اختك تعبانة وكان لازم من حد تثق فيه
نعم حد تثق فيه اوعي تقولي الحد دا جاسر ركل المقعد بقدمه وعيناه يتطاير منها الشرر وظل يلكم الجدار خلفه
ازاي جالك قلب تخليه ياخدها ياماما هانت عليكي جنى هانت عليكي تكون بعيدة ومتطمنيش عليها اقترب من والدته وصدره كاللهيب
ازاي قدرتي تبعتي راجل غريب مع بنتك ياحضرة المهندس فين قيمك واخلاقك
صڤعة قوية على وجهه
شكلك عايز تتربى جنى خرجت من هنا مع جوزهاوبأمرمن والدك
صدمة ذهول وكأن أحدهم طعنه بخنجر بصدره وضع كفيه على وجنتيه
بعتي بنتك لحضرة الظابط ويبيع ويشتري فيها ومراته تذل فيها
كفاية بقى اخرص مش عايزة اسمع صوتك ابوك لسة عايش ياباشمهندس
وامشي من هنا استدار متحركا للخارج وكأن هناك من يطارده
عند فيروز
جلست بالشرفة حزينة تمسك هاتفها تنظر لصورهما
وعيناها كزخات المطر أطبقت على جفنيها وهي تعاود الاتصال مرارا وتكرارا ولكن هذا الهاتف مغلق اتجهت إلى ربى وهاتفتها
ألو قالتها بقلبا يأن ألما
اهلا يافيروز عاملة ايه
روبي عايزة اكلم جاسر لو سمحتي مش عارفة أوصله
تنهدت بحزن واتجهت إلى شرفتها تنظر لتلك الحديقة فأجابتها
جاسر مش في مصر يافيروز لما يرجع هخليه يكلمك
شهقة خرجت من فمها
وحياة جاسر عندك متنسيش اومأت ربى قائلة
حاضر يافيروز
عند جاسر
هرول إلى سيارته بعد ما انتهى من عمله يشير لذاك الرجل خده ارميه في أي مذبلة
انت فعلا قطعت لسانه ياباشا ارتدى نظارته الشمسية وأردف
رمقه شزرا وأشار بسبباته
ومتنساش أنه قرب من حاجة تخص جاسر الألفي واهو أخد جزاته
قالها واستقل سيارته يود لو أنه طائر وله أجنحة حتى يصل إليها
عند جنى جلست على الفراش تنظر حولها پخوف اتجهت تكتشف المكان تذكرت حديثه قطبت حاجبيها فهي في حالة لعقلها يترجم كلماته استمعت صوت بالخارج أسرعت إلى المطبخ بعدما تأكدت أن ذاك المكان ماهو إلا منزل عمها بالفيوم أمسكت السکين
انسة جنى انا منى ممرضة جاية علشان علاجك جاية