بقلم سوما العربي
البريك.. هطلب لنا اكل.
هزت رأسها موافقه وسارت باتجاه مكتبهم غافله تماما عن اعين الموظفين والموظفات يتحدثون عنهم.. تعتقد ان لا احد منتبه الى علاقتهم.
بعد مده جاء الطعام فوضعه امامهم وقال لصديقهم الثالث تعالى اتغدا معانا يا معتز.
معتز لا ياسيدي شكرا.. مابحبش اقطع على حد.
ثم خرج من المكتب نهائيا فقالت هى باستغراب هو قصده ايه.. هو شاكك فى حاجة.
وكالعادة... الغبى هو من يتعامل على انه ذكى... انه سيضحك على الجميع ولا احد سيكتشف خدعته فى حين الجميع يعرف كل شئ ويشير عليه من خلف ظهره.
زفر بقوه دون ان يتحدث يحثها على سواله ما بك.. وقد حدث فقال هو اتخنقت... بجد مابقتش قادر استحمل العيشه دى.. انا مش حاسس انى متجوز.. مافيش اى لغة حوار مابينا.. بنتكلم بس عشان الولد.. طلبات البيت.. انا عمرى بيضيع.. وهى ولا حاسه ولا بتسعى انها تحسن من نفسها عشان تعجبنى.. حتى بطلت اعلق على كلامها وتصرفاتها عشان مابتتغيرش.. لا
المعتاد... كلام جذاب معذب.. ينم عن مدى عڈاب صاحبه.. مقنع الى درجة كبيرة للكثير من الفتيات وخصوصا تلك التى بلا خبره كسلمى رغم كبر عمرها. هو غير مرتاح.. غير سعيد.. هى لا تريحه لا تناسبه.. دائما تصدقه.. دائما تتأثر من حديثه.. تتخيل تلك المرأة زوجته على أنها انسانه غبيه غير مهندمه المظهر مشاعرها جامدة قاسېة.. حالها حال فتيات كثيره يخدعهم الرجال بتلك الكلمات.. لم تسأل نفسها يوم.. وماذا عن زوجته.. هل هى سعيدة هل هى كذلك حقا.. ولكنه احمد حبيبها.. بالتأكيد هو صادق.. زوجته هى الغير صالحه له.. ستظل معه هو يحتاجها.
وقفت حبيبه بسعاده مجهولة المظهر تضع مكياج رقيق يناسب سمرتها الرائعه.. كحل عربى اسود يذيب قلوب ملايين.. روج يناسب ماترديه.. فستان محتشك ولكن مزهل.. تعلم هى تملك منحنيات رائعه.. خرجت سريعا من المنزل ووقفت حائره الى ان قررت هركب تاكسى مش هستخسر فى نفسى واركب ميكروباص يعنى بالفتسان وشعرى.. يالا مش خسارة فيا.
هو أيضا كذلك.. لم يكن اقل منها.. بل يمكن الوصف انه اكثر.. تلك السمراء الفاتنة... ااااه والف اااه منها... شعرها الاسود الكثيف.. عيونها السمراء الجميله.. بشرتها اللامعه.. جسدها اللمتلئ قليلا.. روحها واااه من روحها المرحة.. يعشق عفويتها.
يقف وسط الحضور ينظر فى ساعته ينتظرها.. صوت اخته بجانبه حذبه وهى تقول لسه شويه.. مش هتيجى دلوقتي.
داليا هيكون مين غير نورا خطيبة
معاليك.. بس انت عارف.. هى بتحب تروح اى مناسبة اخر واحدة.. مبدئها ان الضيوف المميزين بييجوا متأخر.. وعشان ټخطف الانوار والانظار وتاخد السوكسيه كامل ليها.
زفر بمهل.. نورا فعلا تفعل ذلك ولكن مالم يكن يعمله ان هناك أحد يعلم ذلك.
شعرها المموج منثور حولها.. تبدو مزهله.. تذهب العقل.
بلا استئذان حتى من اخته ذهب لها وداليا تتابعه بتسليه وحاجب مرفوع.
اقترب منها وقال فى ميعادك مظبوط.
حبيبه امال يعنى اجى على ميعاد البوفيه.. هيبقى شكلى وحش.
ضحك بقوه.. ماذا تفعل هى به.
وحيد بإعجاب شديد شكلك حلو اووى النهاردة... الفستان يجنن عليكى.
حبيبه امممم. واضح ان مجال شغلك علمك ان لسانك يبقى حلو.
وحيد ده صحيح... بس مش مع كل الناس.
حبببه يعنى مش بتجامل اى حد.
وحيد لا طبعا مش اى حد بلص انى دلوقتي مش بجاملك اصلا.. انتى فعلا حلوه اوى يا حبيبه.
اسمها جميل.. حبيبه اسم جميل.. رأته اليوم فقط جميل.. منذ قليل كان اسمها عادى.. لكن بعد نطق ذلك الوسيم له اصبح مميز... حلو.. غير عادي.
نظر لها وقال مازحا وهو يرى صمتها ايه سكتى ليه... اوعى تكونى اتفاجئتى انك حلوه.
حبيبه لا مش كده.. بس سرحت شويه.
وحيد بس برافو عليكى... شغلك هايل.. انا بحب جدا البنت الشاطر الطموحة.
حبيبه يعنى لو مش شاطره ومش بشتغل يبقى ماعجبش حد.
وحيد انا ماقولتش كده.. فى بنات كتير كويسين بس مش عارفين يشتغلوا. وفى الى مش عارفين يبدأوا ازاى ولا منين.. بس انا بتكلم عنك بالخصوص.. انك موهوبه لأ وبتطورى من نفسك كمان.
حبيبه شكرا جدا.. حضرتك زوق اوى.
ظلوا يتحدثون براحه وانجذاب.. سعادة تحوم حولهم.. الى ان قطع الحديث صوت صديقه اوووو.. نفرتيتى... لا أصدق.
التف وحيد له وقال جو.. مرحبا يا رجل.
جون رحبا بك انا عزيزي... أتذكر تلك ال... قاطعه منبها انسه حبيبه مندور.. مصممة حمله الدعاية للمنتج الجديد تجيد
التحدث بالإنجليزية.
ليست غبيه... علمت أن هناك شئ يريد مداراته... ينبئ صديقه الا يطول فى الحديث فهى تعرف لغته.
أخرجها من شرودها صوت صديقه اسمحيلى انستى ان أبدى اعجابى بجمالك الغير عادي.. انتى بالتأكيد اميره فرعونية هاربة من أحد المعابد.
وحيد بغيظ جو... ماذا تقول.
جو اقول ما اراه صديقى... هى مجسد هى لأجمل ملكات العالم.. نفرتيتى
.. سمارها غير عادى.
وحيد يكفي جو.
جو باصرار مارأيك عزيزتى.. لما لا تعملين معانا كموديل اعلانات.
وحيد اى هراء تقوله انت.
جو ماذا.. نحن نصنع كريم اساس للنساء لتوحيد لون البشرة مع الوجه وباقي الجسد.. نحتاح لكل درجات البشرة.. لن نجد فتاه ببشره مذهله مثل تلك السمراء الرائعه.
وحيد بغيره جديدة عليه جو... انسى الامر.. حبيبه ليست للعرض.
هل يغار! .. وهى سعيده!.. نعم شعرت بذلك.. ليست صغيرة او ساذجة... هذه غيرة رجل.. يبدو أيضا من نطرات التسلية التى على وجه صديقه انه فقط كان يثبت لنفسه وله شئ ما.. النظرات المتبادله بينهم أكدت ان وحيد فهم الرساله واقر بالأمر.. هو يغار.
رجفة سرت بجسدها.. شعور بالبروده بعد الدفئ.. الوقوع في سابع أرض بعدما كانت تحلق في سابع سماء.. مرتبط... هو مرتبط.. ولكن حديثة المعسول .. اكيد دبلوماسية اعتاد عليها.. نظرات الإعجاب.. يهيئ لكى فقط حبيبه.. من انتى بجوار تلك البيضاء ذات الشعر الأحمر.. تستحقى تلك الڼار التى تشعرين بها.. انتى من تناسيتى من البداية انه مرتبط بأخرى. اذهبى لبيتك ولملمى شتات روحك... انقذيها قبل الڠرق بذلك الرجل ذو اللسان المعسول والدبلوماسية الشديدة وكأنه ينقصه شيء على وسامته.. احترقى بصمت ارجوكى انتى فقط من تماديتى بما لا يحق لكى لا تجذبى انظار احد ارجوكى.
يبحث عنها بعينيه ولم يجدها... تبا لنورا وله ولتلك الخطبه.. تبا لكل شئ.. يشعر بڼار تكوى فؤاده.. بالتأكيد فهمت انها لا شئ له... مهلا وحيد... من المفترض أن يكون مايربطك بها العمل فقط... هل عشقتها يا تعيس الحظ.. ماذا عن نورا وماذا عن قلبه اين ذهبتى حبيبتي الحزينه
فى نفس الحفل يقف شاهين على بغير راحه.. ينقصه شئ لا يعلم ماهو ولكن هناك شئ ناقص.. او ربما غير مرتاح. من من لا يعرف هو فقط غير مرتاح.
نظر لمن وقق بجواره وقال انا قولت حفلة زى دى مش هتفوت
ابو حديده برضو.
تحدث امجد بوجه مشرق على غير العادة مانت عارفنى... اموت فى المليطه.
رفع شاهين حاجبه وقال ابو حديده بيضحك... ده أنا كنت قربت اسميك ابو تكشيرة بدل ابو حديده... مالك.
تنهد بقوه يتذكر تلك الصغيره صباحا تقدر تقول كده انى لاقيت الى بقالى سنين بدور عليه.
شاهين وهو ايه بقا.
امجد الراحه... الحب.. الدفا.. انا عارف.. انا لا عيله ولا أهل ولا صحاب بجد غيرك.
شاهين ولاقيت كل ده فين.
ابتسم بحب تذكر تلك الصغيرة صباحا ومعالم الصدمه مرسومة على وجهها.. فمها المفتوح پصدمه وهو يأمرها ان تغلقه لمصلحتها والا اغلقه هو بطريقة يرحب بها جدا.
شاهين اييييه... انت يا عم السرحان.. ماتحكى اخلص.
امجد بنت.. بنت صغيره قابلتها صدفه.. قابلتها صدفه وصلتها لأهلها واتغديت فى بيتهم... من يومها وهى مش بتروح عن بالى ابدا.. بقيت اتابع كل اخبارها من غير مل احس.. ويوم ماعرفت انها فتحت لجارهم من غير حجاب اټجننت.. عرفت ان دى
ڼار الغيره وعرفت انى حبيتها.
قاطعه شاهين بس بس استنى انت
هتغفلنى.. عرفت منين انها فتحت لجارهم بشعرها.
امجد احممم.. ماهو.. احمم ماهو انا مهكر موبيلها.
شاهين يخربيت دماغك.. عملتها ازاى دى.
امجد لا دى اسهل نقطة في الحكايه كلها مش ده المهم.. انا كنت عايز ابقى معاها طول اليوم بأى طريقة وهى طول ماهى متوصله بالنت تبقى قدامى صوت وصورة.
شاهين يابن الجنيه... طب وعندها كام سنه
امجد 19.
شاهين نعم يا اخويا.
امجد زى ما سمعت.
شاهين انت عبيط ولا اتهطلت على كبر.. دى عيله لسه.
امجد عيلة بس هى الى حركت جوايا الى غيرها ماعرفش يحركه.. راحه وحب بحسهم معاها لدرجة بنسى كل الناس وبنسى انا فين وبعمل ايه يبقى طظ في السن طظ في الناس طظ في اى حاجة غير الى انا عايزه طظ في اى حاجة غير راحتي الى لاقيتها أخيرا معاها.
_____
لم يستطع الذهاب الى نادين او اى سيده من نساءه... كلمات صديقه تتردد فى أذنه.. كأنه كان جهاز تنبيه له.. مايشعر به صديقة شعر هو به قبلا ومع منمع تلك الصغيره... لكن انت تكرها بشده.
البيت كله ضوءه خاڤت... يبدو الجميع نائم. سيصعد لغرفته للنوم أفضل من اى شئ.
صوت أخرجه من كل شئ... صوتها يناديه.. انظر اسفل السلم وجدها تقف على أعتاب المطبخ..
تقدمت هى تحاول ان تنحى كرهها ومقتها منه جانبا تذكر نفسها منذ الصباح لو ليك حاجة عن الكلب قوله ياسيدي.
نظر هو الى ثوبها الطويل وحجابها الملفوف باهمال بعض الشئ ولكن بديع عليها. جميلة جدا جيسيكا.
نادت عليه مجددا قائله ممكن اتكلم معاك ثوانى.
رد هو ايه الى مصحيكى وبتعملى ايه فى
المطبخ.
قالت عندى مذاكره كتير اوى وكنت محتاحه ساندويتش وحاجه اشربها.
تقدمت نحو الدرج قائله عايزه اتكلم معاك ضرورى.
لن يستطيع صدها.. بكل طواعيا هبط الدرج وذهب معها الى المطبخ.
جلس على المقعد امام طاوله المطبخ الموضوع عليها طبق فاكهه كبير وبعض الادوات.. وضعت هى علبة المربى وفتحتها تضع القليل منه على عيش التوست.. وجدته ينظر لها ولما بين يديها فقالت بسجيتها جعان
كلمه بسيطة.. سؤال من كلمه واحده ولكن قلب عليه مواجع كثيره.. لم يساله يوما احد جعان شبعان.. دافئ او يرتجف برودة.. هو شاهين.. الكبير.. لابد وأن يتحمل.. الكل يعتقد انه حمول لدرجة كبيرة.. شاهين لا يجوع لا يتعب لا يمرض لا يختنق.
لم تجد رد فقط عين عليها وعين على ما بيدها. اقتربت منه ومدت ما بيدها لفمه ففتح فمه بطاعة اذهلتها. وجدته يقضم الطعام من يدها بهدوء كطفل يتيم لا يحمل قوت وجبته رغم أنه شاهين الحوفى يعتبر مالك هذا القصر وما فيه بما فيهم علبة المربى وقطعة