الأحد 24 نوفمبر 2024

انا جوزك الجزء الثالث

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

١٣١٤
الفصل الثالث عشر.
أنا_جوزك. 
الفراشة_شيماء_سعيد.
مر شهر كامل عادت به الحياة إلى طبيعتها سمارة و صافية الآن بمنزلهما القديم.. سمارة تدير محل الحلويات و صافية تعمل معها ربما عادوا لأرض الأمان من جديد إلا أن الروح القديمة إنتهت و انتهكت من الأوجاع...
بالمحل...
أغلقت سمارة علبة الكيك ثم أعطتها للشباب قائلة بابتسامة هادئة 

_ اتفضل يا فندم كل سنة و ابن حضرتك طيب..
أخذ منها الرجل العلبة ثم رد عليها بنفس الإبتسامة 
_ و حضرتك طيبة أنا المدام عندي صممت حاجات الحفلة تبقى كلها من عندكم.
_ شكرا لثقتها الغالية فينا...
ذهب الرجل لتجلس سمارة على المقعد بتنهيدة حارة كم مؤلم العودة لنفس النقطة بلا أي مكسب بل أصبحت الخسائر أضعاف لفت انتباهها صافية التي تبكي بصمت قامت من مكانها سريعا مقتربة منها بلهفة قائلة 
_ بټعيطي ليه مالك!...
رفعت صافية عينيها الغارقة بالدموع لشقيقتها ملامحها تعبر عن الكثير عما بداخلها و لسانها يعجز عن وصفه اشتاقت لهذا الشعور الذي كانت تعيشه معه زاد نحيبها ثم أردفت بنبرة متقطعة 
_ أنا طلعت بحبه يا سمارة...
حدقت بها الأخرى مردفة بتردد 
_ أومال كنتي بتعملي كل ده عشان يحبك ليه لما أنت مكنتيش بتحبيه وقتها!..
رفعت كفها المرتجف لتزيل بقايا دموعها ثم قالت بتعب 
_ كنت عايزة بيت و عيلة و أمان مكنتش عايزة أبقى عمري 18 سنة و اسمي مطلقة خۏفت من نظرة المجتمع و إحنا بنتين في الدنيا لوحدنا يا سمارة بس برضو خسړت و ضعت.. المشكلة الأكبر إني حبيته حتى قلبي خسرته في الرحلة القصيرة دي...
فتحت سمارة ذراعيها لتلقي الأخرى نفسها بين أحضان شقيقتها بكت لتخرج من قلبها هذا الۏجع أما سمارة فظلت كما هي اعتادت على أن تكون الضلع الأقوى دائما قبلت رأس صافية عدة مرات بحنان ثم همست 
_ أنا آسفة حقك عليا...
سألتها صافية بتعجب قائلة 
_ بتعتذري ليه أنا اللي عملت في نفسي كدة..
نفت سمارة مردفة 
_ لأ أنا اللي وصلتك على بابه من غير ما أفكر ممكن يحصل ايه حقك عليا يا صافية...
قبل أن ترد عليها صافية رأت طيفه يأتي من أمام باب المحل فركت عينيها بعدم تصديق أهي وصلت لتلك المرحلة من الهلوسة!.. رنين صوته جعلها تتأكد إنه حقيقة ملموسة أمامها دلف شعيب و معه ثلاثة من الرجال اقترب من سمارة مردفا بابتسامة جادة 
_إزيك يا سمارة أخبارك إيه مش ناوية ترجعي شغلك!...
حدقت به سمارة بشراسة قائلة 
_ أنت جاي تعمل إيه هنا يا شعيب...
جلس على المقعد الذي تجلس عليه صافية الشاردة و يده الأخرى تتجول على وجهها تزيل دموعها العالقة ثم قال بهدوء 
_ جاي آخد مراتي يا سمارة ما هو أكيد مش هسيبها أكتر من كدة...
ردت عليه سمارة ساخرة 
_ لسة فاكر إن ليك ست هنا... بقولك ايه أخرج على بيتك يا باشا بدل ما أنسى إننا كنا أصحاب و أمسح بوشك بلاط المحل كله...
رفع شعيب حاجبه قائلا 
_ كل ده و لسة عاملة حساب إننا أصحاب على شيل الكلفة بنا...
فاقت من دوامة أفكارها و أبعدت ذراعيه عنها بقوة قبل أن ترد عليه بقوة 
_ عايز إيه يا شعيب بيه..
اشتاق لملامحها نبرة صوتها نظرة عينيها إبتسامة شفتيها كل جزء بها اشتاق إليه و أصبح لا يتحمل أو يتقبل البعد أكثر من ذلك أغلق عينيه مقربا وجهه من خصلاتها ليأخذ أكبر قدر من عبيرها الرائع هامسا بنبرة صوته المهلكة 
_ وحشتيني...
انسحبت سمارة من المكان بهدوء تاركة لهما بعض الخصوصية..
أما بالداخل كتمت أنفاسها مع هذه الكلمة أرادت الهروب معه لأبعد مكان ممكن إلا أن صورة غادة عادت الي عقلها لتردف 
_ أنا مينفعش أكون رقم اتنين الاتفاق اللي بنا خلص قولت لو عايزة اخرج من حياتك أخرج مدام و أظن كدة بح اتفضل بقى عايزة ورقة طلاقي و أنت عيش مع الست اللي بتحبها...
تنهد بتعب من حديثها مردفا 
_ مهو أنت حبيبتي...
فتحت شفتيها باعتراض ليحملها على ظهره يحكم قبضته عليها و باليد الأخرى أشار الي رجاله بفتح الباب رأته سمارة لتبتسم لهما بسعادة مشيرة الي شقيقتها من الخلف بمعنى إلى اللقاء..
وضعها شعيب بالسيارة لتصرخ بقوة قائلة 
_ أنا مش جاية معاك نزلني...
أشار لأحد رجاله أن يقف على بابها يمنعها من الخروج ثم صعد من الجهة الأخرى بجوارها مردفا قبل أن يضع القليل من المخدر على أنفها 
_ معلش يا حبيبتي لازم تنامي الطريق طويل و أنا مش عايز فضايح.. أحلام سعيدة يا قلب شعيب...
_______ شيماء سعيد ______
بمنزل صالح الحداد على الفطار...
جلست حبيبة تنظر إلى شقيقها بتوتر بعد ذهاب أطفالها للنادي كان الآخر يأكل بوجهه العابس دائما كأن عليه ثأر أخذ قطعة من الجبن ثم رفع طرف عينه لحبيبة مردفا 
_ سامعك قولي اللي قاعدة بتترعشي عشانه...
هذه من تبقت له من رائحة والده ابنته التي تربت على يديه منذ نعومة أظافرها و كبرت أمام عينيه يوما بعد يوم يقرأها مثل الكتاب المفتوح ابتلعت لعابها پخوف ثم أخذت نفس عميق تحاول به التحلي ببعض القوة قائلة 
_ أنا مش عايزة أفضل كدة يا صالح عارفة إنك پتخاف عليا بس أنا تعبت و مش قادرة أكمل بالطريقة دي..
ترك صالح الشوكة من يده ثم سألها مرة أخرى 
_ من غير مقدمات يا حبيبة قولي عايزة إيه!...
عضت على شفتيها لعدة ثواني تمنعها من الارتجاف ثم قالت بنبرة متقطعة 
_ أنا عايزة أنزل أشتغل مش عايزة أبقى على الهامش أرجوك يا صالح خليني أختار صح مرة واحدة في حياتي...
توقعت ثورة من الصړيخ و الرفض لذلك أغلقت عينيها بقوة قبل أن تسمع أي كلمة منه إلا أنها تفاجأت بشفتيه على خصلاتها يقبلها بحنان و اعتذار قائلا 
_ حقك تختاري طريقك لأني لما أخترت مكانك ضيعتك...
فتحت عينيها بذهول قبل أن تتعلق بعنقه مردفة بسعادة 
_ بجد يا صالح هشتغل!..
قبل رأسها عدة مرات ثم أومأ إليها بهدوء و إبتسامة صافية قائلا 
_ بجد يا حبيبة بس عشان تبقى في أمان خليني أختار مكان شغلك يا باشمهندسة...
سألته بتوتر 
_ هشتغل فين!..
لم يرد عليها بل رفع هاتفه متصلا برقم ما و بعد عدة ثواني أردف 
_ سند الكبير وحشني يا جدع..
رد عليه سند بوقار و إبتسامة هادئة 
_ دكتور صالح ليك وحشة يا راجل بس أنا عارفك بتاع مصلحتك قول متصل ليه!
سند الكبير بطل الرواية الجديدة بعنوان سند الكبير
ضحك صالح علي لسان صديقه الذي دائما ما ينقط من هذا العسل الأسود ثم تنحنح قائلا 
_ أنا عارف إنك مش بتشغل ستات عندك في الكفر بس عندك مكان فاضي في المزرعة لأختي و الا لأ!....
مرت دقيقة كاملة حتى تحدث سند بهدوء 
_ مقدرش أقولك لأ بس أنت من امتا بتشغل الحريم مش دي مرات حسن برضو..
حك صالح مقدمة ذقنه ثم قال 
_ لأ اطلقوا الموضوع طويل أخلص اللي ورايا و آجي أقعد مع الحجة شوية

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات