الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سيف وسيلين الجزء الثاني

انت في الصفحة 17 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


بتردي
عليا الكلمة بالكلمة بعد ما كنتي زي الكلبة... 
بتجري ورايا من حتة لحتة عشان أرضى 
عليكي... بس ملحوقة أنا هعرف إزاي أجيب 
مناخيرك الأرض و أعرفك قيمتك من ثاني .
في الأعلى...
كانت يارا تقف تحت المياه الفاترة في الحمام
تفكر في أيامها التي أصبحت متشابهة... مملة
روتينية خاصة الاسبوع الماضي حيث عاملها

صالح وكأنها غير موجودة معه في الجناح
لا يكلمها إلا عند الضرورة و يكتفي بسؤالها
عن صحتها و عن صحة الجنين فقط
حتى أنه لم يتحدث في أمر ضربه لها 
و كأن الأمر لم يحدث على الإطلاق . 
توقفت عما تفعله و هي تلاحظ الهالات أسفل
عينيها من شدة إرهاقها و قلة نومها
طوال الأيام الفارطة... تأففت و هي تفتح
علبة المرطب لتضع بعضا منها على وجهها
و رقبتها و ذراعيها قبل أن تنتفض فجأة
و تلتفت وراءها بعد أن سمعت صوت باب
الغرفة يفتح...
توترت و جف ريقها و هي تراه يدلف بجسده
الضخم و طوله الفارع الذي بث بداخلها
الړعب...إرتعشت يداها ممثلة الانشغال
بوضع بعض مستحضرات التجميل على
وجهها بينما كانت دقات قلبها تتسارع على 
وقع خطواته التي تقترب منها بهدوء ممېت 
ليسحب المشط من على التسريحة يبدأ
في تسريح شعرها و عمل ضفيرة متناسقة 
إنتهى ليوقفها 
تململت يارا تريد الإبتعاد عنه و هي تشعر 
برغبة عارمة في التقيئ بسبب رائحة 
عطره القوية التي تغلغلت داخل رئتيها 
لكنها تحاملت على نفسها حتى لا تظهر 
إشمئزازها المعتاد منه رغم أنها بداخلها 
كانت متأكدة أنه شعر بنفورها لكنه كالعادة
يستطيع السيطرة على ملامح وجهه المبتسمة 
رغم غضبه منها و ذلك ليجاريها.... 
نطقت
بصوت مرتعش رغما عنها 
عاوزة أدخل أغير هدومي .
لم يعلق بل تركها تذهب و هو يشيعها
بابتسامته الغامضة التي زينت شفتيه
قبل أن يتجه نحو الشرفة.....
إرتدت قميصا شتويا بلون الكراميل الفاتح 
و تنورة طويلة بنفس القماش بعدة ألوان 
مختلفة لكنها غير متنافرة.... 
خرجت لتجد صالح ينتظرها أمام باب غرفة
الملابس و حالما وقعت عيناها عليه لاحظت
أنه كان يتفرس ملابسها بدقة قبل أن يحرك
رأسه بعلامة رضا....سار عدة خطوات قبل 
أن يجلس على حافة السرير ثم أخرج يده من 
جيب بنطاله ليشير لها بأن تقترب.....
مشت يارا باتجاهه. بخطوات مترددة قبل
أن تتوقف على بعد خطوتين منه مما جعله
يرمقها بنظرة تدل على إستغرابه الذي قاطعته
قائلة 
عاوز إيه
رأته و هو يضرب بخفة على حافة السرير
بجانبه قبل أن يجيبها بصوت هادئ 
أقعدي....
لم تشأ إثارة مشكلة فهي تعلم أنه عنيد و لن
يستسلم حتى تفعل ما يريده لذلك أرادت
إختصار الأمر لتجلس لكن ليس في نفس
المكان الذي أراده هو بل أبعد بقليل...
لاحظت تضايقه لكنه ما فتئ أن تجاوز الأمر
و هو يشير لها بعينيه قاصدا الحزام الأسود
الذي كان يحد التنورة من الأعلى معلقا 
مش مضايقك صح...
حركت رأسها بنفي لكنها تفاجأت به يقترب
منها ملغيا المسافة بينهما ليتلمس الحزام
متفحصا إياه و هو يردف بعدم إعجاب 
بس أنا ملاحظ إنه كابس على بطنك شوية
أنا بقول تغيريه أحسن عشان إحتمال ميخليش
البيبي يتنفس .
تجزم أروى أنها لو كانت في وضع مغاير
لإنفجرت ضاحكة عليه...تمالكت نفسها بصعوبة
ثم أجابته مفسرة 
لا أنا مرتاحة فيه و بعدين البيبي لسه حجمه
صغير جدا يعني مش هيضايقه و لا حاجة...
لو خلصت كلامك أنا عاوزة أنزل تحت. 2
تحدث بينما لإنزال اصابعه تعبث بالحزام 
لا... خليكي في موضوع مهم عاوز أتكلم
فيه معاكي.
شعرت يارا بانقباض في قلبها بينما إرتعش
جسدها بشكل لا إرادي بعد سماعها لما قاله
لا ترتاح أبدا و عن تجربة كلما أخبرها بأنه يريد
أن يتحدث معها لأن كل مواضيعه هي عبارة عن مصائب متتالية...رفعت رأسها لتنظر له بتفحص
و عيناها تسألانه بعدم صبر لكنه طمئنها قائلا
و هو يأخذ يديها المرتعشتين بين كفيه 
مټخافيش...مفيش حاجة تستاهل ردة فعلك
الأوفر دي...إهدي عشان نعرف نتكلم إنت
ليه دايما محسساني إني وحش و ممكن في أي دقيقة آكلك..... 
ضحك بعد أن إنتهى من كلامه لتظل يارا تنظر
له قبل أن تنطق معترفة 
ما إنت فعلا كده 
تأفف و هو يقرب جذعه العلوي منها لييتنشق
رائحتها مضيفا بانزعاج واضح 
مش قلتلك متغيرهوش...
أسرعت لتوضح له بينما كانت تجاهد لتحرير
يديها التي اطبق عليهما رافضا تركها 
داه الجل دوش...أنا لسه محطيتش
برفيوم....
لاحظت إرتياح ملامحه لتضغط على أسنانها
بغيض من تفكيره الذي يشبه تفكير الأطفال
أحيانا...هل وصل به مرضه أن يهتم بهذه
الأمور التافهة كتغييرها لعطرها بينما يهمل
الجوانب المهمة في حياتهما...كالعادة تعلن
إستسلامها للمرة الالف أمام عقله الغريب....
أخرجها من تخيلاتها صوته و هو يحدثها.
و من حسن حظها أنها إنتهت له منذ
اول كلمة 
بصي أنا عاوز أعرض عليكي إتفاق او صفقة
سميها زي ما تحبي...المهم عاوزك تفكري بسرعة
و تجاوبيني عشان الوقت مهم جدا في الحكاية
دي .
يارا بتعجب..صفقة إيه
صالح بمكر..إنت مش كنتي عاوزة تروحي 
تباتي عند مامتك يومين ثلاثة عشان ترتاحي
مني...
يارا بتعجب..أكيد مش هتقلي إنك موافق.
صالح بابتسامة غامضة..
أديكي قلتيها بنفسك... موافق عشان تعرفي 
بس إني مش وحش زي ما أتهمتيني من شوية 
يا بيبي.
رفعت يارا حاجببها بعدم تصديق و هي تردد 
كلامه..بجد موافق... يعني هتسيبني اروح 
عند ماما و ريان يومين .
صالح بابتسامة خلابة لا تخلو من الخبث 
تؤ.. ثلاثة أيام و ثلاث ليالي إيه رأيك في 
العرض داه .
لم تصدقه يارا رغم أنها إبتسمت كالبلهاء
و هي تتخيل نفسها في غرفتها القديمة 
في فيلا والدها...لكن لم تمر سوى لحظات 
لتتلاشي تلك الإبتسامة و يحل محلها الضيق 
فهي تعلمه جيدا من المستحيل أن يوافق 
فجأة على طلب لها حتى و لو كان بسيط 
دون مقابل....
لتنطق بما جعله بتفجر ضاحكا 
و إيه المقابل .
توقف عن الضحك بعد أن تغلبت عليه 
رغبته في تقبيل رأسها و هو يقول من بين 
ضحكاته 
أكثر حاجة بعشقها فيكي هي دماغك 
دي...بحس إن
مفيش ست في الدنيا 
هتقدر تفهمني قدك.
اضاف بينما إكتست ملامحه بعض الجدية 
صح في مقابل طبعا.. بس بسيط جدا 
لو وافقتي عليه هنفذلك طلبك و لو موافقتيش
يبقى نستنى الاتفاق اللي بعده....المهم 
من غير ما طول عليكي أنا عاوز نقضي 
يوم حلو مع بعض كأي زوجين طبيعين 
تجوزوا عن حب...يوم واحد تعيشي 
فيه معايا فيه زي ما أنا عاوز بس بإرادتك....
رمشت يارا بأهدابها عدة مرات و هي 
لاتزال تحاول فهم ما يقوله لها لكنها عجزت 
عن ذلك او بالأصح لم تستطع تصديق 
ما يقوله لتسأله من جديد 
ممكن تشرحلي أكثر أصلي مش فاهمة .
أخذ نفسا طويلا قبل أن يزفره دفعة واحدة 
قائلا 
بصي يا ستي...أنا حابب إنك تسيبيلي 
نفسك يوم واحد نعيشه على مزاجي و انا 
اوعدك إنك لو وافقتي مش هتندمي
لا تنكر يارا أنها شعرت ببعض القلق من 
طلبه لكنها وجدته فرصة مناسبة حتى 
ترتاح منه لأيام لتهتف بدون تفكير 
و انا موافقة المهم إنك مترجعش 
في الاتفاق و تسيبني أروح عند ماما 
ثلاث أيام.
إبتسم صالح على غير عادته ليسألها 
شايفك وافقتي على طول و من غير 
تفكير.
يارا..و هفكر في إيه أكيد اليوم اللي 
إنت بتتكلم عنه مش هيكون أسوأ من أيامي 
العادية .
صالح بإيجاب..صح معاكي حق... يلا 
خلينا نطلع دلوقتي عشان يومنا بدأ و هينتهي
بكرة نفس الوقت داه... إستنيني شوية 
عشان أجيبلك coat اصل الجو برا برد .
سارت نحو التسريحة لتضع بعضا من
عطرها و تتفقد مظهرها مرة أخرى 
بما أنه قرر أن يصطحبها خارجا...
لم تهتم يارا كثير بتغيره المفاجئ رغم أنها 
إستغربت لكنها تذكرت إتفاقها معه عندما 
وعدها بأنه سيحررها بعد أن تنجب له 
طفله...
شعرت به يضع المعطف حول كتفيها ثم 
رتب لها خصلات شعرها بعناية لترفع 
وجهها و ترى إنعكاسه على المرآة أمامها 
ملامحه كانت هادئة بينما تزين ثغره 
إبتسامة ساحرة جعلتها تقع في عشقها
دون رغبة منها....
بعد دقائق قليلة كانا في سيارته 
متجهين نحو إحدى المطاعم الفاخرة 
حتى يتناولا طعام الإفطار...لم تنكر 
يارا أنها سعدت كثيرا لهذه الفكرة فهو 
لم ينفك عن معاملتها و كأنها أميرة 
مدللة حتى أنه طلب منها أن تهاتف 
والدتها حتى تنظم لها إن أرادت لكنها 
رفضت لأنها تعرف أن والدتها لا تستيقظ
قبل العاشرة صباحا.....
وصلا أمام المطعم ليفتح لها الباب 
و يساعدها على النزول قائلا بينما 
البسمة لم تكن تفارق وجهه 
لو معحبكيش المكان ممكن نروح لغيره....
نفت برأسها دون أن تتكلم مما جعله 
يعبس بخفة و يقول 
حبيبي أنا عاوز أسمع صوتك الحلو... 
بلاش لغة الإشارة إتفقنا .
لم تشأ مجادلته لتردف بصوت منخفض 
مؤيدة طلبه..حاضر....
سارا للداخل لتتفاجئ يارا بمدى جمال المكان 
و ديكوره ذو الألوان الزرقاء الفاتحة و البيضاء 
و الذي أشعرها ببعض الحيوية و الدفئ فهذه 
الألوان ذكرتها قليلا بفصل الصيف......
لاحظ صالح إعجابها بالمكان فهي قد وقفت 
في مكانها لتتأمله 
عجبك المكان صح
أجابته بدون تفكير..جدا... حلو أوي .
سألها مرة أخرى..طب عاوزة نقعد فين و إلا 
نطلع فوق أحسن.
وجهت يارا بصرها للأعلى حيث كان 
المطعم يتكون في طابقين يربط بينهما 
سلم زجاجي أعجبتها الفكرة لتهتف بحماس 
يلا بينا ...
يدها ثم بدأ يسير بها على مهل نحو السلم 
ليعترضه النادل مرحبا به ثم قاده نحو إحدى 
الطاولات الجانبية اللاصقة لجدار المبنى 
الزجاجي....
ساعد يارا على الجلوس ثم شغل مكانه
ها عاوزة تفطري إيه 
تذكرت يارا الإمتيازات التي منحت لها 
هذا اليوم حيث أخبرها أنه يمكنها طلب 
أي شيئ لتستغل فورا ذلك قائلة 
ممكن بس hot chocolate عشان 
أنا مش عاوزة أفطر هنا في مكان ثاني 
حابة أروحله.
لم يعقب صالح على كلامها ثم إلتفت نحو 
النادل ليحدثه باهتمام 
هوت تشوكلت و قهوة سادة بسرعة.
إنتهى النادل من تدوين طلبه ثم إستأذن... 
حرك صالح قائمة المنيو من أمامه 
ليضعها جانبا ثم امسك بدي يارا قائلا بنبرة 
بدت لها صادقة 
قوليلي نفسك في إيه أنا قريت في النت إن الستات الحوامل بيبقوا عاوزين ياكلوا أو 
يعملوا حاجات غريبة..
تذكرت يارا عندما توحمت على السچائر
لتردف 
بضيق قاصدة إستفزازه فهذه فرصتها حتى 
ترد له و لو جزء قليلا من إهانته لها متجاوزة
بذلك إتفاقه معها..قصدك الوحم...اه فعلا 
في روايح معينة بتضايقني زي ريحتك 
مثلا بقيت كل ما تقرب مني ببقى عاوزة 
أرجع...
توقعت أنه سينتفض من مكانه غاضبا و ېحطم
الطاولة فوق رأسها لكنه بدل ذلك إبتسم 
بكل لطف قبل أن يقول 
هبقى أغير البرفيوم بتاعي رغم إني 
بقالي ست سنين مغيرتوش عشان 
إنت اللي إخترتيهولي بنفسك فاكرة.... 
أيام ماكنا في الكلية .
تمتمت يارا بداخلها..كانت أيام سودا. 
ضحك و هو يراقب ملامح وجهها الغاضبة
ليعلم بأنها تشتمه بداخلها لكنه لم يهتم مقررا أنه لن
يدعها تفسد يومه مهما حاولت...
قاطع حربهما قدوم النادل الذي وضع الاكواب 
أمامها ثم إستأذن من جديد ليأتي بعده مدير 
المطعم و معه أحد المحامين الذي أخرج 
بعض الأوراق من حقيبته ليضعها أمام يارا 
قائلا بكل إحترام 
ممكن تمضي هنا لو سمحتي .
نظرت يارا بذهول نحو صالح الذي كان يترشف 
قهوته ببرود و عندما تلاقت أعينهما أشار 
لها بأن تفعل ما طلبه منها المحامي لكنها 
رفضت.... 
أنا مش همضي على حاجة من غير ما أفهم.
تملكها ړعب شديد من أن تكون هذه المسرحية 
إحدى ألاعيب صالح و الذي فهم على الفور ما 
تفكر به ليطمئنها قائلا 
انا لما جبتك هنا كنت عارف إن المكان هيعجبك 
جدا عشان كده حبيت أهديهولك.
فتحت عينيها ببلاهة و هي تنظر نحو الأوراق 
لتقرأ فقط العناوين لكنها رغم ذلك لم تصدق 
لتتمتم 
إنت بتتكلم جد....
صالح بارتياح لأن الهدية قد أعجبتها 
أيوا بعد ما توقعي على الورق اللي
في إيدك المطعم داه هيبقى ملكك و تقدري 
كمان تديريه بنفسك.
رفعت يارا عينيها نحو المحامي ثم مدير 
المطعم و أخيرا صالح و هي تشعر بأنها 
سوف يغمى عليها من فرط دهشتها...
لم تتردد و هي ترفع يدها نحو جبينه 
لتتحسس حرارته
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 63 صفحات